الكاتب : زينب الدبس

مزجوا بدمائهم معان جديدة للكرامة، تحدوا بصدور عارية عدو مدجج بكافة أنواع الأسلحة، ابتدعوا حالة جديدة من الخلق، قالوا للعالم أجمع معركة الأرض لم تنته مادامت الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني تنزف....
مرة أخرى تشيع المخيمات الفلسطينية جثامين شهدائها الذين سقطوا أمس برصاص الاحتلال الإسرائيلي على مشارف الجولان السوري المحتل بموقع عين التينة ومدينة القنيطرة أحياء لذكرى النكسة .

مواكب الشهداء انطلقت من مستشفى الشهيد ممدوح أباظة بالقنيطرة لتوزع أزهار الشهادة على المخيمات الفلسطينية ، ثمانية عشر شهيداً بينهم شهيدان سوريان من الجولان .

مخيم اليرموك كان أيضاً على موعد مع تسعة شهداء زفوا وسط عرس حقيقي بزغاريد علت سماء المخيم و دموع ذرفت على شباب بعمر الورد عمدوا بدمائهم طريق العودة ،آلاف المشيعون أكدوا تمسكهم بالثوابت الفلسطينية وهتفوا شعارات غاضبة مستنكرين فيها جرائم العدو الصهيوني ومطالبين بأحقية الرد .

أهالي الشهداء عبروا عن افتخارهم واعتزازهم بدماء الشهداء التي قدموها في سبيل العودة حيث رأى والد الشهيدة إيناس شريتح ".. نفخر باستشهاد ابنتنا الوحيدة التي أثبتت أنها من أبناء الشعب الفلسطيني المقاوم والمصمم على بذل الغالي والرخيص لاسترجاع كامل الأرض المحتلة.وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني لم ولن يتخاذل يوماً عن واجبه في تقديم أغلى ما يملك والاستمرار بمسيرة النضال بكافة أشكاله لأنه طريق العزة والنصر والكرامة.

من جانبه رأى أبو أحمد فؤاد عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "

كلهم استشهدوا بصدور عارية على الحدود،هذا الجيل الذي تربى بعيداً عن أرضه وبعيداً عن وطنه والذي راهن عليه أن ينسى هذه الأرض لكنه أثبت أنه متمسك فيها أكثر من آبائه وأجداده ويؤكد "بالطبع سيفتح أولئك الشهداء صفحة جديدة على طريق النضال الفلسطيني ".

وحول استنكار المشيعون آليات عمل القيادة السياسية الفلسطينية بالخارج والتي باتت واضحة من خلال الهتاف والشعارات رأى أبو أحمد فؤاد عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "لا يمكن الفصل بين الشعب والفصائل ، هؤلاء الشباب الذين ذهبوا إلى جبهة الجولان هم على قناعة تامة أن أمكانية التحرير والعودة لفلسطين إمكانية واقعية وأن هذا الدم لم يذهب سدى،ومنه يجب على المنظمات والفصائل أن تعيد بناء نفسها وتعيد بناء مؤسسات منظمة التحرير لأنه في غيابها ممكن أن يصبح خلل وانتقادات"

على الصعيد نفسه رأت الإعلامية الفلسطينية وإحدى المشاركات بذكرى النكسة عتاب الدقة "الرسالة تم إيصالها للعدو الإسرائيلي من 15أيار ما حصل البارحة بالطبع شيء مشرف فما شهدناه من اندفاع بطولي لدى الشهداء أوما يمكن تسميته بطولة فائقة، لأنهم مدركون حجم التعزيزات والإجراءات التي اتخذها الكيان الإسرائيلي على الحدود، ما شاهدته بعيني مجزرة حقيقية أمام شباب سلمي عزل أرادوا التوجه للحدود بقصد الاعتصام السلمي وبمجرد وقوفهم على بعد عدة أمتار من الأسلاك الشائك كان الرصاص الحي باستقبالهم بدماء باردة من قبل الكيان الصهيوني وتتابع" طبعا أنا افتخر بأبناء شعبي لكني كنت أتمنى التروي قليلاً لأن شباب عزل لن يستطيعوا مواجهة جيش مدجج بالأسلحة بل من أقوى الجيوش في العالم وتضيف هم اعتقدوا أن سلمية حراكهم سيحميهم من الرصاص الحي مع علمهم أن الجيش الإسرائيلي ليس لديه محظورات وهو فوق كل الشرعيات والقانون الدولي لأن وجوده غير شرعي ولم يتوانى عن إطلاق الرصاص الحي والقنابل الدخانية والغاز المسيل للدموع "