وسط انقسام أوروبي حول الوضع في سوريا وفشلهم في الحصول على غالبية للتصويت على قرار يدين دمشق، دخلت الاحتجاجات في سوريا شهرها الثالث، فيما تشهد اليوم دمشق رفع أكبر علم سوري يمتد من اوتستراد المزة وصولا لساحة الأمويين،تعبيراً عن التأييد للرئيس السوري بشار الأسد.

في هذه الأثناء أعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه أمس أن الدول التي أعدت مشروع قرار في الأمم المتحدة يدين القمع في سوريا لن تطرحه على التصويت قبل أن تضمن توافر غالبية كافية لمصلحتها، في وقت تحدثت مصادر دبلوماسية عن انقسام عميق بين أعضاء مجلس الأمن إزاء سوريا .

وقاطعت روسيا والصين المحادثات التي جرت مؤخراً في مجلس الأمن على مستوى الخبراء حول مشروع قرار لإدانة سوريا. وقال دبلوماسي فضل عدم الكشف عن هويته إن روسيا والصين ’كانتا على علم بمحادثات السبت ولكنهما اختارتا عدم المجيء’ .

من جهتها، نقلت وكالة أنباء الأناضول عن مسؤولين أتراك قولهم إن الأسد اتصل باردوغان ليهنئه على فوز حزبه في الانتخابات التشريعية.

ونقل المسؤولون عن أردوغان قوله للأسد إن ’العنف يجب أن ينتهي في سوريا’، وأضاف إنه ’يجب وضع جدول زمني للإصلاحات التي يجب تطبيقها بأسرع وقت ممكن’. كما تباحث الزعيمان في نزوح اللاجئين السوريين من المناطق الشمالية إلى تركيا ووصل عددهم بحسب وكالات الانباء إلى حوالي 9 آلاف.

في هذا السياق،أعلن مصدر حكومي تركي ان رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان سيستقبل اليوم في انقرة مبعوثا الرئيس الأسد وزير الخارجية وليد المعلم والعماد حسن توركماني، للتباحث في تطورات الوضع في سورية.

وكان مجلس الوزراء وجه أمس نداء للمواطنين الذين نزحوا إلى الحدود التركية عقب دخول قوات الجيش إلى منطقة جسر الشغور، وحثهم على العودة إليها بعد أن تمت استعادة الأمن والطمأنينة فيها.

كما كلف منظمة الهلال الأحمر العربي السوري بالاتصال مع الهلال الأحمر التركي للتعاون من أجل تسهيل عودة المواطنين السوريين إلى منازلهم وقيام الهلال الأحمر العربي السوري بتأمين الاحتياجات اللازمة لنقلهم وإعادتهم إلى قراهم.

ميدانياً، تشهد دمشق مسيرة كبرى يرفع فيها شباب وموظفو القطاع العام ما سيكون ’أكبر علم سوري’، تعبيراً عن التأييد للرئيس الأسد، وانطلقت المسيرة صباح اليوم من نادي الجلاء على طريق المزة في اتجاه ساحة الأمويين. ويبلغ طوله أكثر من كيلومترين.

هذا وتوقعت عدة مصادر صحفية ومواقع الكترونية أن يلقي الرئيس الأسد غداُ خطاباً رئاسياً، في إشارة إلى الخطاب الذي تلى المسيرة المليونية في 29آذار الماضي.

على الصعيد الأمني، أعلن ناشط حقوقي أمس أن ستة مدنيين قتلوا في الساعات الاخيرة في بلدة اريحا القريبة من جسر الشغور حيث يواصل الجيش عمليات التمشيط.

واكد ان ’ستة مدنيين قتلوا في بلدة اريحا’ في الساعات الاخيرة. والاتصالات الهاتفية مقطوعة في البلدة منذ صباح الاثنين.

وأكد الناشط ان ’10 دبابات و15 الى 20 ناقلة جند ارسلت الى محيط مدينة البو كمال’.

واتهمت السلطات السورية ’مجموعات ارهابية مسلحة’ بأنها مسؤولة عن اعمال عنف واغتصاب، الأمر الذي ينفيه اللاجئون على الحدود التركية.

في هذه الأثناء، جدد المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني دعوة القادة السوريين الى ’بدء حوار سياسي’ من اجل اسماع السوريين اصواتهم لحكومتهم. وقال ’على الرئيس الاسد بدء حوار سياسي. ينبغي ان تكون هناك مرحلة انتقالية. ان لم يقدها الرئيس الاسد فعليه التنحي’. واتهمت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ايران ’بدعم الهجمات الوحشية’ ضد المتظاهرين في سوريا. وقالت كلينتون إن ’إيران تدعم الهجمات الوحشية على المتظاهرين المسالمين، كما تدعم العمليات العسكرية التي يشنها النظام السوري على مدنه’.

في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني رامين مهمانبرست إن ’بعض الانظمة خاصة اميركا والنظام الصهيوني والتي لها أهداف خاصة تحرض الجماعات الارهابية في سوريا وفي المنطقة لتنفذ عمليات ارهابية وتخريبية’. وأضاف أن ’النظام الصهيوني والمدافعين عنه يشعرون بتهديد خطير. لذلك يفعلون كل ما يستطيعون للقضاء على خط الممانعة الذي يقف ضد عدوان النظام الصهيوني’.