دخلت مهمة كوفي عنان، مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية، مرحلة دقيقة وذلك بعد مباحثاته مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في موسكو، لكن بعثة عنان مازال امامها الكثير من التعقيدات وعلى الأخص تجاه المواقف الإقليمية، ففي الوقت الذي أكد فيه الرئيسان الأمريكي والروسي أن بعثة عنان هي حل جيد للتوصل إلى الهدوء في سورية، فإن أوباما اتفق مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على دعم المعارضة بمساعدات غير عسكرية، إلا أن مثل هذا الاتفاق ظهر بعيدا عن الواقع الميداني الذي سجل حسب بعض المصادر أمس ازدياد عمليات التسلل المسلح عبر الحدود التركية.

عنان.. ميدفيدف.. أوباما

وكان مدفيديف وأوباما ناقشا في العاصمة الكورية الجنوبية سيؤول صباح اليوم العلاقات بين البلدين والأزمة السورية، حيث أكد الرئيس الروس على ضرورة ان تعمل روسيا وامريكا على عدم خلق مشاكل كبيرة في سورية، وعلى منع حدوث حرب أهلية، وهي دعوة تحمل ضمنا رفض عمليات التسلح التي تطالب بها بعض الأطراف الإقليمية أو حتى تقوم بها بشكل غير معلن، وظهر هذا الاتصال نوعا من التهدئة في علاقات البلدين على الأخص بالنسبة للأزمة السورية والملف النووي الإيراني، حيث اوضح ميدفيدف أن السنوات الثلاث الماضية كانت الأفضل في تاريخ العلاقات الروسية – الامريكية.

وأكد مدفيديف أن عنان سيحصل على جميع أنواع التأييد، معيدا للأذهان أنه أعلن سابقا خلال لقائه مع عنان تأييده للبعثة. واعتبر مدفيديف أنه يتوجب أن تنتهي البعثة بـ"تطوير الحوار الشامل بين جميع المجموعات المتواجدة في البلاد وبين السلطات الحكومية".

من جانبه اعترف أوباما بأنه بين الولايات المتحدة وروسيا "توجد صعوبات محددة حيال التعامل مع المشكلة (السورية)، خاصة خلال الأشهر الأخيرة". واشار أوباما في الوقت ذاته إلى أن الرئيسين "اتفقا على وجوب تأييد مهمة عنان، الذي يحاول وضع نهاية لاراقة الدماء وخلق آلية يسمح بانشاء حكومية شرعية في سورية".

وفي وقت سابق أعلن الرئيس الروسي دميتري مدفيديف أن موسكو ستقدم كل الدعم اللازم لحل الأزمة السورية، واكد خلال لقائه مع عنان في موسكو أمس أن روسيا سنقدم " كل الدعم اللازم على أي مستوى وعلى كل الاتجاهات"، وأعرب عن امله في ان "أن يتمخض عملكم عن نتيجة ايجابية".

من جانبه أوضح عنان عن نية بعثته في "بذل الجهود" لتأمين المساعدات الإنسانية، ولكي يتم "إحلال السلام في المنطقة في نهاية المطاف"، كما بين أن مباحثاته مع سيرغي لافروف كانت "جيدة جدا" معربا عن امله في المساهمة "بشكل إيجابي" في حل القضية السورية "بمشاركة روسية نشطة".

في المقابل بحث الرئيس الامريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس تقديم مساعدات طبية ووسائل اتصالات الى المعارضة السورية، وذلك عشية قمة سيوول. وأوضح أوباما بعد لقائه باردوغان في العاصمة الكورية الجنوبية أن المباحثات تناولت "جدول أعمال موحد" فيما يتعلق بكيفية تقديم مساعدات انسانية، وجهود كوفي عنان لتحقيق المزيد من التغيير اللازم في سوريا."

وقبيل انعقاد مؤتمر "أصدقاء سورية" في اسطنبول في الأول من نيسان القادم، قررت تركيا اليوم إغلاق سفارتها في دمشق، بسبب تدهور الوضع الامني في سورية، حسبما اعلن مصدر دبلوماسي تركي. وأوضح المصدر الذي رفض الكشف عن هويته انه "تم تعليق نشاطات السفارة التركية اعتبارا من هذا الصباح"، مضيفا ان مجمل الطاقم الدبلوماسي التركي قد غادر العاصمة السورية، بينما أبقت أنقرة على قنصليتها العامة في حلب لا تزال.