سها مصطفى
لا نهاية للتصعيد القطري، ففي الوقت الذي تتجه فيه الأنظار للموعد المنتظر في 22 الشهر الجاري، مع تقديم بعثة المراقبين العرب تقريرها إلى جامعة الدول العربية مع وعود بعدم التمديد لشهر آخر، يجري التصعيد القطري على قدم وساق بالدعوة لإرسال قوات عربية إلى دمشق، في حجب وتغطية لتقرير البعثة التي جالت ومراقبيها في أنحاء سوريا وزارت أماكن التوتر وتفقدت حتى السجون السورية.

وفي الوقت الذي تنفذ فيه دمشق وعودها بإطلاق المساجين وفقا للبروتوكول الناص في عفو عام، صدره الرئيس بشار الأسد وشمل مختلف المساجين من تاريخ 15/3 تاريخ اندلاع الأحداث في سوريا، وسمحت وزارة الإعلام ورخصت لـ160 وسيلة إعلامية عربية وأجنبية لدخول البلاد، يغدو التصعيد القطري خطوة في إتجاه تأزيم الوضع السوري وحجب الأنظار عن تقرير البعثة المنتظر.

توفيق جراد المحلل السياسي يرى أن المسعى الأخير لن ينجح لسببين رئيسيين، ويقول" السبب الأول ناجم عن أن سوريا ذات إعتزاز قومي بقدراتها ومكانتها، ومن ثم فهي لا تسمح لقوات عربية أو غير عربية بأن تعمل على أراضيها، لأن هذا يحمل أمرين: الأول يمثل ذلك طرفا من الإحتلال الطوعي".

يضيف"الأمر الثاني يعيد الى الذاكرة أن القوات العربية في تاريخها الوحيد الذي مرت فيه بلبنان والكويت في 1990، كانت هناك حروب أهلية أو غزو عربي لدولة عربية، وسورية لم تغزا فعليا، ولكن سورية تغزا إعلاميا من الخارج ودعائيا بقيادة أمريكية أو فرنسية أو بريطانية وتركية، إذن بإعتقادي أن ضمن هذا المنظور، سوريا سوف ترفض وبالتالي قد يذهب أصحاب هذا المشروع إلى مجلس الأمن، ويقولوا أن سوريا ترفض التعامل مع قرارات جامعة الدول العربية، التي هي واحدة من المنظمات التي نشأت مع النظام الدولي الذي ولد في اعقاب الحرب العالمية 2 كما نشأت الامم المتحدة، ومجلس الأمن لن يتحرك في ظل الفيتو الروسي الصيني".

من جهته وليد عبد العال "الميادرة الوطنية الديمقراطية" يبين لسوريا الغد أن "الحل فيما يتعلق بالأزمة الراهنة، يبقى سوريا"، يضيف الأمين العام المساعد سابقا لاتحاد البرلمانيين العرب"نثمن أي جهد عربي أو دولي سياسي في الإطار السياسي، لأن أي شيء عسكري قد يفاقم الأمور مهما كان نوعه، ولا يوصلنا للنتيجة التي نسعى لها، وإنما يؤدي لنتائج لا تحمد عقباها".

يضيف"نرفض أي تدخل عسكري مهما يكن عربي دولي، أما التدخل السياسي في إطار التوافق، نوافق عليه ضمن أطر معينة، أما العسكري فسيدخلنا بصراعات ومصالح إقليمية ودولية، وهذا ليس حلا، وسيؤدي لتدمير البلد كما حدث في ليبيا والعراق ويدخل الوطن في نفق لا نخرج منه لسنوات".

ويرى عبد العال فيما يتعلق ببعثة المراقبين العرب أن "وجود البعثة يشكل فكرة جيدة"، بالنظر لكونه مقترح سوري قدمه الرئيس الأسد، ويقول "هؤلاء بدؤوا من خلال الجامعة والحل العربي، وهذا الحل أصبح عليه إجماع في بدايته والنظام قبله والجامعة والمعارضة الداخلية وبعض الخارجية".

إلا أنه يضيف"لو تحقق لكان نصرا لسوريا وعندما بدأت بعثة المراقبين لم يعطوا الفرصة التي يمكن أن يقوموا بها بشكل جيد، من خلال هجوم بعض أطراف النظام على المراقبين والمعارضة الخارجية والداخلية، وهذا فرز بعض السلبيات، وهناك بعض الايجابيات بمعاينتهم للواقع ، لكنا نأمل أن تتطور هذه العملية وأن نبقى في الحل العربي السياسي".

أمام التصعيد القطري ثمة أسئلة تتعلق بموقف الدول العربية التي ترفض المقترح والتي عادة يتألف الجيش العربي منها وهي العراق الذي يقف لجانب سوريا، والجيش المصري المنهك في ما وصف بالثورة المصرية، والجيش الجزائري الذي يقف لجوار دمشق، ولبنان المفترض أن ينأى بنفسه عن أي تدخل في شؤون سورية...إذن بقيت "القوات القطرية"؟

يقول توفيق جراد"الطرح برمته لا اعتقد له نصيب من النجاح في ظل وجود الفيتو الروسي والفيتو الصيني، وقد يكون مزدوجا وهي المرة الثالثة التي يستخدم فيها منذ عام 2007، واستبعد وقوع حرب في المنطقة تفعل ما يرغب بالذهاب اليه مجلس الأمن، باعتقادي الأمر مستبعد إلا إن أرادت سورية تحويل البوصلة في المنطقة بالحشد على جبهة الجولان وقد تقوم بضربة عسكرية ما عبرها أو عبر الجنوب اللبناني".