تحدثت مصادر إعلامية مختلفة عن تصاعد العنف في سورية وذلك قبل أيام من الموعد المحدد لـ"وقف إطلاق النار"، وتاتي الإشارة إلى مسألة العنف عشية حديث الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، حول نفس الموضوع وذلك ضمن مواجهة مفتوحة بدأها مندوب سورية في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، كما وجهت الخارجية السورية رسالتين حول جرائم العصايات المسلحة، بينما فتحت الولايات المتحدة معركة مختلفة عبر سفيرها السابق في سورية روبرت فورد، الذي قال أن هناك صورا للأقمار الصناعية تثبت عدم سحب الجيش لآلياته من المدن.

هموم روبرت فورد

واستخدم روبرت فورد صفحته على الفيس بوك ليتحدث عن مسألة اتسحاب الجيش السوري من المدن وفق خطة كوفي عنان، المبعوث الأممي إلى سورية، وقال ان السلطات السورية لا تفي بالتزاماتها بسحب القوات من المدن، حسب تعبيره، ونشر فورد صورا التقطت من الفضاء ليثبت ان القوات السورية تنتقل من بلدة إلى أخرى بدلا من العودة الى ثكناتها، وقال إن الصور توضح انسحاب الدبابات من بعض مناطق درعا ومن قرية تقع شرق مدينة درعا. ولكنه أشار الى ان هذه الوحدات انتقلت إلى مناطق مجاورة.

روبرت فورد

ومن المستبعد أن تكون تلك الصور وضعت دون موافقة الإدارة الأمريكية، حيث ذكر فورد ان هذه الصور التقطتها أقمار صناعية أمريكية، وهي تبين حسب تعليقه أن الجيش السوري لديه مدفعية مصوبة تجاه مناطق مدنية.
وأقر فورد أن القوات السورية انسحبت من بعض المناطق، لكن اعتمد أيضا على تقارير اعلامية تشير إلى أن الجيش "اطلق نيران مدفعيته" على مناطق سكنية في العديد من البلدات وقام بحملة اعتقالات في ضواحي دمشق، وقال أيضا "اننا نراقب ما يحدث" دون ان يحدد الجهة التي تراقب وهل هي الإدارة الأمريكية أم المصادر الإعلامية التي أسند إليها معلوماته.

العنف والقلق الأممي

وشهدت الساعات الأربع والعشرون الماضية حديثا متواصلا عن العنف، وذلك بعد انتقادات وجهها لـ"دمشق" الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يوم الجمعة، وطالبها بوضع حد لكل العمليات العسكرية. وقال بيان أصدره مكتبه الإعلامي إنه يدين بشدة التصعيد لأخيرة في العنف، موضحا أن الجدول الزمني الذي يبدأ يوم 10 نيسان الخاص بوقف إطلاق النار في سورية وسحب القوات "ليس مسوغا للاستمرار في القتل".

واعتبر بان كي مون أن هذه الأعمال تمثل انتهاكا لموقف مجلس الأمن الدولي، الذي أقر بالاجماع بيانا يطالب دمشق باحترام مهلة 10 نيسان لوقف العمليات العسكرية، وكذلك المعارضة السورية بالقيام بالأمر نفسه بعد ذلك بـ48 ساعة كحد اقصى.

وشكل هذا البيان الصادر عن بان كي مون نقطة انطلاق لكثر من مصدر إعلامي وحقوقي، ليتحدثوا عن تصاعد العنف، حيث تحدثت المعارضة السورية في الخارج عن ان أكثر من 160 شخصا من بينهم 87 مدنيا على الاقل سقطوا في أنحاء سورية، ولاسيما في محافظة حماة يوم أمس السبت، واعتبرت نفس المصادر المعارضة أن القوات السورية صعدت عملياتها العسكرية والامنية قبيل حلول موعد وقف إطلاق النار.

من جانبها أشارت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" الى ان "الجهات المختصة" داهمت يوم السبت في حماة عددا من "اوكار المجموعات الارهابية المسلحة" في المدينة وصادرت أسلحة وذخائر وألقت القبض على عدد من أفراد هذه المجموعات. وفي ريف إدلب اشتبكت "الجهات المختصة" مع مجموعات مسلحة ما ادى لمقتل عدد من افرادها وجرح وإلقاء القبض على آخرين، حسب وكالة "سانا". وذكرت الوكالة ان الجهات المختصة داهمت عدداً من أوكار مجموعات مسلحة في بلدة الشيفونية بريف دوما. وأوضحت الوكالة انه تلك الجهات اشتبكت خلال المداهمة مع المسلحين ما أدى إلى مقتل عدد من أفرادها وإلقاء القبض على آخرين "بينهم أخطر المطلوبين بجرائم قتل وخطف وتخريب". وفي محافظة إدلب، ذكرت "سانا" ان 335 شخصا سلموا إدلب أنفسهم مع أسلحتهم إلى الجهات المختصة التي قامت بـ"تسوية أوضاعهم".

المراقبين بموافقة سورية

سياسيا أعلن غينادي غاتيلوف، نائب وزير خارجية روسيا، إن بعثة مراقبي هيئة الامم المتحدة الى سورية، "يجب أن تتكون من ممثلي البلدان التي يقبل بها الجانب السوري". وقال في تصريحات إلى ( روسيا اليوم) الناطقة باللغة الانجليزية أمس حول المشاركة الروسية بهذه البعثة أن الأمم المتحدة "لم تتباحث" مع موسكو بهذا الموضوع، وبين بأن "موضوع حساس جدا"، مشيرا إلى أن بان كي مون الامين العام لهيئة الامم المتحدة وكوفي عنان مبعوث المنظمة الدولية وجامعة الدول العربية، مازالا حتى الان يدرسان طبيعة الأطراف التي يمكن أن تدخل في تركيب البعثة الاممية.