فيما اعترفت اللجنة المكلفة صياغة مشروع لقانون الأحزاب الجدد في سورية،اعترفت أنه لا يوجد ثقافة سياسية ولا مشاركة للمواطنين في الحياة السياسية. بدأت ترتفع مجدداً أنباء عن قرارات إصلاحية جديدة تقر بمبدأ التعددية السياسية وتهيئ لمناخ حوار سياسي حقيقي.

في هذه الأثناء، أسفرت العملية التي قام بها الجيش في مدينة جسر الشغور وتمشيط القرى المحيطة بها عن الكشف عما ارتكبته ’المجموعات المسلحة’ من اعتداءات مسلحة بحق رجال الأمن ومؤسسات الدولة وذلك من خلال اعترافات بعض المجرمين لوسائل الإعلام بما ارتكبوه من فظائع بحق رجال الأمن واغتصاب وقتل أربع فتيات من مدينة حلب ورميهن في نهر العاصي وكشف مقبرة جماعية من رجال مفرزة الأمن الذين قتلتهم المجموعات المسلحة بعد التمثيل بجثثهم وتقطيع أوصالهم، واعترافهم بمصدر السلاح من قرية خربة الجوز المتاخمة للحدود السورية التركية والمال من لبنان.

وبحسب صحيفة الوطن السورية بدأت الحياة الطبيعية تعود تدريجياً إلى مدينة جسر الشغور وباقي مدن وقرى المحافظة حتى قبل دخول وحدات الجيش إلى هذه المناطق وخاصة في منطقة معرة النعمان وقرى جبل الزاوية حيث تتركز المجموعات المسلحة.

وأسفر دخول الجيش إلى منطقة جسر الشغور لتمشيطها من العصابات المسلحة عن نزوح أكثر من 8000 آلاف من سكان المنطقة إلى تركيا بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وكانت وكالة انباء الاناضول التركية ذكرت أمس الاثنين أن عدد اللاجئين السوريين قد ارتفع في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة ليصل الى ستة الاف و817 لاجئا الى المخيمات التي نصبت في جنوب تركيا قرب الحدود مع سورية.وكانت الوكالة قد حددت عدد اللاجئين الى تركيا الاحد بخمسة آلاف و51 لاجئا.

وفي الغضون اعتصمت مئات النساء السوريات أمام القنصلية التركية في مدينة حلب امس تنديداً بالمواقف التركية إزاء الأحداث التي تشهدها سورية. وقالت مصادر من حلب ليونايتد برس انترناشونال ’ان مئات النساء، أعضاء في غرفة تجارة حلب وبعض الجمعيات الأهلية سلمن الى القنصل التركي بيانا ضد سياسة بلاده وتراجعها عن مواقفها وسياستها السابقة مع سورية ’.

ورددت النساء هتافات ضد السياسة التركية وضد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على تصريحات له. كما اتجهت المسيرة الى القنصلية الروسية ووجهت لها الشكر على مواقفها تجاه سورية .

إلى ذلك، نقلت صحيفة السفير اللبنانية عن مصادر في المعارضة السورية القول انها اعتذرت عن تلبية دعوة هيئة الإشراف على الحوار الوطني الى لقاء تشاوري لهذه الغاية بسبب ’عدم توفر مناخ مناسب للحوار’، فيما أكد عضو في هيئة الحوار أن ’المساعي ستستمر في هذا الإطار، وسنبقي الباب مفتوحا’.

ووفقا لمصدر من المعارضة، فإن الشروط لتحقيق بيئة مناسبة للحوار تتمثل في ’سحب الجيش وقوى الأمن والسماح بالتظاهر السلمي، إضافة الى عفو عام شامل عن كل من معتقلي الرأي ومن تم اعتقاله مؤخرا (هنــاك ثغرات في قانون العفو الأخير كما تقول المعارضة) كما منع الاعتقال لاحقا’. ويضيف هؤلاء أيضا عناصر أخرى من قبيل ’الإعلان عن إلغاء المادة الثامنة من الدستور’ التي تنص على ’قيادة حزب البعث للدولة والمجتمع’.

في هذا الوقت،جددت واشنطن تصعيدها على دمشق مكررة انه ’على الرئيس بشارالأسد ان يبدأ حوارا سياسيا. ويجب أن يكون هناك انتقال. وإن لم يقد الرئيس الاسد هذا الانتقال فعليه ان يتنحى’، فيما اعلنت لندن ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان رحب بالجهود البريطانية لممارسة ضغوط على الأسد في الامم المتحدة. ووصف الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الوضع في سوريا بأنه ’خطير ومقلق للجميع’.

وعلى خلفية تصريحات موسى الأخيرة تجاه سورية، حذر مندوب سورية الدائم لدى الجامعة يوسف أحمد أي جهة كانت من أن تجعل دماء السوريين أداة تستخدمها في خدمة غاياتها وطموحاتها الخاصة أو في تلبية أجندات الغرب الساعية لاستصدار قرار في مجلس الأمن وتحتاج إلى قناع الجامعة العربية لتمرير مخططاتها التي لا تخدم في النهاية سوى إسرائيل.

وأعرب أحمد عن قلقه واستغرابه الشديدين من التصريح الذي صدر أمس عن موسى، مؤكداً أن تصريحات الأخير غير المتوازنة لا تعدو كونها تجاهلاً فاضحاً لحقيقة ما تتعرض له سورية من استهداف خارجي يستخدم أجندة وأذرعاً داخلية سعت وتسعى إلى ضرب الأمن والاستقرار في البلاد والنيل من مواقف سورية واستقلالية قرارها الوطني والقومي، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية سانا.