سورية في حالة حرب منذ قرابة عامين. ومايجري فيها ليس حربا أهلية كما يحلو لوسائل الاعلام الغربية – التي اصبحت منذ فترة طويلة أسلحة تضليل بيد حلف ناتو- أن تقنعنا. بل هي عدوان أجنبي صريح ضدها, لاتنفذه قوات حلف ناتو في الميدان بل أتباع الحلف في المنطقة.
هذا النمط الجديد من الحروب الاستعمارية صارت تقودها عصابات مكونة من المرتزقة الذين يتم تجنيدهم من كل مكان في الشرق الأوسط, فيما تتولى أجهزة الاستخبارات الغربية وحلفائها في الشرق الأوسط أمور تمويلهم وتدريبهم وكذلك تسليحهم.
لعل أبرز ضحايا هذه الحرب هم المدنيون من نساء وأطفال وشيوخ.
بعد أن خسروا المعارك ضد الجيش العربي السوري الذي ظل وفيا لقسمه, ولشعبه, وقيادة البلد, بدأ هؤلاء الغزاة باستخدام استراتيجية جديدة قوامها اذلال الشعب, إذا لايكاد يمر يوم إلا ويسمع فيه دوي انفجار في مدينة سورية, وبالطبع هناك أناس يموتون من جراء هذه الهجمات.
تقدم حكومات الغرب الدليل تلو الآخر عن فداحة نفاقها الذي تجاوز كل الحدود. فهم من جهة يطالبون علنا بضرورة القيام بمكافحة حاسمة للارهاب الدولي, ومن جهة أخرى, يلجأؤون لأشنع الجماعات الارهابية كي تدمر سورية وشعبها.
لعل الجرم الوحيد الذي ترتكبه سورية بنظر قادة الغرب وحلفاءهم في الشرق الأوسط, هو انتهاجها سياسة خارجية مستقلة تدعم القضية العادلة لتحرير فلسطين ومحافظتها على علاقات ودية مع ايران.
لهذه الأساب, وبذريعة النضال من أجل الحرية والديمقراطية, تسعى الامبريالية العالمية علانية للاطاحة بالحكومة الشرعية في هذا البلد.
يود المؤتمر الخامس عشر للحزب الشيوعي في الاتحاد الروسي التذكير بأن سورية تتمتع, منذ وقت طويل, بعلاقات صداقة مع بلدنا, وأنها واحدة من أكثر حلفائنا مصداقية في الشرق الأوسط. وهي تتعرض حاليا لعدوان خارجي, بما في ذلك اصرارها على استمرار هذه العلاقة التاريخية مع روسيا.
يسر الشيوعيون الروس أن يعبروا عن تضامنهم مع كفاح الشعب السوري الشجاع ضد الاستعمار الجديد. كما نتمنى على حكومة الاتحاد الروسي أن تمد سورية بما يلزم من دعم سياسي ومالي كي تتمكن من دحر هذا العدوان الخارجي.
النصر للشعب السوري