إذا كان بإمكانكم تجاوز التلوث البصري الذي يرافق الانتخابات فستقفون عند مساحة تحتاج للقراءة، فالتلوث والفوضى وكافة الآراء هي هامش ما يحدث، اما الأمر الآخر في محاولات التأثير داخل سورية، وسأترك كل التحليلات التي ظهرت وستظهر باستمرار بشأن سورية، لأسجل فقط بعض الانطباعات قبل ساعات من الانتخابات.

آراء متشددة

هناك من يمارس التشدد ضد الانتخابات على صفحات التواصل الاجتماعي، لكن الأمور تجاوزت هذا الواقع فكل المساحات الافتراضية لم تعد قادرة على التحكم بالأمور، وهي أساسا منذ البداية كانت قادرة على خلق الاضطراب فقط، فالتشدد يتشكل اليوم بـ"العقاب" وبعمليات التصفية السياسية لبعض القوى، وهو ما نشهده يوميا على الأخص في المناطق المشتعلة.

والتشدد ضد "الانتخابات" تحديدا ربما رفع التصعيد إلى داخل المدن الكبرى، فالعبوات الناسفة لم تعد مجرد "تحقيق حضور" من قبل البعض، بل عقوبة أو حتى إشعال للحدث، والمسألة هنا ليست نزاهة الانتخابات أو عدم تحقق شروطها كما يقول البعض، لأن ما يجري شكل ممنهج لرسم قياسات سياسية تطابق ما يريده "حامل السلاح" أو حتى من يطالب بتدخل خارجي.

الصور النمطية

الحملة الانتخابية، إذا صحت تسمية الصور المنتشرة حملة، ستذكرنا بحملات سابقة ظهرت فيها الخيم والسيف والترس وجولات السيارات وهي تطلق منبهاتها في آخر الليل، لكن المرشحين اليوم أكثر حذرا فلا ضمانات كما كان سابقا، أو حتى لا أحد يعرف تماما هل ستثمر التحالفات، فالانتخابات ليست اختبارا بقدر كونها محاولة لـ"التجاور" ما بين كافة القوى التي قررت دخول الانتخابات.

لم تظهر الكثير من "الخيم الانتخابية" رغم أن آليات الحملات لم تختلف، فعلى ما يبدو فإن المرشحين "مرهقون سياسيا" او يدرسون الخيارات المتاحة للظهور، ولكن الساعات القادمة لن تحمل الكثير لأن "الدعاية الانتخابية" توقفت وأصبح المواطن وجها لوجهة أمام الصور واليافطات.

مشهد كلاسيكي و.. مختلف

هو كلاسيكي لأن الجميع لم يبتكر ما هو جديد، ومختلف لأن المرشحين ربما سينظرون للأيام المقبلة بحذر، فمن غير المستبعد وسط الظروف القائمة حاليا أن لا تحمل التحالفات إلى مجلس حالة متوقعة، فهناك معادلة سياسية في سورية غير مكتملة ومن الممكن ان تظهر حتى داخل مجلس الشعب، وهنا فإننا لن نقف امام "ممثلين" اعتدنا على عدم سماعهم أو رؤيتهم إلا عندما يصفقون، وربما سيظهر ولو واحد منهم ليطلق تصريحات مثيرة للجدل.

في مجلس الشعب القادم احتمالات مفتوحة وفي صورة سورية بأكملها امتداد لا يبحث عن نهايات، بل بدايات لزمن مختلف ننسى فيه على الأقل اختصار "سورية" بمقاطع يتم بثها على الجزيرة أو العربية أو غيرها، ونقفز أيضا فوق التصريحات التي جعلتنا وجها لوجه أمام رغبات سياسية عنيفة، فالبدايات ليست مشروطة بالانتخابات لكن التعامل مع هذا الموضوع ربما سيحدد "إطار" تلك البدايات.