بعد بيان مجلس الأمن الذي ندد فيه بالإرهاب الذي ضرب دمشق يوم الخميس، استمرت عمليات تفجير العبوات الناسفة، وأعلنت بعض وسائل الإعلام السورية عن إحباط عمل إرهابي كان يستهدف مركزا للشرطة في حلب، أما في موسكو فظهر خط جديد عبر التركيز على قضية تهريب السلاح التي أثارها المندوب السوري الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري، فدعت للتركي على هذه القضية للحد من وصول السلاح إلى سورية.

مهاجمة المراقبين

ويتزامن تصاعد وتيرة الإرهاب في سورية مع محاولات للتأثير على بعثة المراقبين، فبعد الاعتداء الذي شهده الوفد عند توجهه إلى محافظة درعا، تعرّض مجددا لاعتداء آخر أمس الجمعة عندما زار بلدة الضمير في ريف دمشق، ما أدى إلى إصابة إحدى سيارات الموكب بأضرار.

ونقلت وكالة "يونايتد برس إنترناشونال" عن مصدر لم تسميه، قوله إنه تم رشق الموكب بالحجارة وذلك قبل وصوله إلى الحاجز الأمني في مدخل البلدة، مما أدى لتحطم زجاج إحدى سيارات الموكب وتكسير بعض أجزائها، في حين لم يصب أي من المراقبين،

أما المتحدث باسم البعثة نيراج سينغ، فأوضح صباح أمس إن عدد المراقبين الدوليين في سورية أصبح 150 بينهم 105 عسكريين، من أصل 300 مراقب تقرر إرسالهم وفق قرار مجلس امن الدولي رقم 2040.

ورغم زيادة بعثة المراقبين فإن المحاولات الإرهابية استمرت أمس الجمعة، حيث استطاعت الأجهزة الأمنية إحباط تفجير سيارة مفخخة في منطقة الشعار بحلب كانت تحمل 1200 كلغ من المواد المتفجرة، وكان الانتحاري يستقل سرفيس ركاب مسروق، حيث صدم شرطيين في منطقة الشعار المكتظة، ثم قام بتفجير نفسه بحزام ناسف كان يرتديه بهدف تفجير السرفيس ما أدى إلى مقتله فقط، وعثر بداخل السرفيس على أربعة براميل مليئة بكمية كبيرة من المتفجرات وقامت وحدات الهندسة بتفكيكها حسب وكالة الأنباء الرسمية سانا.

يأتي ذلك بعد يوم من تفجير مزدوج في دمشق أودى بحياة ما لا يقل عن 55 شخصا و372 جريحا نقلوا الى عشرة من مشافي دمشق، وقالت وزارة الداخلية السورية في بيان لها ان التفجيرين وقعا الساعة 7،56 صباحا بفارق زمني لا يتجاوز الدقيقة بالقرب من مفرق "القزاز" على الخط السريع (المتحلق الجنوبي) الذي يصل مركز دمشق بضواحيها من الجهة الجنوبية وبطريق المطار الدولي، ونفذا بواسطة سيارتين مفخختين محملتين بكميات كبيرة من المواد المتفجرة تقدر بأكثر من ألف كيلوغرام يقودهما انتحاريان ارهابيان.

موسكو تركز على تهريب السلاح

دوليا دعا الكسندر لوكاشيفيتش، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية، مجلس الامن الدولي الى ان يركز جهوده على حل قضية تهريب السلاح الى سورية، وجاءت تصريحات لوكاشيفيتش في تعليقه على احتجاز سفينة "لطف الله 2" في لبنان، التي كانت تنقل سلاحا يفترض انه كان مخصصا لعناصر المجموعات المسلحة في سورية.

وأوضح المتحدث أمس أن عملية التهريب وفق المؤشرات "لم تكن منفردة"، وذلك بالنظر للكمية الكبيرة من الذخائر والمتفجرات التي وجدت فيها، فالسفينة ابحرت من ليبيا ومرت بالاسكندرية المصرية تحت علم سيراليون، وفيها عدة حاويات باسلحة نارية خفيفة، وحسب معلومات وسائل الاعلام اللبنانية، راجمات قنابل فرنسية الصنع مثل تلك التي كانت لدى الثوار الليبيين، وكمية كبيرة من المتفجرات. واشرفت على نقل الحمولة شركة "Khafaji Maritime Co" التي يمتلكها رسميا مواطن سوري. وتم القاء القبض على طاقم السفينة المتألف من 8 مواطنين سوريين، واثنين مصريين ومواطن هندي.

وبين لوكاشيفيتش أن موسكو أعلنت مرارا " عدم جواز تهريب السلاح الى سورية"، وحذرت الذين ادلوا بافكار حول القيام بذلك من عواقب مثل هذه الخطوات، معتبرا أن هذا الأمر مع خطة كوفي عنان المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية لتسوية الازمة السورية، فهذه الخطة "حظيت بتأييد مجلس الامن الدولي، بما في ذلك بنودها الرئيسية حول وقف العنف واقامة حوار بين الحكومة السورية والمعارضة".

وأكد المتحدث الروسي أن على مجلس الأمن تركيز جهوده على حل هذه القضية"، كما ينبغي على المجتمع الدولي حسب تعبيره "سد الطريق" امام من يستمر في "صب الزيت على نار الازمة السورية الداخلية". واشار الى ان روسيا لفتت انتباه المجلس الى هذه القضية.