Council on Foreign Relations
تصدر مجلس العلاقات الخارجية النقاش بالتركيز على الخيارات السياسية المتاحة امام الادارة في ظل اجواء التصعيد الاعلامي وتجاسر ايران على تحريك قواتها العسكرية. وقال "على الرغم من التأثير الكبير للعقوبات على الاقتصاد الايراني فقد اخفقت في حمل ايران على تغيير استراتيجيتها النووية. واوضحت (خبيرة المعهد بالشوون الايرانية) سوزان مالوني ان للعقوبات الاميركية تأثير عكسي، اذ "كلما صعدت واشنطن اجراءاتها لحشر طهران تتزايد (قناعتها) بأهمية الحصول على قوة ردع نووية لدى القيادة هناك." ونقل المجلس على لسان (استاذ السياسة الدولية في كلية الحقوق لجامعة طافتس) دانيال دريزنر قوله ان "الباعث الحقيقي لسياسة العقوبات هو خلق الاجواء المناسبة لعملية تغيير النظام، لكنه اعرب عن شكوكه في امكانية تحقيق ذلك." وعلقت (مدير قسم الشرق الاوسط) في معهد ويلسون هاليه اسفاندياري على نتائج المقاطعة المزدوجة على الاقتصاد والشعب الايراني بالقول "ان اتيحت الفرصة لآية الله خامنئي غض الطرف لبرهة فذلك يعود لعوامل ضغط داخلية تولدت نتيجة للضغوط الخارجية واجراءات المقاطعة."
بما ان اسفندياري تعلق آمالا كبيرة على سياسة المقاطعة، يلج معهد المشروع منحىً مغايرا.
American Enterprise Institute
فالدراسات الصادرة باسم المعهد مبنية على فرضية تفيد بان المسألة هي مسألة وقت للتهديد الايراني ان يؤتي أكله، مناشدا التوصل السريع لاتخاذ قرار بالعمل لكبح بروز ايران المسلحة نوويا. وقال "التهديد الايراني سيء بما فيه الكفاية. عندما تستطيع ايران تعزيزه بخطوات عملية، فان المصالح الاميركية ستكون معرضة للخطر حقا. والسؤال (للرئيس) اوباما و(الزعماء) الجمهوريين الساعين للحلول مكانه هو مدى قدرة الولايات المتحدة على استيعاب التحدي الايراني الذي سينمو بصورة هندسية عندما تنجز ايران برنامجها النووي."
CSIS
اما مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية فقد تناول تهديد ايران باغلاق مضيق هرمز. وقال "مفعول الاغلاق سيعرض الاقتصاد الايراني لضرر اكبر من مردود الاغلاق. صدرت مؤخرا جملة تصريحات ايرانية متناقضة تشير الى تصدع في طور التكوين ربما في مواقف القيادة، جنبا الى جنب مع فقدان السلطة القدرة على اتخاذ قرارات مركزية. وفي الجانب المضيء من المسألة، قد يؤدي هذا الخلاف الى فتح قناة للمفاوضات، مع العلم ان الامر غير وارد لاقدام اي مسؤول في موقع القرار للموافقة على "مبادلة" خيار بلده بتطوير صناعة الطاقة النووية للاغراض المدنية. وعليه، فالدول المدفوعة نحو الهاوية قد تقدم على سلوك متهور لا يمكن التنبؤ به، حتى لو كان لبعض الوقت، فتعطيل الملاحة في الخليج سيؤدي الى اضطراب في اسواق النفط دون ادنى شك."
AEI
وفي سياق متصل، شن معهد المشروع الاميركي حملة انتقد فيها "افتقار الرئيس المستمر لتزعم اجراءات الرد على قرع ايران طبول الحرب ... اذ كشفت المهارة الايرانية في الرد على سذاجة الغرب خلال عقد من الزمن عن مكمن الخلل في مجمل التوجه نحو فرض العقوبات، خاصة (سذاجة الرئيس) اوباما. اذ كان من المفترض ان تؤدي العقوبات الاقتصادية ارغام ايران للتخلي عن برنامجها لتطوير الاسلحة النووية، لكن الهدف الراهن للرئيس من تثبيت العقوبات هو ببساطة حمل ايران للعودة الى طاولة المفاوضات." ويعلل المعهد رؤيته المختلفة بالعودة الى الفكرة القائلة بان "هناك بعض التقدم الملموس في االاجراءات الداعية لتسوية طموحات ايران النووية." ووصف المعهد الاساليب الايرانية المتبعة بانها مصدر قلق وتوصية الرئيس القادم "في حال رغب اوباما – او من سيخلفه – في حماية ارواح الاميركيين والحفاظ على السلام، فالسياسة المفضل اتباعها قد تقتضي توجيه خطاب واضح يحدد الخطوط الحمراء ومن ثم اللجوء الى استخدام القوة لفرض الامر. فسلاح البحرية الاميركي، على سبيل المثال، قد يعلن عن انشاء منطقة محظورة لدائرة يصل قطرها الى ميل واحد للاحاطة بكل سفينة اميركية" وحمايتها اثناء رحلتها البحرية.
RAND Corporation
وانضمت مؤسسة راند بالغة التأثير على صناع القرار السياسي الى حملة مطالبة ادارة الرئيس اوباما اتخاذ اجراءات نشطة ومتينة ضد ايران. وقالت "النظام الايراني بحاجة الى من يقنعه بأنه قد يجد نفسه معزول اكثر مما هو عليه الآن، وسيتعرض لتشديد العقوبات عليه ومواجهتة اضطرابات داخلية ان قرر المضي باختبار ونشر الاسلحة النووية. لكن اجراء احادي الجانب من قبل الولايات المتحدة او اسرائيل لن يؤدي الى هذه النتيجة. بل في العمل على تشكيل جبهة عالمية موحده، مدعومة باجراءات مقاطعة اشد وطأة، والايحاء باتخاذ مزيد من الاجراءات في المستقبل ان قررت ايران تخطي هذه النقلة، وتبني العمل بها كحزمة قرارات مجتمعة هو الاسلوب الوحيد لحث النظام اعادة النظر في حساباته قبل الاقدام على اية خطوات."
ForeignPolicy.com
في سياق الاهتمام بتصاعد حدة التوتر مع ايران، جنحت بعض مراكز الفكر والابحاث الاميركية الاخرى الى مناقشة التحول في اولويات وزارة الدفاع (البنتاغون) بالاتجاه شرقا نحو منطقة آسيا المطلة على المحيط الهاديء. اذ قال موقع السياسة الخارجية على شبكة الانترنت ان "الصين تستغل الوجود الضئيل للولايات المتحدة في المنطقة لصالحها. وان اي قصور للمعالجة المباشرة للاختلال في ميزان القوى، مصحوب بتخفيض عديد القوة العسكرية الاميركية والتي تفوق مستوياتها عن ما تراه البنتاغون ضروري "سيعجل في البروز النسبي للصين" ."
Council on Foreign Relations
قد يبدو اجراء تعزيز التواجد الاميركي في آسيا أمر منطقي، واستنادا الى فريق المتشككين في مجلس العلاقات الخارجية فهم يرون "الخطوة الاميركية نحو آسيا بانها قد تعزز مخاوف الصين وشعورها بالمحاصرة وتدفعها باتجاه المزيد من التصعيد العسكري في منطقة غير مستقرة أصلا.
American Security Project
" وبالتوازي مع ذلك، اعرب مشروع الأمن الاميركي عن اعتقاده "استبعاد احتمال المواجهة المباشرة مع الصين، استنادا الى فرضية ان احد الاطراف يشكل تهديدا لا مفر منه ومخاطر تحقيق نبوءاته الذاتية."
Heritage Foundation
كما تناولت مؤسسة هاريتاج محور الاستراتيجية العسكرية الاميركية الجديدة نحو منطقة شرقي آسيا. واعربت عن شكوكها بجدية هذا المحور، قائلة "تعهد الرئيس اوباما خلال زيارته لاستراليا ان الولايات المتحدة "ستقدم على اتخاذ اجراءات لتعزيز تواجدنا في آسيا المطلة على المحيط الهاديء، وان تحقيق تخفيض الانفاق المقرر في الميزانية لن يأتي على حساب (مصالحنا) في تلك المنطقة الحيوية." كما تعهد وزير الدفاع ليون بانيتا بان الولايات المتحدة عازمة على "تنمية وزيادة ثقلها المؤسساتي وتركيز الجهود لتعزيز تواجدها، وابراز القوة (العسكرية)، والقدرة على الردع في آسيا المطلة على المحيط الهاديء." ولكن، عدى عن اطلاق الوعد بزيادة التدريبات التناوبية لقوات المارينز الاميركية وسلاح الجو في استراليا، لم تقدم الادارة على توضيح نواياها لتبني زيادات دائمة للقوات العسكرية الاميركية في آسيا. وبعيدا عن الانظار، يعرب المسؤولون الاميركيون عن نيتهم لتلك القوات كي تصبح "مدعومة على المستوى العالمي" وليس بصيغة اعادة انتشار القوات المتواجدة في (جزر) اوكيناوا، كما يشاع.
Center for Security Policy
كما حذر مركز السياسة الأمنية من التخفيضات المقررة في ميزانية الدفاع، وقال "هذا البعد الكارثي المحتمل من برنامج اوباما لنزع السلاح من طرف واحد يفاقم ظاهرة اخرى: ما يساور الرئيس من تزايد مدى خصومته باتجاه برامج الدفاع الصاروخي التي من شأنها تخفيف حدة التهديد الآتي من الصواريخ الباليستية المنتشرة في بعض الدول – بل تتوفر لدى مجموعات ارهابية مثل حزب الله – المعادية بشدة لهذا البلد ولاصدقائنا ايضا. والاسوأ من ذلك ما يجري تداوله حول عزم الادارة الضرب بعرض الحائط لنصوص القوانين التي تحدد آليات المشاركة في المعلومات المتعلقة بالدفاع الصاروخي وتقنيتها مع الجانب الروسي. وفي هذا الحال، فان الفريق المحيط باوباما سيقدم بصورة شبه مؤكدة المساومة على ما تبقى لنا من توفير قدرات دفاعية ضد الصواريخ الحاملة للطيف الكهرو-مغناطيسي واسلحة دمار شامل اخرى."
Americans for Prosperity
وحظيت سياسات اوباما في مجال خفض التسلح على دعم مركز للابحاث تابع للمحافظين المتشددين، اميركيون من اجل الازدهار، الذي نعت الخطوة بأنها "تنهي عصر عقد من الحرب،" اضافة الى اعلان دعمه التام للاستراتيجية الدفاعية المعلن عنها. واشاد المركز بنية اوباما تركيز الجهود على نطاق الفضاء الالكتروني، "وهو مجال بذلت ادارة اوباما فيه جهود ضئيلة نسبيا، على الرغم من ادعاءاتها بعكس ذلك ... ان استراتيجية التعهد باستثمار جديد في جهود الدفاع ضد التسللات المعادية والهجمات الالكترونية جيدة وخالية من اي التباس."
Washington Institute
واشاد معهد واشنطن بالخطوط العامة لاستراتيجية الدفاع الجديدة بالقول انها أتت "مدروسة ومحاولة ضرورية للتأقلم مع حقائق الجغرافيا السياسية والمالية الجديدة." فالخطة ترمي الى نزع محور الاهتمام من الشرق الاوسط ونقله لآسيا. وعلى الرغم من الاشادة بالخطة المعلنة، اعرب المعهد عن قلقه بأن الشرق الاوسط يسوده مستوى من عدم الاستقرار اعلى من المستويات السابقة وبأن الولايات المتحدة تواجه حزمة من التحديات التي ستدفع بها للابقاء على تواجد كثيف في العالم العربي. وقال مدير الدراسات العسكرية والامنية في المعهد، مايكل ايزنستات، انه عبر فصول التاريخ الحديث دفعت الازمات السياسية التي عصفت بالشرق الاوسط الرؤساء الاميركيين المولعين ببسط النفوذ على مناطق اخرى من العالم، دفعت بهم الى البقاء في الشرق الاوسط لحماية المصالح الاستراتيجية الحيوية. وتطرق ايزنستات الى بعض السيناريوات المستقبلية المحتملة والتي قد تبطيء درجة اهتمام الولايات المتحدة لتحريك قواتها ومواردها وتوجيهها شرقا نحو آسيا. وقال ان الولايات المتحدة تمضي قدما وهي "تعاني من تضاؤل مصداقيتها في المنطقة، مما سيمنعها من المضي قدما لتحقيق سياساتها الجديدة. واضاف "في منطقة آسيا المطلة على المحيط الهاديء، تدنو فرصة بناء منطقة مزدهرة. لكن في الشرق الاوسط، بكل أسف، تلقي جملة من المهام الغير مكتملة بثقلها على الولايات المتحدة وقواتها العسكرية."
CSIS
وفي السياق عينه، تناول مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية مسألة افول عصر التفوق الاميركي، وقال "الكيفية التي ستتعامل بها الولايات المتحدة مع هذه القوة سترسم ملامح مستقبل آيل للتدهور او لكي تستعيد بريقها. هناك مسار سيؤدي بالولايات المتحدة الى التماثل مع وضع الامبراطورية العثمانية او الروسية في نهاية القرن التاسع عشر، اذ تميزت مجتمعاتها بادراك حجم الصعاب التي تواجهها، وعلى علم بالحلول المطلوب اتخاذها، لكنها فقدت عزمها السياسي لتطبيق كل ذلك. والمسار الآخر هو تكرار تجربة ما بعد (الحرب) الفيتنامية، حيث شارف الركود الاقتصادي والصراع السياسي على نهايته في اللحظة التي استطاعت اميركا "اعادة ترتيب اولويات" مناخها السياسي وسياساتها المتبعة. فالتحديات الكبرى التي تواجه القوة الاميركية لها عوامل داخلية، ومحور التساؤل هو هل ان تلك التحديات مؤقتة ام هي اعراض لاوضاع كبرى ودائمة للشعور بالضعف. (تجربة) العراق سارعت في تبلور تيارات غير مؤاتية، والنهج السياسي القديم لن يفلح في التعامل معها بفعالية. هل سيكون باستطاعتنا التحول الى نمط جديد؟"
Hudson Institute
وفي مسألة نشر الديموقراطية في الشرق الاوسط، اصدر معهد هدسون دراسة حدد فيها المجالات المركزية ذات الاهتمام وتمتلك قدرة على ترطيب "الشعور بالتفاؤل الذي هيمن على خطاب الربيع العربي." وحذرت الدراسة من صعود المجموعات الاسلامية للسلطة معربة عن اعتقاد المعهد بان بروزها سيؤدي الى نتائج مدمرة للاقليات الدينية في المنطقة ويسهم في تصاعد موجة نزوح التجمعات المسيحية القديمة الى خارج المنطقة. "التجربة الديموقراطية" للربيع العربي تثبت بانها ستفشل فشلا ذريعا ومطلقا ان اسثنت الاقليات الدينية في المنطقة او مجرد التخلي عن تقديم الحماية لها: مسيحيو الشرق الاوسط بحاجة الى وطنهم في الشرق الاوسط، والشرق الاوسط بحاجة الى مسيحيي الشرق."
American Foreign Policy Council
بينما تناول المجلس الاميركي للسياسة الخارجية قدرة واشنطن وحاجتها للدفع بمفاهيم الحرية والديموقراطية في الشرق الاوسط في ظل سياق الانتصارات الاخيرة للحركات الاسلامية في مصر واليمن وليبيا والتي ينظر اليها كبؤرة تهدد المصالح الاميركية "في المديين القريب والبعيد." ومع قرب الانتهاء من جولة الانتخابات النهائية فان حزب الحرية والعدالة التابع للاخوان المسلمين سيحظى باغلبية المقاعد في البرلمان. وعبّر المجلس عن مخاوفه بالقول "بما ان حزب الحرية والعدالة عزز قوته البرلمانية عبر الانتخابات، لا ينبغي خداع صناع القرار السياسي واطمئنانهم الى ان المجموعة ملتزمة بالمباديء الديموقراطية او بالتوجه نحو الاعتدال في مواقفها. ولهذا السبب، يتعين على واشنطن تسخير حركة انفتاحها الاخيرة على زعماء الاخوان لايصال رسالة مفادها ان مستقبل العلاقات الاميركية-المصرية يعتمد على طبيعة النهج الذي ستسلكه المجموعة حيال ثلاث قضايا تجسد المصالح الاساسية الاميركية... معاملة الاقليات الدينية، معاهدة السلام المصرية مع اسرائيل، ومكافحة الارهاب."
Wilson Center
تدهورت العلاقات الاميركية الباكستانية الى مستويات متدنية اثر غارة شنتها حديثا قوات حلف الناتو اسفرت عن مقتل 24 جنديا باكستانيا، الامر الذي اجج مشاعر الرفض الشعبي المتنامي اصلا ضد نشاطات القوات الغربية على الاراضي الباكستانية مما كبدها خسائر متزايدة في ارواح مواطنيها وقواتها العسكرية. وحذرت دراسة صادرة عن مركز ويلسون الفكري المحافظ من نزعة تجاهل دور حليف مثل الباكستان لا سيما وان استقرار الاوضاع فيه تصب في صلب المصالح الحيوية الاميركية على المدى البعيد. ومما جاء في الدراسة ان التقدم "بمشروع دعم اميركي لباكستان ذو طبيعة انسانية سيخدم المصالح الاميركية الحيوية ... ينبغي حث الكونغرس بمجلسيه بعدم خلط المساعدات المقدمة للجيش الباكستاني ذات الطبيعة الأمنية بالمساعدات الاقتصادية الهادفة لتدعيم الحكومة المدنية في جهودها للتغلب على النقص في المجالات الغذائية والصحية والطاقة هناك؛ وتهيئة الارضية لنجاح النموذج الباكستاني عبر طريق الشراكة طويلة الأمد مع الولايات المتحدة."