الكاتب : مازن سلمو

معركة اعلامية شرسة ضد سورية ، وباشكال مختلفة من قبل وسائل الاعلام العربي والغربي، وذلك على خلفية الاحداث الجارية في سورية وهذا امر واضح وفاضح من خلال ظاهرة شهود العيان وتسجيلات الفيديو المفبركة، وما الى ذلك من اساليب وحيل بتنا نشاهدها كل يوم وكل دقيقة .

اللافت في هذه الحرب الاعلامية، أقول "حرب" لانها بالفعل كذلك، لان التحريض والفبركات والهجمة الاعلامية والسياسية اصبحت مكشوفة ومقززة، فانتحال فرد مجهول لضابط في الجيش السوري واعلان انشقاقه عبر قناة تلفزيونية تحظى باعلى نسبة مشاهدة في الوطن العربي، ليس بالامر السهل، خصوصا وان هذه القناة التلفزيونية تبنت اقوال الضابط الذي زعم انه الملازم اول "عبد الرزاق طلاس" من حمص ـ الرستن، ومن الفرقة الخامسة، هو نفس الشخص الذي قالت عنه القناة نفسها في بداية الاحداث على انه مجند هارب من قوات الحرس الجمهوري، فليس من المستغرب ان تعلن هذه المحطة او تلك، في قادم الايام ان الملازم اول والمجند سيترفع الى رتبة نقيب او عقيد وربما الى رتبة عميد ، في الكلية العسكرية لهذا القناة.

اللافت في هذه المعركة الاعلامية هو الخبر الذي بثته قناة (فراس 24) الذي قالت فيه ان السفيرة السورية في فرنسا "لمياء شكور" اعلنت استقالتها بسبب القمع الذي يتعرض له الشعب السوري ، بحسب السيدة التي ادعت انها السفيرة السورية ، بالتاكيد فقد سارعت السفيرة "لمياء شكور" في اتصال هاتفي مع التلفزيون الرسمي السوري ونفت الخبر بشدة وقالت: سأبقى سفيرة سورية طالما حييت.

اما الجديد في المهزلة الاعلامية، مقطع الفيديو الذي بثته احد القنوات العربية، وهو يظهر كما زعمت هذه المحطة، انهم جنود سوريون قاموا بركل مجموعة من المواطنين مطالبين بالحرية، في الحقيقة ان هذه الحادثة كانت قد نبهت اليها بعض المصادر الصحفية قبل عرض شريط الفيديو، وهي ان مجموعة مسلحة قامت بقتل الجنود السوريين والتميثل بجثثهم وسرقة زيهم العسكري لاستغلاله ضمن مسلسل التضليل الاعلامي .

في خضم هذه المعركة الاعلامية الشرسة والتي بالطبع كان لها دور كبير في تاجيج الشارع السوري وخداعه وبقلبها للحقائق وجعل الباطل حق، والحق باطل، أليس من المعقول ان يكون لدينا محطات تلفزيونية وصحف ومواقع الكترونية خاصة كانت ام عامة "لا يهم"، ان تتصدى لهذه الهجمة الاعلامية، أليس من الصحيح ان يكون لدينا كوادر اعلامية مدربة ومجهزة على هكذا أزمات، أليس من المنطق ان يكون لدينا محللين سياسين ومفكرين قادرين على فهم وقراءة ما يجري من مؤامرة هدفها ضرب المشروع المقاوم في المنطقة (مع احترامنا لكل من يقوم بهدا الدور) وبالتالي توعية هذا الشباب السوري وكل من غرر بهم، لذلك الا نعيش ازمة اعلام اليوم؟؟ أسئلة كثيرة نوجهها لكل من يستطيع الاجابة عليها.