الكاتب : حازم خضر
قال الرئيس السابق للحزب السوري القومي الاجتماع جبران عريجي أنه لابد من قراءة الأحداث بنوع من التوازن والتأني العميق لمقاربة ما تواجهه سورية . مضيفا في محاضرة له على مدرج مشفى الأسد الجامعي أنه لابد من الارتكاز إلى نقطتين أساسيتين من أجل تحليل وفهم ما يجري في المنطقة وبالأخص في سورية الأولى القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي . والثانية العراق، مشيراً إلى أن أي نقاش بمعزل عن الصراع العربي الإسرائيلي وعما يجري في العراق هو نقاش قاصر من حيث المنهج والخطة ويؤدي إلى نتائج ناقصة.
وقال عريجي أن العالم العربي هو عالم مفعول فيه ودُفع فيه مؤخراً من الخارج لتحويله إلى واقع جماعات مختلفة ومتصارعة لخلق بيئة تناسب نظرة الخارج إلى بلادنا كمرعى للكيان الإسرائيلي.مضيفا طالما نحن العرب أعداء بعضنا تبقى إسرائيل خارج العداء العربي، لافتاً الى التحركات الثورية التي كانت قد بدأت في تونس ومصر وكيف تم الآن مصادرة نتائجها وكيف انقادت نحو عالم من المجهولات والمتناقضات.
وأشار عريجي إلى خطورة سلاح الاعلام موضحا أن من يملك الإعلام القوي النافذ هو من يملك الرأي العام والقدرة على التأثير معتبراً أن تعاطي الإعلام السوري مع الأحداث السورية يجب أن يتطور وينفتح لكي يملك القوة والقدرة على الإقناع والتأثير.
وأضاف عريجي إن المعركة هي بين الوعي والجهل وأن المؤامرة لكي تنجح يجب أن تنجح في عقولنا أولاً، لافتاً إلى أن العبارات والشعارات البراقة التي نادى بها البعض طرحوها في الشارع السوري هي الأكثر خداعاً وخطورة لأن الأحداث التي جرت في بعض المناطق السورية كشفت أن هناك تناقضاً هائلاً وجوهرياً بين مضمون هذه الشعارات ومحتواها من جهة وبنية من يحملها الفكرية والنفسية من جهة أخرى.
وأكد أن الرئيس بشار الأسد يمتلك عقلاً تنويرياً وإصلاحياً قادراً على أن ينفتح على كل ما هو جديد، معتبراً أن الإصلاح الحقيقي والتغيير الثوري في سورية لن يحدث إلا على يد الرئيس الأسد متى توافرت البيئة المستقرة الآمنة اللازمة لتحقيق الإصلاحات، وحيا عريجي الجيش العربي السوري وثمن تضحياته عالياً وأكد أن الإصلاح ووأد الفتن والمؤامرات معركتان يجب أن تسير بالتوازي مع بعضهما مؤكداً أنه مادامت سورية متماسكة فالمنطقة بأسرها متماسكة ومستقرة.
وقال عريجي: لو كانت بعض المعارضة صادقة وشريفة كان من المفروض أن تدخل في حوار شفاف وأن تتبنى النظريات الإصلاحية التي أعلنتها القيادة السورية ورحب بها الشعب السوري بكل أطيافه، مشيراً إلى أن هذا لا يعني عدم وجود معارضة وطنية وشريفة في سورية شرط أن تكون تحت سقف الوطن وتسعى لتطوير الحركة السياسية فيه على أساس الثوابت الوطنية، مؤكداً أن الشعب السوري لا يقبل آراء الذين يطلون عليه من كل حدب وصوب وهم بعيدون عن تطلعاته وآماله