تم إنشاء تحالف الكذب عام 2003 لتبرير الهجوم على العراق، وأٌقيمت له خلية مشتركة بين وزارة الدفاع الأمريكية, ونظيراتها في المملكة المتحدة، وإسرائيل. ثم انضمت إليهم في وقت لاحق كل من قطر، تركيا، والسعودية.

أخذ هذا التحالف اندفاعه القوي إبان الحرب على سورية، نفذ خلالها العديد من العمليات الضخمة والمبتكرة.

عام 2012، تم إلغاء، فيما قبل اللحظات الأخيرة، عملية استبدال الفضائيات السورية بقنوات مزورة عنها على قمر عربسات، على الرغم من ورود إشارة من قاعدة وكالة الأمن القومي في أستراليا، تؤكد إتمام استبدال الفضائية السورية، على القمر الصناعي.

في تشرين أول 2011، أنشأ حلف شمال الأطلسي " قرية الشاهد" في جبل الزاوية، شمال البلاد.

كان المكتب الإعلامي التابع لرئيس الوزراء التركي، يصطحب الإعلاميين الغربيين، فرادا وجماعات، لزيارة تلك القرية، ليروا بأعينهم، كيف يدعم السكان المحليون، "الجيش السوري الحر".

لكن العملية انتهت حين تمكن صحفي اسباني من التعرف إلى هويات بعض قادة الجيش الحر في تلك القرية، الذين كانوا إجمالا، قادة تنظيم القاعدة في ليبيا، وفي مقدمتهم عبد الحكيم بلحاج، ومهدي الحراتي.

المهم، أن الصورة التي فرضت نفسها، أن هناك فعلا جيش عرمرم، مؤلف من جنود سابقين، منشقين عن جيش الجمهورية العربية السورية.

عام 2012، ظلت صحيفة لوموند تكتشف لمدة شهر على التوالي " ثوار" بابا عمر المحاصرين تحت وابل القصف من قبل "جيش النظام".

حقيقة الأمر، أن الحي كان فعلا محاصر، لكنه لم يقصف أبداً، لأنه كان فيه 72 جنديا سوريا محاصرا، داخل مجمع تجاري.

فجًر الجهاديون منازل المسيحيين، لخلق أضرار يمكن نَسبٌها للجمهورية العربية السورية. وأشعلوا إطارات على أسطح الأبنية، لكي يُمكنُ للمشاهدين رؤية الدخان الأسود الكثيف.

فرنسا24 وقناة الجزيرة، كانتا تعتمدان مراسلين ميدانيين مأجورين " الصحفي المواطن" لكنهم كانوا يرأسون في الوقت نفسه "محاكم ثورية".

تم عرض جثامين 150 شهيداً- كانت محكمة باباعمر قد حكمت عليهم بالإعدام ذبحا أمام الجمهور- على شاشات التلفزة، بوصفهم ضحايا القصف.

نشر جوناتان ليتل، كاتب فرنسي-إسرائيلي-أمريكي (لاتستغربوا ذلك. هذه موضة العصر) من ميدان بابا عمر معلقاً : صار لدينا أخيراً، صور وشهادات تثبت " قسوة النظام".

عام 2013، أسست المملكة المتحدة شركة إعلامية لخدمة الجماعات الجهادية "انكوسترات" ( اعلام مبتكر واستراتيجيا). قامت بتصميم شعارات، وتصوير أفلام فيديو عبر الهاتف الجوال، ومنشورات دعائية لمئات المجموعات منهم، أعطت من خلالها انطباعا بوجود مد شعبي مناهض للجمهورية.

يداً بيد مع الوحدات الجوية الخاصة، أنشأت القوات البريطانية الخاصة جيش الإسلام، الذي يعتبر أهم مجموعة جهادية على الأرض، زودته السعودية بمدرعات، تم إدخالها عن طريق الأردن، وألبسة عسكرية تم تصنيعها في اسبانيا، وتوزيعها على الجهاديين، بمناسبة الاحتفال بتخريج دفعة ضباط منهم.

قام محترفون بتصوير وإخراج كل هذه العمليات لإعطاء انطباع بوجود جيش منظم، كباقي الجيوش النظامية، قادر على منازلة الجيش العربي السوري.

هكذا تمكنوا من فرض فكرة أن مايجري هو حرب أهلية، على الرغم من أن الصور لاتظهر أكثر من بضع مئات من الوجوه، معظمها من الأجانب.

من سوء حظ حلف شمال الأطلسي، أن حربه مستمرة منذ خمس سنوات، لكن أكاذيبه ابنة يومها.

ترجمة
سعيد هلال الشريفي
مصادر
سوريا

titre documents joints


Al-Watan 2398
(PDF - 152.3 كيليبايت)