وسط توجه تعزيزات أمنية إلى المنطقة الشمالية بعد المجزرة التي وقعت بحق قوى الأمن وعناصر الشرطة، أكدت لجنة الحوار الوطني ضرورة أن يكون الحوار مفتوحاً للجميع تحت سقف الوطن، ولمختلف الشخصيات الوطنية والفكرية والقوى والأحزاب والمنظمات السياسية والشعبية الشابة. يأتي ذلك فيما نفت السفيرة السورية لدى فرنسا لمياء شكور أن تكون تقدمت باستقالتها من منصبها، والتي تناقلتها وكالات الإعلام نقلاً عن قناة ’فرانس 24’.

وقالت شكور في اتصال مع قناة ’العربية’ إنها لم تجر أي اتصال مع قناة ’فرانس 24’ وقالت إن القضية انتحال صوتي لصوتها .

ونفى مصدر سوري مسؤول نبأ استقالة شكور، وقال إن الخبر الذي أذاعته القناة الفرنسية عار عن الصحة وإن السفيرة شكور سوف ترفع دعوى على من قام بفبركة الخبر .

وادعت المنتحلة لصوت شكور أنها استقالت من منصبها احتجاجاً على قمع النظام للمحتجين، واستخدام الآلة العسكرية في مواجهتهم، وذلك عبر تلفزيون ’فرانس 24’، الذي قال إنها دانت العنف في سوريا، وإنها قالت إنها لم تعد ترغب في تمثيل دمشق لدى فرنسا .

وأضافت المنتحلة لصوت السفيرة ’أبلغت السكرتير الخاص للرئيس بشار الأسد نيتي الاستقالة . إنني أقر بمشروعية مطالب الشعب بمزيد من الديمقراطية والحرية’ .

في هذه الأثناء، توجهت ناقلات جند إلى منطقة جسر الشغور، وذلك بعد يوم من إعلان مصادر رسمية سورية مقتل 120 من عناصر الشرطة والأمن ’برصاص تنظيمات مسلحة’،وقال ناشط إن ’13 ناقلة تتجه إلى مدينة جسر الشغور’ التي يقوم الجيش بعمليات تمشيط فيها منذ السبت الماضي. وأضاف ’لقد انطلقت من حلب إلى جسر الشغور التي حلقت فوقها مروحيات طوال الليل’.

وبحسب صحيفة الوطن السورية فإن ’عملية امنية وعسكرية واسعة النطاق ستشن في قرى منطقة جسر الشغور، بعد معلومات عن وجود مئات الرجال المسلحين’.

دولياً، استأنفت فرنسا، مدعومة بدول أوروبية غربية، محاولاتها لنقل الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي، بالرغم من أن موسكو كررت رفضها لهذا الأمر.

من جهته أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه ’يجب حل المشاكل في سوريا وفي البلدان الأخرى في المنطقة بالطرق السلمية، وليس بخلق ظروف لنزاعات لاحقة’. وقال، في أوسلو، ’على الدبلوماسية أن تحل المشاكل المستعصية بالطرق السلمية، وليس بخلق ظروف تؤدي إلى انزلاقها إلى نزاعات لاحقة’. وأضاف أنه ’يجب التمسك بمثل هذا المدخل بالنسبة لجميع دول المنطقة، من دون اللجوء إلى مجلس الأمن للنظر في كل حالة من هذا النوع’.

وكان وزير الخارجية الروسي، اعتبر منذ أيام قليلة أن الأحداث الجارية في سورية هي شأن داخلي وأن أي محاولة للتدخل الخارجي في هذه الأحداث من شأنه الإسهام في تأجيجها، معربا عن قلق بلاده من محاولات بعض الدول الغربية التدخل في الشؤون الداخلية لسورية وسعيها إلى تسييس وتدويل الأحداث الجارية فيها.

وأعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن حكومة بلاده ’تنظر إلى الحكومة السورية على أنها نظيرتها الشرعية، لذا فإن أنقرة لا تسعى إلى الشروع في أي اتصال مع جماعات المعارضة’ السورية.

وانتقد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد التدخلات الاميركية في سوريا، موضحاً ’أنا متأكد ان الشعب والحكومة السوريين سيحلان مشاكلهما’.

وأدان نجاد، في مؤتمر صحافي عقده في طهران، ’تدخلات’ الولايات المتحدة وحلفائها في شؤون سوريا. وقال ’إن سوريا تقف في خط المقاومة الاول بوجه اسرائيل، وأنا متأكد ان الشعب والحكومة السوريين سيحلان مشاكلهما، ونحن نندد بتدخلات الولايات المتحدة وحلفائها في سوريا’.

وأضاف ’هناك مع الأسف حكومات في المنطقة تتدخل (في الشؤون السورية) وتتبع الولايات المتحدة. أنصحهم عدم القيام بذلك لأن الولايات المتحدة سترتد ضدهم بعد ان تحقق اهدافها’. وتابع ’نحن نقف الى جانب كل الحكومات الثورية، ونعتقد ان السوريين قادرون على ادارة شؤونهم بأنفسهم’.

داخليا وعلى صعيد الحوار الوطني، عقدت ’هيئة الحوار الوطني’ برئاسة نائب الرئيس فاروق الشرع اجتماعاً في دمشق، تابعت خلاله ’مناقشة أسس ومحاور وآليات الحوار الوطني الشامل’. و بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا) تركزت المناقشات حول ضرورة أن يكون الحوار مفتوحاً للجميع تحت سقف الوطن، ولمختلف الشخصيات الوطنية والفكرية والقوى والأحزاب والمنظمات السياسية والشعبية الشابة، من أجل توفير أجواء التواصل في المجتمع، وتوسيع قاعدة المشاركة ومناقشة جميع القضايا والأفكار التي من شأنها تحقيق مصلحة البلاد العليا وحماية أمنها ضد أي تدخل خارجي.

ورأت الهيئة أن ’أسس ومحاور الحوار الوطني تشكل محطة انطلاق نحو حراك سياسي مهم وخطوات مقبلة في هذا السياق تعبر عن جميع التطلعات الوطنية للشعب السوري بمختلف شرائحه وقواه الحية المؤتمنة على صياغة مستقبله في مختلف المجالات’.