تهديدات وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس لسورية جاءت في الوقت الحرج، فهو طرح "البند السابع" الذي يجيز التدخل العسكري المباشر، وحدد الخامس من الشهر القادم حتى يتم البت بهذا الأمر، وذلك رغم حديث عنان عن تراجع واضح للعنف وعن استمرار انتشار المراقبين، وتصاعدت لهجة جوبية عشية انعقاد مجلس الجامعة العربية في القاهرة لبحث الأزمة السورية، ومع ظهور مطالب بتسريع عملية نشر المراقبين نتيجة الخروقات اليومية لوقف إطلاق النار.

سيناريو جوبيه

وشن جوبيه هجومه على سورية قبيل أيام من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في جولتها الثانية، وهو ما اعتبرته مصادر فرنسية بأنه "ترحيل" للموقف الفرنسي باتجاه "الرئيس القادم"، ورأى المصدر أنه أيا كانت سياسة الرئيس القادم فإنها ستجد ملفا سوريا جاهزا وضخما ومن الصعب تجاوزه، فالتحول في السياسة الفرنسية سيكون حذرا بسبب تعقيدات الملف الذي أصبح على جدول أي اجتماع دولي، والأمر الآخر والأهم هو "الإرث الفرنسي" حسب تعبير المصدر في هذه الأزمة، متوقعا أن تشهد إعادة بحث على المستوى الفرنسي على الأقل خلال المراحل المقبلة، دون أن يعني هذا الأمر بالضرورة تغيرا سريعا في مواقف باريس.

جوبيه
طمانة للمعارضة الخارجية باستخدام البند السابع

وكان جوبيه أعلن أمس ان مجلس الامن الدولي يجب ان ينظر في امكانية السماح بشن عملية عسكرية ضد سورية، في حال فشل خطة المبعوث الاممي كوفي عنان، موضحا ان فرنسا ستضطر للاصرار على استخدام الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة؛ في حال عدم تنفيذ الحكومة السورية بنود خطة التسوية السلمية للازمة السورية حتى بداية ايار القادم.

واعتبر جوبيه بعد محادثاته مع ممثلي المعارضة السورية في الخارج ان مسار خطة عنان لا تسير وفق "ما نرغب" لكنه بين أيضا أن هناك فرصة للتغيير شرط نشر 300 مراقب بشكل سريع "خلال اسبوعين وليس ثلاثة اشهر"، وكرر اتهامه دمشق بعدم تنفيذ التزاماتها، منددا بمنع السلطات السورية لاحد افراد بعثة المراقبين يحمل جنسية بلد يدخل ضمن ما يسمى بـ"مجموعة اصدقاء سورية" من الدخول الى اراضيها.

نرويجي رئيسا للبعثة

وحسب وكالات الأنباء فإن الجنرال النرويجي روبرت مود سيعين يوم الجمعة رئيسا لبعثة المراقبين الدوليين في سورية، علما أنه كان على رأس فريق اممي فني عمل في سورية على التحضير لنشر بعثة المراقبين الدوليين، وحسب بعض المصادر فإن بان كي مون الامين العام للامم المتحدة، وجه الى مجلس الامن الدولي رسالة ابلغه فيها بهذا القرار. ولا يتوقع ان يلاقي القرار اي اعتراض من قبل اعضاء المجلس، وسيتم التصديق عليه يوم الجمعة.

وكان نيراج سينغ المتحدث باسم الامم المتحدة اعلن الاربعاء ان عدد المراقبين بلغ 15 شخصا، ويتوقع اضمام 4 مراقبين آخرين اليهم. موضحا أن 4 مراقبين عسكريين جدد انضموا إلى الفريق ليل الثلاثاء، وبلغ إجمالي عدد المراقبين أثناء الليل 15 مراقبا عسكريا، متوقعا وصول المزيد خلال الأيام القادمة.

يذكر ان مجلس الامن الدولي وافق يوم السبت الماضي على قرار نشر 300 مراقب عسكري غير مسلح في سورية لمدة 3 اشهر.