أحدث التطورات التي دخلت على الزمة السورية أمس كانت التهديد الذي أطلقه حزب العمال الكردستاني تجاه أنقره، محذرا من أي تدخل عسكري تركي في سورية، في وقت بين فيه وزير الخارجية التركي أحمد دواوود اوغلو "أن الكلمات وحدها لا تكفي" وذلك في معرض تعليقه على البيان الرئاسي لمجلس الأمن تجاه سورية، وطالب يبخطة إجراءات مشتركة.
ترتيبات لم تضح
وكان حزب العمال الكردستاني هدد أمس بتحويل كل المناطق المأهولة بالاكراد الى منطقة حرب اذا دخلت القوات التركية الى الاراضي السورية، وبين مراد كارايلان القائد الميداني في حزب العمال الكردستاني ان تركيا تمهد الارض لتدخل في سورية، وحسب وكالة انباء الفرات فإن كارايلان أكد أن الدولة التركية تخطط " لتدخل ضد شعبنا"، معلنا أن "كردستان كلها ستتحول الى منطقة حرب" فيما لو حدث مثل هذا الأمر.
من جهته أوغلو دعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ اجراءات مشتركة لكبح أعمال العنف التي تمارسها الحكومة السورية ضد شعبها، مبينا في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره النمساوي ميخائيل شبندل في العاصمة النمساوية أمس أن "الكلمات وحدها ليست كافية، هناك ضرورة لخطة إجراءات مشتركة"، مؤكدا أن تركيا تؤيد التوصل إلى حل للنزاع من أجل "وضع حد للعنف".
وبقيت خطة كوفي عنان المدعومة ببيان رئاسي من مجلس الأمن مثال جدل بين الأطراف السياسية، فالمعارضة خارج سورية ركزت على ان البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن يشكل "فرصة اضافية لقمع الاحتجاجات" بدورها أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن المبعوث الأممي كوفي أنان سيزور موسكو على أن يتوجه بعدها إلى بكين، وربما الى بعض العواصم فيما يواصل الوفد الذي ارسله انان الى دمشق مباحثاته التقنية حول آليات تطبيق خطة لوقف العنف.
ونقلت جريدة الأخبار اللبنانية الصادرة اليوم بعض التفاصيل حول خطة عنان التي تحوي شقين:
  الأول يحدد هدف مهمة أنان وهو يقدم "تصوّر أوّلي عام لآلية مراقبة وقف إطلاق نار، يصادق عليه مجلس الأمن". ويلاحظ هذا الشق أن تصويت مجلس الأمن لمصلحة هذا المقترح سيكون مضموناً إذا وافقت دمشق عليه، نظراً لكون روسيا لن تطرح بوجهه الفيتو، بعدما أعلنت موافقتها على «آلية رقابة محايدة».
  الثاني يطرح ثلاث صيغ لتطبيق آلية المراقبة، مع ترك الخيار لدمشق لاعتماد واحد منها كآلية متفق عليها للتطبيق. الصيغة الأولى تنص على أن تتم المراقبة عن طريق 150 مراقباً عسكرياً تابعاً للأمم المتحدة، من دون مواكبة أمنية أممية، والصيغة الثانية: 290 مراقباً عسكرياً تابعاً للأمم المتحدة مع 500 جندي أممي لمواكبتهم، والصيغة الثالثة تقترح ألف مراقب تابع للأمم المتحدة بحراسة ألف جندي أممي.
وحسب الأخبار فهناك خيار رابع، لا يزال الوفد يؤجل طرحه بانتظار نضوج مسار من المشاورات الدولية بشأنه، ومفاده «توسيع صلاحية قوات الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة، لتمكينها من تأمين الحماية العسكرية للمراقبين، بدلاً من إنشاء عملية حفظ سلام جديدة مع ما يتطلّبه ذلك من إجراءات طويلة الأمد، ومن آليات عمل مجلس الأمن». كما أن هناك تصور لوجود "وثيقة تعهّد بوقف النار" تلتزم بها المعارضة والحكومة على السواء، علماً أن أوساط الأمم المتحدة تتكتّم على "نوعية هذا الالتزام"، وتعبّر عن شكوكها بقبول "المعارضة المسلحة به".
دبلوماسية.. ودبلوماسية مضادة
وتتابع تركية تحضيراتها لمؤتمر "أصدقاء سورية" الذي تشارك فيه وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أن كوفي أنان سيزور موسكو هذا الأسبوع. ونقلت وسائل إعلام روسية عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، قوله إن أنان سيزور موسكو هذا الأسبوع على أن يتوجه بعدها إلى بكين، وربما الى بعض العواصم الأخرى. وأضاف بوغدانوف أن وفداً من المعارضة السورية سيأتي إلى موسكو قريباً، مشيراً إلى إمكانية لقائه بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وقال "إنهم مستعدون للمجيء اليوم. هذا الوفد سيمثل هيئة التنسيق الوطنية، المعارضة في الداخل وفي الخارج، وأتوقع أن يلتقي بوزير الخارجية". بدوره، اعرب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه امس عن امله في ان يتيح البيان الرئاسي لمجلس الامن الدولي التوصل الى وقف لاطلاق النار في سوريا، مشيراً الى «حلحلة» في الموقف الروسي من المسألة.