نفت مصادر سورية ما نقلته وكالة أسوشييتدبرس عن ناشطين من إصابة باص تابع لمدرسة الشويفات قرب تلبيسة بقصف قذائف مدفعية كانت موجهة على الرستن، موضحة أن ’هذا الكلام غير صحيح إطلاقا، وقالت المصادر أن الباص أصيب، وقتلت فتاة اسمها هاجر الخطيب (11 سنة) وجرح آخرون وذلك خلال استهداف ملازم أول اسمه بسام طلاس من اتجاه تلبيسة، ما أدى إلى استشهاده. ولم يتمكن الجيش بحسب المصدر من إخلاء المصابين من الطريق الدولي إلا بعد ثلاث ساعات بسبب كثافة إطلاق النار والشغب في المنطقة المحيطة بتلبيسة’.

في الغضون، أكد وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو أن ما يبقى بصيص الأمل لدى الحكومة التركية حول الوضع في سوريا هو ما قاله الرئيس بشار الأسد لأردوغان حول عزمه إجراء الإصلاح.

من جهتها نقلت وكالة الأنباء سانا عن مصدر عسكري مسؤول القول، إن’عمليات الملاحقة والتعقب لعناصر المجموعات الإرهابية المسلحة في بلدة تلبيسة بحمص أسفرت عن استشهاد أربعة عناصر، بينهم ضابط، وجرح 14’. وأضاف إن ’عمليات الملاحقة والتعقب أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المجموعات الإرهابية، وإلقاء القبض على عدد منهم، ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة’.

وأشار المصدر إلى أن ’وحدات الجيش والقوى الأمنية تواصل ملاحقة فلول العناصر الإرهابية المسلحة لإلقاء القبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة’.

وكانت وكالات الأنباء قالت أن وحدات من الجيش السوري دخلت مدينتي الرستن وتلبيسة ، وقرية تيرمعلة المجاورة لهما في محافظة حمص .

وقتل رجل وامرأة على طريق بين الرستن وتلبيسة، نتيجة لإطلاق النار عشوائياً في المنطقة.

وقال محام لـ وكالة رويترز من الرستن إن المستشفى الرئيسي بالبلدة يغص بالجرحى، مضيفاً إن الانترنت وإمدادات المياه والكهرباء وخطوط الهواتف الأرضية وغالبية خدمات الهاتف المحمول قطعت.

من جهة أخرى قال مصدر في وزارة الداخلية أن ’ مجموعة إجرامية مسلحة في منطقة تلدو في حمص قامت مساء أمس (الأول) بالتهجم والاعتداء على الشرطي محمد عيد ياسين واثنين من أبنائه، ما أدى إلى استشهاد ولده ماهر وإصابة ولده الثاني ثائر’. وأضاف أن ’الشرطي محمد، الذي اضطر للدفاع عن نفسه وأبنائه، تمكن من قتل اثنين من المهاجمين وإصابة ثالث، بينما لاذ الباقون بالفرار حيث تتابع القوى الأمنية عملية البحث لإلقاء القبض على المجرمين وتقديمهم للعدالة’.

وعلى صعيد الحراك السياسي الداخلي والدعوة إلى طاولة حوار وطني علمت سورية الغد من مصادر مطلعة ان اتصالات تجري حاليا بين القيادة السياسة وبعد أحزاب الجبهة لاختيار ممثلين للانضمام إلى الحوار.

يذكر أن وسائل إعلامية أشارت لتشكيل الأسد لجنة للحوار الوطني، وكلف نائبيه ، فاروق الشرع و نجاح العطار بإدارة هذا الحوار.وكان وزير الإعلام السوري عدنان محمود قد أعلن أن الحوار الوطني سيجري في كل المحافظات السورية.

اوغلو : الوقت استنفد

في سياق آخر، وبعد ساعات على الاتصال الهاتفي لرئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان بالرئيس بشار الأسد وإعلان دعمه لاستمرار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، أطلق وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو سلسلة من المواقف اللافتة، التي تعكس قلق تركيا على الوضع في سوريا، مع شعور بأن الوقت بات مستنفدا أمام الإصلاح، وإن لم يقطع الأتراك الأمل بعد بإمكانية لجوء الأسد إلى ’علاج بالصدمة’ لتجنيب أنقرة أيضاً الضغوط الغربية الشديدة عليها لاتخاذ مواقف أكثر حدة من النظام في دمشق.

ففي حوار تلفزيوني مساء الجمعة الماضية، قال داود اوغلو انه لا يعلم ما إذا كان الشعب السوري لا يزال يحب الأسد أم لا، داعيا إلى أن يقود السوريون بأنفسهم عملية التغيير.

وقال داود اوغلو، في برنامج ’اللعبة الكبرى’ إن الاستقرار في سوريا مسألة مهمة جدا لتركيا، والذي يجري في سوريا يؤثر على تركيا و’إسرائيل’ والأردن والعراق ولبنان.

وقال داود اوغلو إن الأسد ليس من جيل الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك والليبي معمر القذافي. وأضاف انه ’زعيم محبوب من شعبه. ولو انه كانت توجد انتخابات حرة في تلك الدول التي حدثت فيها ثورات لما نجح زعماؤها. لكن الوضع في سوريا مختلف، ولكان الأسد نجح في تلك الانتخابات’.

وأشار أوغلو في حديثه إلى غياب المناخ لانتخابات حرة في سوريا في ظل تأخر الإصلاح حاليا، موضحاً ان الوقت استنفد .

وتابع ’إن ما يعطينا أملا أن الأسد قال لرئيس حكومتنا انه مصمم على إجراء الإصلاح. اليوم وليس غداً هو وقت التحرك، ويجب وضع رزنامة للإصلاح وبأسرع وقت. نحن نتوق لسوريا كهذه، ولو قال (الأسد) إننا سنتجاوب مع مطالب الشعب السوري فلن يعدّ ذلك ضعفا’. وأعلن أن على رأس أولويات السياسة الخارجية التركية الوضع في سوريا، لأن أي تطور سلبي هناك يؤثر على تركيا.