وزارة الخارجية الأميركية سوريا: الأزمة وآثارها شهادة جفري فلتمان مساعد الوزيرة، مكتب شؤون الشرق الأدنى واشنطن العاصمة 1 آذار/مارس 2012

مساعد الوزيرة، فلتمان: أشكركم. وشكرًا لك حضرة الرئيس.

الرئيس كيري، العضو المبجل لوغر، السادة الأجلاء أعضاء اللجنة، أشكركم على عقد هذه الجلسة الهامة.

لقد قمت بالمثول أمام اللجنة الفرعية الإقليمية الخاصة بكم في تشرين الثاني/نوفمبر لمناقشة الأزمة في سوريا. ومنذ ذلك الوقت، انضم لنا أصدقاؤنا الأوروبيون في فرض عقوبات على مصرف سوريا المركزي، مما أعاق تمويل حملة القمع الوحشية للنظام. وقد أتم الاتحاد الأوروبي تنفيذه للحصار الذي فرضه على مشتريات النفط من سوريا، فتوقف ثلث العائدات المالية لحكومة بشار.

وقامت جامعة الدول العربية بتعليق عضوية سوريا، كما قام العديد من الدول العربية بتخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية وتجميد الحسابات المصرفية السورية. ووضعت جامعة الدول العربية خطة للانتقال السياسي لسوريا. وقد أيدت أكثر من 137 دولة –عفوًا- قرارًا من الجمعية العامة للأمم المتحدة يدين عنف النظام السوري ويدعم خطة المرحلة الانتقالية التي وضعتها جامعة الدول العربية.

كما اجتمع مندوبو أكثر من 60 دولة ومؤسسة في تونس باعتبارهم ’أصدقاء الشعب السوري‘ للمصادقة على خطة جامعة الدول العربية للمرحلة الانتقالية، وللمطالبة بوضع حد فوري لأعمال العنف، والالتزام باتخاذ خطوات عملية لمعالجة الأزمة السورية. كما قامت المعارضة السورية في تونس بصياغة خطة انتقالية واضحة وذات مصداقية، ومعالجة مخاوف الأقليات بشكل مباشر ومقنع.

ونحن أعلنا عن 10 مليون دولار للمساعدات الإنسانية العاجلة، مع ملايين إضافية من دول أخرى. وقد عينت الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية مبعوثًا مشتركًا رفيع المستوى، كوفي عنان، بناءً على تكليف من مبادرة الجامعة العربية وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة. وصباح اليوم، أصدر مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان في جنيف قرارًا شديد اللهجة بأغلبية ساحقة، وهو القرار الرابع للمجلس، ويصف أساسًا الوضع في سوريا باعتباره كارثة إنسانية من صنع الإنسان. ونحن جميعا نعرف هوية ذلك الإنسان المسؤول عن تلك الكارثة.

والآن، فهذه ليست سوى بعض الأمثلة على التصميم الإقليمي والدولي. ولكن مع ذلك، وكما شرحتما، فقد رأينا أيضًا أن نظام الأسد كثف حملة الاعتداءات الوحشية التي يشنها ضد الشعب السوري. إن الوضع، بصراحة، هو وضع مروع، بما يتضمنه من القصف المدفعي العشوائي ضد أحياء بأكملها، والتقارير الواردة اليوم من حمص تثير القلق والإزعاج حقًا.

إن هناك أعدادًا كبيرة من السوريين يعيشون كل يوم تحت الحصار محرومين من الاحتياجات الأساسية بما في ذلك الغذاء والمياه النقية والإمدادات الطبية. والنساء والأطفال يُصابون ويموتون لعدم وجود علاج. والأبرياء يُحتجزون ويتعرضون للتعذيب، وعائلاتهم تعيش في كنف الخوف تخشى الأسوأ.

وحتى الآن، وعلى الرغم من وحشية النظام، فإن شعب سوريا أظهر قدرًا كبيرًا من الشجاعة. فتصميمهم على مواصلة الاحتجاج من أجل حقوقهم، والاحتجاجات في معظمها لا تزال سلمية، إنما هو مصدر إلهام وشهادة على الروح الإنسانية.

والآن، وبصفتي مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى وأشاهد الاضطرابات في العالم العربي، لديّ من التواضع ما يكفي لأقول إننا لا نعرف على وجه اليقين متى ستأتي نقطة الذروة أو النقطة الفاصلة في سوريا. ولكنها سوف تأتي.

إن زوال نظام حكم الأسد أمر حتمي لا مفر منه. ومن الأهمية بمكان أن يتم التوصل بسرعة إلى نقطة الذروة بالنسبة للنظام، لأنه كلما طال أمد اعتداءات النظام على الشعب السوري، زادت فرص اندلاع حرب شاملة في دولة منهارة.

إن كل عناصر سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا تصب في اتجاه تسريع الوصول إلى نقطة الذروة تلك. وكما أشرت في البداية، فإننا، من خلال مجموعة أصدقاء الشعب السوري، نعمل على ترجمة الإجماع الدولي وتحويله إلى أفعال ملموسة.

إننا نعمل على حشد الشركاء الدوليين لتنفيذ المزيد من العقوبات الفعالة وتعميق عزلة النظام. ونحن نؤيد دعوة جامعة الدول العربية ودعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة، الآن، من أجل التحول الفوري في سوريا. إننا نمضي قدما في تقديم المساعدة الإنسانية للشعب السوري، والمطالبة بوقف الهجمات وإمكانية الوصول إلي حيث تدعو الحاجة. ونحن منخرطون مع المعارضة السورية في رؤيتهم لمستقبل سوريا، سوريا الأبية والديمقراطية التي تحترم حقوق ومسؤوليات جميع مواطنيها بغض النظر عن دينهم أو جنسهم أو انتمائهم العرقي.

والآن، نحن نعمل، سوية، على إقناع الجماعات الخائفة داخل سوريا بأن تلبية مصالحها على الوجه الأفضل يتم من خلال المساعدة على بناء سوريا أفضل، وليس من خلال المراهنة على نظام خاسر، نظام فاسد ومؤذٍ كان ومازال آفة خبيثة في الشرق الأوسط لفترة طويلة للغاية. إن هدف المعارضة وأصدقاء الشعب السوري على حد سواء هو ما يلي: مرحلة سياسية انتقالية يقودها السوريون نحو حكومة ديمقراطية تقوم على أساس سيادة القانون وإرادة الشعب مع حماية حقوق الأقليات.

وأود أن أختتم بياني الافتتاحي بترديد إطراء هذه اللجنة على زميلي الشاهد وصديقي، السفير روبرت فورد.

لقد كانت الأفعال الشجاعة للسفير فورد على أرض الواقع في سوريا في الأشهر الماضية رصيدًا عظيمًا له، وللسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية الأميركية، وللولايات المتحدة. لقد وضع نفسه مرارًا على درب المهالك لكي يبيّن بشكل واضح أن الولايات المتحدة تقف مع شعب سوريا وحلمه في مستقبل أفضل. وأود أن أشكر هذه اللجنة على دورها القيادي في دعم تأكيده.