شاركت حكومة اقليم كردستان العام الماضي في مؤامرة إعادة تشكيل العراق وسورية وفقا لخطة رايت. كما شاركت في مختلف الاجتماعات في عمان إلى جانب أجهزة الاستخبارات الأردنية, وقادة داعش والجماعات المسلحة في سورية, فضلا عن نقشبندية العراق. وقد تم الاتفاق على أن تتولى كل من داعش وحكومة اقليم كردستان شن هجوم منسق, يفضي إلى الاستيلاء على جزء كبير من العراق.

وبينما كانت وسائل الاعلام العالمية تدين انتهاكات داعش في العراق, كان أكراد البرزاني يستولون على حقول نفط كركوك, ويتمددون في الأراضي العراقية بنسبة 40% .

كان يجري قمع أي اعتراض بمنتهى القسوة على التحالف القائم بين دولة اقليم كردستان وداعش, والذي أسفر عن اعتقال زعيم الطائفة اليزيدية حيدر شيشو في 7 نيسان-أبريل, رغم تمتعه بالجنسية المزدوجة الألمانية والعراقية, فقط لأنه أدان هذا التحالف.

ثمة حملة اعلامية كاذبة تقاد منذ عدة شهور, تنسب إلى البشمركة مأثرة حمل السلاح نيابة عن حزب العمال الكردستاني وكذلك حزب الاتحاد الديمقراطي ضد داعش, إبان المعارك في عين العرب, على سبيل المثال.

دول الغرب, بدءا من بريطانيا, فرنسا, ومعهما اسرائيل, كانت, ومازالت ترسل أسلحة إلى أربيل متجاوزة بغداد, في انتهاك صريح للسيادة العراقية.

هذه الأسلحة لاتستخدم في الوقت الحالي, لكنها تخزن تحسبا لهجوم محتمل في شمال سورية.

في كونغرس الولايات المتحدة, ادوارد رويس, وايليوت انجل, نائبان, ينوبان تقليديا عن مصالح الليكود الاسرائيلي, تقدما في شهر تشرين ثاني من العام الماضي 2014 بمشروع قانون يجيز تزويد الحكومة الاقليمية الكردية في العراق بالسلاح بشكل مباشر.

لم يعتمد هذا النص, لكن أحكامه أدرجت في قانون تمويل الدفاع الذي تقدم به مارك نورنبيري, رئيس لجنة القوات المسلحة, وكذلك في قوانين أخرى تهدف بمجملها إلى تعزيز المساعدات العسكرية للجماعات التي تقاتل ضد الجمهورية العربية السورية.

ولو تم اقرار هذا القانون من قبل غرفتي المجلس, لأدى إلى حرمان بغداد من أي سلطة خارج حدود مناطق الشيعة, ومهد الطريق أمام تفكيك العراق, واطلاق حرب رابعة في سورية. الأمر الذي دفع غالبية السياسيين العراقيين إلى التحذير علنا من مخاطر سياسة من هذا النوع.

الرئيس أوباما ونائبه بايدن ألمحا بشيء من القسوة للرئيس برزاني خلال لقائه معهما في 5 أيار-مايو الجاري في البيت الأبيض, أنهما لن يسمحا لأصدقائه الاسرئيليين تحقيق رغبته, طالبين من أكراد العراق الالتزام بالهدوء.

أما في اقليم كردستان, فقد زعمت وسائل الاعلام هناك العكس, مدعية أن الرئيس أوباما استقبل الوفد بحرارة, وأنه تعهد بدعم "كردستان" المستقل.

تحاول الحكومة الاسرائيلية الجديدة توحيد الجهاديين في شمال سورية, وتنسيق تحركهم باتجاه دمشق حين يدخل أكراد الحزب الديمقراطي الكردي إلى سورية, من أجل ذبح أكراد حزب الاتحاد الديمقراطي.

المشروع الاسرائيلي هذا, سيناقش بلا أدنى شك (مع تأسيس حلف ناتو العربي بقيادة اسرائيل) أثناء انعقاد جلسة مجلس التعاون الخليجي, الذي دعا الرئيس أوباما إلى عقدها في كامب ديفيد بتاريخ 13 أيار-مايو الجاري.

ترجمة
سعيد هلال الشريفي
مصادر
سوريا