وزارة الخارجية الأميركية

مكتب المتحدث الرسمي

26 شباط/فبراير، 2012

وزيرة الخارجية هيلاري رودام كلينتون مع ويات أندروز من شبكة سي بي إس

فندق سوفيتل، الرباط، المغرب

سؤال:صباح الخير، حضرة الوزيرة

الوزيرة كلينتون: صباح الخير

سؤال:شكرا لموافقتك على المقابلة. لنتحدث في الحال عن الشأن السوري، لو تفضلت. أنا أعلم وأحترم حقيقة أنك تعتقدين أن مؤتمر أصدقاء الشعب السوري يوم الجمعة (24/2) كان ناجحا. لكن القصف يتوالى. ولا أعتقد أنه تتوفر لدينا أية أدلة على أن المساعدات الإنسانية تدخل البلاد كما طالب بذلك المؤتمر. إذن إلى أي مدى بالضبط كان المؤتمر ناجحا؟

الوزيرة كلينتون: حسناً، ويات، لعله يتعين علي أن ألقي نظرة أطول على ذلك، من البعض ...جامعة الدول العربية قادت— وهو ما كان تطورا رائعا في العام الماضي باتخاذها (الأعضاء) مواقف ضد شقيقاتها من الدول العربية من أجل التطلعات التي نتمناها جميعا للربيع العربي. وحقيقة أن هذا العدد الكبير من الدول كانت حاضرة وتتحدث بصوت واحد— هذا باعتقادي لا ينبغي أن يُنتقص من أهميته. ولكنه لا يعني أننا لسنا مكتئبين مما يستمر من أحداث.

سؤال:العالم متحد في موقفه. أنا أفهم ما تقولين لكن ما هي نتيجة ذلك؟

الوزيرة كلينتون: طبعا، إلا أن — حسنا-

سؤال:إلى ماذا سيؤدي؟

الوزيرة كلينتون: حسنا، سيفضي إلى عدة أمور. إن قلب أنظمة وحشية يستغرق وقتا ويكلف أرواحا في بعض الأحيان. وأنا أتمنى لو لم يكن كذلك الحال. أتمنى ذلك حقيقة. واتمنى لو أن أولئك المحيطين بالأسد يدركون أنهم انتهوا، ربما ليس غدا و ربما ليس في الأسبوع القادم. وأتمنى لو أن المؤسسة العسكرية التي تخدم نظامه توقفت عن تلطيخ شرفها وأن تنهض من أجل حقوق الشعب السوري. وأتمنى لو أن رجال الأعمال الذي لا يزالون يقفون موقف المتفرج يدركون أنهم سيخضعون لعقوبات مشددة وأن الثمن الذي سيدفعونه سيكون باهظا، وهكذا دواليك. والسبب ليس رجلا واحدا بمفرده بل انه نظام. ونحن نعتقد أننا نمارس ضغطا هائلا على النظام وأنه ستكون هناك نقطة انهيار. ونحن نرى أن النظام نفسه يلحق العار بنفس والمعرة بما يمثله. فهم لم يعودوا يمثلون الشعب السوري بعد الآن، فهم يمثلون أسرة، وربما حزب البعث، وحفنة من المقربين.

وهكذا نحن نسعى لذلك يوما بعد يوم. لكن للنظام اصدقاء أقوياء جدا جدا، إذا اعتبرت روسيا والصين وإيران الموجودة هناك مصممة على المحافظة على (نظام) الأسد لأنه يمثل مصالحها. فهو يشتري أسلحتها ويبيعها نفطا. وهذا تناقض واضح بين القيم التي يعتنقها العالم الآن واعتنقها في الماضي.

سؤال:لكن في ما يتعلق بمسألة الضغوط والضغوط التي تحاولون ممارستها، كانت مراسلتنا في سوريا تجري بالأمس مقابلات مع بعض الناس الذين لا يزالون يتعرضون للقصف في حمص وكانت هناك لحظة مؤثرة خلال المقابلة حينما تساءل رجل كان يقف تحت القصف: "أين أنتم يا أصدقاء سوريا؟"

الوزيرة كلينتون: صحيح.

سؤال:وهو بالتحديد يذكر الحرب وقال إن باب عمرو وهو من ضواحي حمص...

الوزيرة كلينتون: ألـ - نعم.

سؤال:هل له وجهة نظر؟

الوزيرة كلينتون: طبعا له وجهة نطر، وأنا حزينة جدا لهذا الشعب الذي يمثله وهو شعب محاصر تحت هذا القصف المدفعي. لكن المشكلة التي تعني الجميع هي أن لدينا حكما وحشيا يستخدم مدفعية ثقيلة ودبابات، وهي أسلحة حرب لها أكبر تأثير على أناس عزّل. إذن سيكون هناك— وأنا ذكرت ذلك من قبل— أولئك الذين يتعين أن يجدوا طرقا لتسليح السوريين المعرضين للهجوم. لكن حتى لو أعطوا أسلحة أوتوماتيكية ضد الدبابات وضد المدفعية الثقيلة فإن المذبحة ستستمر.

وما أنا بشأنه – أنا أتساءل ما هو حال الناس في دمشق وماذا عن سكان حلب؟ هل يعلمون أن مواطنين من الرجال والنساء والأطفال السوريين يُذبحون على أيدي حكومتهم؟ وماذا سيفعلون إزاء ذلك؟ ومتى سيبدأون بسحب دعاماتهم من تحت هذا النظام غير الشرعي؟

سؤال:هل تبعثين بهذا رسالة لهم؟

الوزيرة كلينتون: نعم، أنا كذلك؟

سؤال:الحكومة (الأميركية) أوحت بأنها إذا تمنع الأسد عن التنحي ولم يتوقف عن العنف فإنها ستدرس اتخاذ مزيد من الإجراءات. حدثيني عنها— ما هي تلك الإجراءات الإضافية؟

الوزيرة كلينتون: حسنا، أنا لن أخوض في ذلك، يا ويات. أعتقد أننا أشرنا إلى أن ذلك النوع من العنف الغاشم لا يمكن القبول به. وهناك بلدان هي أقرب بكثير وذات مصالح أكثر بكثير في المنطقة التي تدرس ما قد تفعله. ومن الواضح أننا نتباحث معها لنرى ما إذا كانت تنوي اتخاذ أي إجراء وما إذا كانت تحتاج لأي نوع من الدعم اللوجيستي أو سواه من دعم، لكن لم تتخذ قرارات بعد.

سؤال:هل أنت توحين بدعم غير فتاك؟ أم أنك توحين بأن الولايات المتحدة قد تساند أقرب قناة خلفية لتسليح الثوار، وهو ما يجري حاليا؟

الوزيرة كلينتون: نحن لم نتخذ أي قرار للقيام بأي من هذه الأمور. نحن نتشاور مع آخرين ممن يرصدون هذا (الوضع) كما نرصده نحن ونحاول أن نقرر مالذي يمكن عمله إضافة إلى ذلك.

سؤال:حينما أعود إلى موضوع محنة السكان الذين يجري قصفهم والذين يستجدون المجتمع الدولي بمطالبهم المتأسية أن يكون أقوى ، السؤال هو: إلى متى يستمر القتل قبل أن تفعل فعلها الإجراءات الإضافية التي تتحدثين عنها؟

الوزيرة كلينتون: طبعا، على ما أعتقد يا ويات، أنك لو توقفت للحظة لتتخيل جميع الحروب الفظيعة الدائرة حاليا في العالم— فقد شهدنا كيف قتل ملايين الناس في شرقي الكونغو بأفظع الطرق وأكثرها وحشية وشناعة واستهجانا خلال السنوات الـ15 الماضية. وهذا لم ينقل على التلفزيون. ولم تكن هناك وسائل مثل "سكايب" تنقل ما يدور في الأدغال التي كانت في الحقيقة "الحقول القاتلة." ويمكنني أن أشير إلى العديد من الأماكن الأخرى حيث تقمع الحكومات الناس وحيث الحكومات تنقلب ضد شعوبها. وعليك أن تكون واضحا كل الوضوح في ما هو ممكن وما قد تكون العواقب المترتبة على أي شيء قد ترغب في فعله.

أنا أتعاطف بشكل لا يصدق مع الدعوات التي تنادي بأن يفعل أحد شيئا ما. لكن من المهم أن نتوقف لنسأل أنفسنا ما هو ذلك الشيء ومن سيقوم به وما هي قدرة أي جانب على فعله؟ وأنا أود أ أنتقل إلى القضايا من المرتبة الثانية والثالثة والرابعة وهي عسيرة جدا.

سؤال:الولايات المتحدة كررت القول إنها مترددة في دعم التسليح المباشر للمعارضين. ظلت الولايات المتحدة مترددة في تسليح المنشقين— لماذا؟

الوزيرة كلينتون: حسناً، أولا، نحن لا نعرف من الذي قد يتسلح. وقد التقينا بعضا من وجوه المجلس الوطني السوري, وهم ليسوا داخل سوريا. وسوريا ليست ليبيا حيث كانت هناك قاعدة للعمليات في بنغازي وحيث كان هناك أناس يمثلون كامل المعارضة في ليبيا والذين كانوا دائمي الحركة ويجتمعون معي باستمرار تقريبا ويلتقون مع آخرين. بالإمكان إرسال الأسلحة إلى من يطلبها منك ومع من. ولكن نحن نفتقر لصورة جلية حول ذلك...

سؤال:لكن، سيدتي الوزيرة، ما هي الخشية من ذلك؟

الوزيرة كلينتون: حسنا—

سؤال:في الميدان، ماذا تخشون—

الوزيرة كلينتون: طبعا، أولا—

سؤال:— من تسليح الثوار؟

الوزيرة كلينتون: أولا، وكما ذكرت للتو، بماذا سنسلحهم، وضد ماذا؟ فليس في المستطاع إرسال دبابات عبر حدود تركيا ولبنان والأردن. هذا لن يحدث.

إذن، على أفضل حال، يمكن تهريب اسلحة أوتوماتيكية وربما أسلحة أخرى يمكن إدخالها. لكن لمن وإلى أين تذهب؟ فليس بالإمكان الذهاب إلى حمص، فإلى أين؟ وإلى من تسلمها؟ ونحن نعرف أن القاعدة وأن (أيمن) الظواهري يدعمان المعارضة في سوريا، فهل ندعم القاعدة في سوريا؟ وحماس تساند المعارضة الآن— هل سنؤيد حماس في سوريا؟

لهذا أعتقد، يا ويات، أنه بالرغم من النداءات الكثيرة التي نسمعها من أولئك الناس الذين يتعرضون للبطش بلا رحمة من قبل الأسد فإنك لا تشهد إنتفاضات عبر سوريا كما شاهدناها عبر ليبيا. وأنت لا تشاهد مليشيات تتشكل في أماكن حيث الجيش السوري لا يحاول دخولها مثل حمص. أنت لا تشاهد ذلك يا ويات. إذن لو كنت مخططا عسكريا أو كنت وزير خارجية وتحاول أن تستخلص ما إذا كانت لديك هناك عناصر معارضة قابلة للبقاء فعلا، فنحن لا نرى ذلك. بل ما نشهده هو معاناة إنسانية هائلة تدمي القلوب وتلطخ شرف قوات الأمن تلك التي تتسبب بها.

سؤال:لم يبق لنا وقت، ولكن شكرا لك.

الوزيرة كلينتون: شكرا لك.