الكاتب : نضال الخضري

مستقبل باحتمالات مفتوحة... ربما من الصعب تحديد سيناريوهات مبتكرة، أو حتى التفكير بحياة سياسية قادرة على "التحفيز"، فالمسألة ليست حدة "الاضطراب" الذي عشناه بل في نوعية التفكير المتصاعد حول مفاهيم "الاقتسام" السياسي، أو حتى رؤية المجتمع بعد مراحل طويلة من "السكينة" السياسية على قاعدة مختلفة.

لمجرد التفكير بأن ما حدث لم يقدم "تفكيرا" مختلفا سيدفعنا للكآبة، فالمسألة ليست في قدرة المعارضة على عقد مؤتمر خاص بها في الداخل السوري، ولا في نوعية الأشخاص الذين سيحضرون مثل هذا المؤتمر، ولكن ما حدث يشكل بذاته سياق بصورة واحدة، فلنحاول أن نقرأ التكوين الاجتماعي الذي تحدث في ظله المؤتمرات والتصريحات وأشكال التعبير السياسي:

•- خلال الأسبوع تحركات في المحافظات تدعم التوجه الحكومي.

•- يوم الجمعة اضطرابات مهما قلنا أنها محدودة لكنها مزعجة.

•- ويوم الجمعة تحركات شعبية معاكسة.

•- ويوم الجمعة هناك أيضا احتفالات وحياة "فوق طبيعية" في بعض الساحات.

•- خلال الأسبوع أنباء عن استشهاد عناصر من الأمن والجيش. في مساحة الحدث السوري هناك "رؤية" لم نجدها بعد، ويتداخل في التفاصيل مجموعة مطالب وعناوين وتصريحات والكثير من الأنباء غير المؤكدة،

فالمشهد الذي يحيط بنا لا يحمل معه سوى حبس الأنفاس، بينما نستطيع أن نشاهد الكثير من المعارضين على الشاشات أو حتى من يحاولون وصف الوضع بحالة من الهدوء... نحن في لحظة ربما نحتاج فيها لـ"رؤية" الحالة السورية بغض النظر عن معارضة وموالاة، فإذا كان مسموحا لغيرنا أن يتحدث بهذا المنطق فإن المساحة السورية ربما لا تتيح مثل هذا الأمر، وإذا كانت الصورة التي نركبها للأحداث تطابق هوانا أحيانا فربما علينا التجرد للحظة قبل أن نطلق على أنفسنا ألقابا ونبدأ بالتفكير... لنفكر قبل أن نوسم بألقاب لأنه على ما يبدو في كلمات مثل ناشط ومعارض ومحلل سياسي وغيرها تؤثر على طبيعة تفكيرنا، فننقاد قبل أن نشكل "رؤية".

هل تلك الألقاب التي تظهر في الصحف والفضائيات تتيح "هامشا سياسيا"؟ لا أعتقد... لكن على ما يبدو هناك تقليد علينا اتباعه، فإذا تحدثنا فإن التصنيف الذي يطلق علينا أهم من أي شيء نقوله، لذلك فالألقاب أصبحت تأخذ الحيز الأهم وهي تعطي قيمة معنوية، والمشكلة أن هذه القيمة تعيد تنميط تفكيرنا باتجاهات محددة.

لا ألوم أحد ولا أتحدث عن واقعة معينة، هو انطباع فقط يجعلني أدرك أن مسألة "الاحتمالات المفتوحة" للمستقبل سببها هذا "التنميط" في الاتجاهات داخل الشارع السوري، ففي حالات الاضطراب ربما تشكل العودة إلى رسم "الرؤية" أهم من اتخاذ المواقف وتشكيل القناعات.. ربما أكون مخطأة لكن على الأقل أنا لست معارضة ولا ناشطة ولا.... مجرد مواطنة.