شهد عدد كبير من المدن السورية أمس، جمعة جديدة من الاحتجاجات تحت تسمية ’جمعة صالح العلي’، راح ضحيتها 19 شخصاً بحسب ما نقلته وكالات الأنباء عن ناشطين في سوريا. تزامن ذلك مع استعداد الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات جديدة تستهدف المؤسسات السورية، في خطوة تقف وراءها فرنسا بشكل أساسيّ وتدعمها واشنطن.

وبحسب وكالة الأنباء السورية سانا فقد استشهد تسعة من المدنيين وعناصر الشرطة وجرح أكثر من سبعين.
وقالت الوكالة أن ’احد عناصر الامن استشهد وأصيب اكثر من عشرين برصاص مسلحين في حمص’. إضافة لإصابة عدد من عناصر الشرطة برصاص مسلحين في حي الحشيش بحمص مشيرة الى وجود مخربين يقطعون الطريق ويحرقون الاطارات في حي القرابيص في المدينة ومخربين آخرين يعتدون على سيارات الاهالي في حي الخالدية.

وكان ’ضابطين وأربعة عناصر أصيبوا في هجوم لمسلحين على إدارة التجنيد ورحبة قيادة المنطقة في دير الزور’، بحسب سانا التي أشارت إلى ان ’ثلاثة من عناصر الشرطة اصيبوا بإطلاق نار من قبل مسلحين في حي القابون في دمشق ’.

كما نقلت عن مصدر عسكري مسؤول قوله إن ’بعض وحدات الجيش والقوى الأمنية تتابع ملاحقة عناصر التنظيمات الإرهابية المسلحة في القرى والبلدات المحيطة بجسر الشغور بهدف إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع جميع المناطق التي روعتها جرائم أولئك المسلحين وأرغمت أهلها على ترك مناطقهم حيث تمكنت وحدات الجيش من تطهيرها وإعادة الحياة الآمنة إليها’، وعن مصدر عسكري آخر قوله إن الوحدات الأمنية والعسكرية تمركزت بالقرب ’من مدينتي خان شيخون ومعرة النعمان لمنع التنظيمات الإرهابية المسلحة من قطع الطريق الدولي بين حلب وحماه وضمان سلامة المسافرين وتأمين حركة الانتقال الآمنة للمواطنين’.

وخرجت المظاهرات أمس في مدن عدة،وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان أن ’التظاهرات جرت في داعل وجبلة والرستن والقصير والشيخ مسكين ومعرة النعمان وتلبيسة وفي حي الرملة في اللاذقية كما في دير الزور والميادين ’.

واضاف رئيس المرصد لوكالة فرانس برس ’تظاهر المئات في ريف دمشق كما في سقبا وجسرين وكفر بطنا وحمورية’. مشيراً إلى أن ’المتظاهرين كانوا يطلقون شعارات تدعو الى التضامن مع المدن المحاصرة وشعارات مناهضة للنظام’.

من جهته، ذكر الناشط الحقوقي عبد الله الخليل للوكالة ان ’نحو 2500 شخص خرجوا للتظاهر في مدينة الطبقة المجاورة لمدينة الرقة من جامع الحمزة باتجاه الشارع الرئيسي الى الدوار’.

واكد الناشط ان قوات ’الامن لم تتعرض للمتظاهرين’، مشيرا الى ’وجود امني كثيف امام الجوامع في مدينة الرقة’.

وكان أحفاد الشيخ صالح العلي استنكروا تسمية يوم الجمعة بـ ’جمعة صالح العلي’ واعتبروا أن هذه التسمية ’استباحة لرموز الوطن’.

وقال أحفاد العلي في بيان أصدروه الجمعة ’أن الشيخ صالح العلي رمز من رموز وحدة واستقلال سورية وحين عرض عليه الآخرون الجاه والسلطة مقابل تفكيك وحدتها قدم روحه قربانا لوحدة التراب السوري ووحدة أبنائه وهو ما يتنافى مع المخطط الذي يدعو إلى تسمية الجمعة باسمه ونحن بناته وأحفاده نؤكد أننا براء من هذه الدعوات وممن دعا إليها’.

في الغضون، يستعد الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات جديدة تستهدف المؤسسات السورية، في خطوة تقف وراءها فرنسا بشكل أساسيّ. أما واشنطن فحاولت عبر وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون الضغط على روسيا في اتجاه تمرير مشروع قرار مجلس الأمن الدولي ضد سوريا.

وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان فرنسا وألمانيا اتفقتا على الدعوة لفرض عقوبات أشد على سوريا.

وقال ساركوزي خلال مؤتمر صحافي بعد أن أجرى محادثات في برلين مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ’فرنسا وبالتعاون مع ألمانيا تدعو الى تشديد العقوبات على السلطات السورية التي تقوم بأعمال لا يمكن السكوت عنها وغير مقبولة وأعمال قمع ضد الشعب (السوري)’.

وقال دبلوماسي بارز من الاتحاد الاوروبي إنه من المقرر أن يفرض الاتحاد الأوروبي مجموعة جديدة مع العقوبات ضد سوريا الأسبوع المقبل، تستهدف المؤسسات السورية بشكل خاص.

وقالت مصادر دبلوماسية ان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي سيدعون في اجتماع في لوكسمبورغ سوريا الى السماح بدخول مراقبين أجانب وعاملين إنسانيين ووسائل الاعلام.

وقال دبلوماسي اوروبي ان الوزراء سيطالبون في اعلان يتوقع ان يتبنوه الاثنين المقبل، سوريا بإتاحة ’دخول فوري لأي مساعدة انسانية، وأيضا لمراقبين دوليين في مجال حقوق الانسان وبالطبع وسائل الاعلام المستقلة’.

وأكد دبلوماسي آخر انه ’ستتم دعوة الحكومة السورية الى وضع حد للعنف وفتح البلاد أمام مراقبين دوليين’.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نيولاند إن كلينتون تناقشت مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف في النشاط المحيط بالملف السوري في مجلس الأمن ’وكيف يمكن للولايات المتحدة وروسيا أن تعملا معاً لضمان الحصول على قرار من مجلس الأمن’. وأضافت نيولاند أن كلينتون ’عبرت عن املها في أن يتمكن الطرفان من العمل معاً’، ولم تؤكد الخروج بأي نتيجة من المكالمة، لكنها قالت إنها ’كانت مكالمة جيدة’.

على صعيد آخر،اعلن مصدر رسمي تركي أن عدد السوريين الذين لجأوا إلى تركيا ه بلغ الجمعة 9700 شخص بعد وصول أكثر من الف شخص في الساعات الـ 24 الماضية.

وقال المصدر نفسه لوكالة فرانس برس أن ’عدد السوريين في تركيا بلغ الثلاثاء 9700’ شخص، موضحا ان حوالى 1200 سوري عبروا الحدود الخميس وليل الخميس الجمعة.