على الرغم من أننا لانعرف ملاحق المفاوضات الثنائية بين الولايات المتحدة ومجموعة 5+1, إلا أننا بتنا نرى نتائجها تتوسع منذ أسبوع حتى الآن :

 وقعت ايران على اتفاق منفصل مع السيد يوكيا أمانو, المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية. تم الاتفاق على أن كلا الطرفين سيوضحان مختلف القضايا, بحيث يطلب المدير العام في 15 كانون أول رفع ست قرارات فرض مجلس الأمن بموجبها عقوبات اقتصادية على الجمهورية الاسلامية.

 سحبت ايران دعمها للحوثيين في عدن مما أدى إلى سقوطها على الفور بأيدي القوة العربية المشتركة. هذا يعني- خلافا لما قد يوحي به اسمها- اسرائيل والسعودية. بمقتضى ذلك, صار باب المندب من جديد تحت سيطرة حلف شمال الأطلسي. وهكذا صار أيضا بوسع مجموعة بن لادن السعودية بناء جسر عبر البحر الأحمر, يربط اليمن مع جيبوتي. كما صار بإمكان اسرائيل والسعودية استغلال المحميات الطبيعية في (أوغادين) أثيوبيا.

 في لبنان, وزير الاعلام اللبناني الأسبق, ميشيل سماحة, المسجون منذ عام 2012, على خلفية اتهامه بالتحضير لأعمال ارهابية ضد بلده, بناء على "حسب ادعائهم" أوامر من الرئيس بشار الأسد واللواء علي مملوك, تراجع فجأة عن اعترافاته السابقة, كما شكك بأشرطة الفيديو التي فبركتها الشرطة اللبنانية لتفضحه, مطالبا بنشرها بالكامل, مما قد يغير كليا التفسير المتداول.

بمقتضى ذلك, صار بامكان السيد سماحة حرمان خصوم سورية من ذريعتهم الوحيدة ضدها. لأنه بعد انهيار الاتهام المعادي لسورية في قضية الحريري, تبقى قضية ميشيل سماحة, الذريعة الوحيدة التي تسمح باتهام سورية بشار الأسد, بالارهاب.

 القاء القبض في وقت واحد تقريبا على 29 من مهربي البشر عبر الحدود في تركيا, و431 جهاديا في السعودية, تعتبر أولى أهم الاجراءات التي قامت بها أنقرة والرياض ضد داعش.
إذا كان من المبكر جدا القول بأن أنقرة سوف تتخلى عن دورها في قيادة الارهاب, والرياض عن تمويله, إلا أنهما قد ذهبتا في هذا الاتجاه.

فضلا عن ذلك, من المتوقع وصول وزير الدفاع الأمريكي, آشتون كارتر, إلى المنطقة هذه الأيام لتنفيذ قرارات مجلس التعاون الخليجي التي اتخذت في 14 أيار-مايو الماضي في كامب ديفيد, بمايعني منح القوة العربية المشتركة وسائل مكافحة داعش.

الجدير بالذكر أن العديد من اللاعبين المحتملين, لاسيما الأوروبيين, لم يدخلوا الحلبة بعد. ومن غير المرجح أن يعارضوا تنفيذ الاتفاق, بل على العكس تماما, سوف يحاولون لعب دور ما.
في هذا الصدد, ذكًر وزير الخارجية الألماني, فرانك فالتر شتاينماير, بامكانية تحفيز السلام في سورية, عبر تنظيم مؤتمر على غرار 5+1 بهذا الشأن.

وحتى لو لم تتضح لنا جيدا مشروعية مثل هذه الفكرة, إلا أن هذا النوع من المبادرات لايستدعي استياء واشنطن.

من ناحية, هذه المبادرة تسمح لواشنطن بتغيير سياستها يسهولة أكبر إزاء سورية.

ومن ناحية أخرى, كل أرض يحتلها الأوروبيون تعني مساحة أقل بيد ايران.

في كل الأحوال, فقد حان الوقت, بالنسبة لباراك أوباما, "للتعامل مع المنتصر".

ترجمة
سعيد هلال الشريفي
مصادر
سوريا