وفقا لقيادة الأركان الأمريكية، فإن ميانمار هي جزء من المنطقة التي سيتم تدميرها (هنا الخريطة التي نشرها توماس ب. بارنيت في عام 2003)

تواصل وزارة الدفاع الأمريكية إستراتيجيتها في تمديد نطاق الحرب [1]، فتعد في الوقت نفسه توليف الأكراد في "مشروع" الشرق الأوسط الموسع، مع الحرب الأهلية في فنزويلا، وحرب استنزاف في الفلبين.

ومع ذلك، ينبغي أن تنتظر هذه الصراعات لصالح مسرح عمليات رابع : بورما، على خطى الصين

في 28 أيلول-سبتمبر في مجلس الأمن الدولي، حضر جيفري فيلتمان، الرجل الثاني في الأمم المتحدة، النقاش إلى جانب الأمين العام أنطونيو غوتيريس. وبعد أن أشرف شخصيا على العدوان على سوريا، فإنه ينوي الآن تنظيم عدوان آخر ضد بورما. فيلتمان مسئول أميركي سابق كان نائب هيلاري كلينتون.

في اجتماع مجلس الأمن الدولي المنعقد في 28 أيلول-سبتمبر، اتهمت سفيرة الولايات المتحدة وعدد من حلفائها حكومة ميانمار الائتلافية ب "الإبادة الجماعية" [2]. هذه الكلمة البذيئة- تعني في القانون الأوروبي، مجزرة جماعية، ولكنها تٌطبق في القانون الأمريكي على طريقة القتل حتى لو يقتل المجرم إلا ضحية واحدة- فهي كافية لواشنطن لتبرير الحرب مع أو بدون موافقة مجلس الأمن، كما رأينا في يوغوسلافيا [3].

انعقد اجتماع مجلس الأمن بناء على طلب منظمة المؤتمر الإسلامي.

تمعن وسائل الإعلام الغربية منذ عام 2013، في تقديم البوذية بمظهر طائفي. هنا، الراهب أشينويراثو. حكم عليه عام 2003 بالسجن 25 عاما، بسبب خطبه الوعظية المعادية للإسلام، واستفاد من العفو العام الصادر سنة 2012. ليس من الصعب العثور على متعصبين في أي من الأديان.

ولتتناسب الحقائق مع السرد، قامت الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة وفرنسا، الذين احتفلوا خلال "ثورة الزعفران" (2007) بأونغ سان سو كيي والرهبان البوذيين لمقاومتهم اللاعنفية لديكتاتورية مجلس الدولة [4]، بخلط الجيش البورمي، مع أونغ سان سو كيي الحائزة على جائزة نوبل للسلام [5] وجميع البوذيين في البلد [6]) ووضعهم جميعا في معسكر الأشرار.

لم تشهد بورما سلاما مدنيا منذ خضوعها للهيمنة الأجنبية، البريطانية ثم اليابانية [7]. وصار من الأسهل زعزعة استقرارها منذ أن وافقت الطغمة العسكرية في مجلس الدولة على تقاسم السلطة مع الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية، وانخراط الجميع في حل كثير من الصراعات الداخلية في البلاد سلميا.

وصلت خطوط الأنابيب، التي لاغنى للاقتصاد الصيني عنها من يونان إلى ساحل المحيط الهادئ في ولاية أراكان / راخين.

تركت بورما بمحض مصادفة جغرافية أن يمر خط أنابيب عبر أراضيها، يربط بين

منطقة يوننان الصينية وخليج البنغال، ويستضيف محطات مراقبة الكترونية صينية لطرق الملاحة البحرية التي تمر قبالة سواحلها.

وبالتالي فإن شن حرب على بورما يبدو أكثر أهمية بالنسبة للبنتاغون، من وقف بناء طريقي الحرير في الشرق الأوسط وأوكرانيا.

ترك الاستعمار البريطاني إرثا بين سكان بورما، يقدر ب 1.1 مليون من أحفاد العمال البنغاليين الذين نقلتهم لندن من داخل الإمبراطورية الهندية إلى بورما إنهم : الروهينغيا [8]. ويبدو أن هذه الأقلية القومية – وليست العرقية – هي أقلية مسلمة، في حين أن الغالبية العظمى من البورميين، هم من البوذيين.

وأخيرا، تصادف خلال الحرب العالمية الثانية، أن تعاون الروهينغا مع الإمبراطورية الهندية ضد القوميين البورميين.

مجهزة تماما، يتم تدريب حركة اليقين أو جيش إنقاذ الروهينجا في أراكان على يد البريطانيين في المملكة العربية السعودية وبنغلاديش. كان يقدر عددهم قبل بداية الأحداث الحالية بما ما لا يقل عن 5000 مقاتل.

في عام 2013، وبينما كان البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية ينشران جحافل الجهاديين في سوريا، في محاولة لفرض حرب مواقع، أنشأت المملكة العربية السعودية منظمة إرهابية جديدة في مكة باسم حركة اليقين. هذه المجموعة التي أعلنت أنها تضم الروهينغا، هي في الواقع تحت سيطرة الباكستاني عطا أولاه الذي كان يقاتل السوفييت في أفغانستان [9].

استضافت السعودية أضخم عدد من الجالية الروهنغية، بعد بورما وقبل بنغلاديش، برقم بلغ 300 ألف عامل من دون عائلاتهم.

ووفقا لتقرير المخابرات البنغالية الصادر قبل الأزمة الحالية، فإن حركة اليقين تنشط منذ مدة سنة مع انشقاق عن جماعة المجاهدين البنغالية حول شعار "جهاد البنغال في بغداد." وقد بايعت هذه الجماعة الصغيرة زعيم داعش الخليفة أبو بكر البغدادي، وضمت في نفس التحالف المجاهدين الهنود، والجهاد، والأمة، وحركة الطلاب المسلمين في الهند، إضافة إلى حركة الجهاد الاسلامي الباكستانية.

وقد تم تمويل مجموع هذه المجموعات من قبل جمعية إحياء التراث الإسلامي في الكويت.

عندما وافق مجلس الدولة منذ أقل من عام ونصف، في آذار-مارس 2016، على تقاسم السلطة مع حزب أونغ سان سو كيي، حاولت الولايات المتحدة توظيف جائزة نوبل للسلام ضد المصالح الصينية. ولعلمهم مسبقا أنه سيكون من الصعب التعامل مع ابنة أبو الاستقلال البورمي، الشيوعي أونغ سان، قاموا بتشجيع حركة اليقين.

" من يدري.."

في أيلول-سبتمبر 2016، جاءت أونغ سان سوكي لشرح جهودها لصالح الروهينجا على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة. ومثل والدها أونغ سان، الذي كان يعتقد أن اليابان يمكن أن تساعده في تحرير بلده من الاستعمار البريطاني، فإن الحائزة على جائزة نوبل للسلام تخيلت بسذاجة تعاطف الأنغلوسكسون في حل المشاكل الداخلية في ميانمار.

وفي أيلول-سبتمبر 2016، مثلت أونغ سان سو كيي بلدها في الجمعية العامة للأمم المتحدة [10]. وأوضحت بسذاجة المشكلات التي يعاني منها شعبها، والوسائل التي وضعتها لحلها تدريجيا، بدءا من الروهينغا. ولدى عودتها إلى بلدها، أدركت أن داعميها الأمريكان كانوا في الواقع هم أعداء بلادها.

شنت حركة اليقين سلسلة من الهجمات الإرهابية، إحداها على مركز شرطة الحدود في مونغداو حيث قام 400 إرهابي بنهب هذه الترسانة، مما أسفر عن مصرع 13 من عناصر الجمارك والجنود.

تابعت أونغ سان سو كي بدأب إنشاء لجنة استشارية لتحليل قضية الروهينغا، واقتراح خطة ملموسة لوضع حد للتمييز ضدهم.

تألفت اللجنة من ستة بورميين وثلاثة أجانب وهم : السفيرة الهولندية لايتيسيا فان دن اسوم والوزير اللبناني السابق ( ممثلا فرنسا في الواقع) غسان سلامه، والأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، رئيسا للجنة.

واضطلع المفوضون التسعة بعمل نادر الجودة، رغم العقبات البورمية.

فشلت الأحزاب السياسية في حل اللجنة من قبل الجمعية الوطنية، لكنها نجحت في تمرير اقتراح بعدم الثقة في اللجنة المشكلة من قبل الجمعية المحلية لأراكان (الولاية التي يعيش فيها الروهينغا).

وعلى أية حال، قدم المفوضون تقريرهم في 25 آب-أغسطس مع توصيات ممكنة لتنفيذها ودون مصائد، بهدف فعلي، هو تحسين الأحوال المعيشية لكل منهم [11].

وفي اليوم نفسه، أعطت المخابرات السعودية والأمريكية إشارة للرد: حركة الإيمان، التي سميت من قبل البريطانيين بجيش إنقاذ الروهينغا في أراكان، مقسمة إلى 24 كوماندوس، هاجمت ثكنات الجيش ومراكز الشرطة، مما أسفر عن مقتل 71 شخصا. فقامت القوات البورمية على مدى أسبوع بعملية عسكرية لمكافحة الإرهاب، ضد الجهاديين. أدت إلى فرار 400 من أفراد أسرهم إلى بنغلاديش.

رئيس منظمة التعاون الإسلامي، رجب طيب اردوغان، يفتح الحملة الإعلامية العالمية لإنقاذ الروهينجا (اسطنبول، 1 أيلول-سبتمبر 2017).

وبعد ثلاثة أيام بدأ الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بالاتصال هاتفيا مع جميع رؤساء الدول الإسلامية لتنبيههم إلى عمليات "الإبادة الجماعية للروهينغا".

وفي 1 أيلول- سبتمبر، في عيد الأضحى، وهو أهم عيد إسلامي، ألقى اردوغان كلمة مؤثرة في اسطنبول، بصفته الرئيس الحالي لمنظمة التعاون الإسلامي، لإنقاذ الروهينغا ودعم جيش الانقاذ [12].

إلا أن هؤلاء الجهاديين لم يدافعوا عن الروهينغا على الإطلاق، لكنهم تدخلوا بشكل منهجي لإحباط المحاولات الرامية إلى تحسين ظروفهم المعيشية، ووضع حد للتمييز الذي حل بهم.

الجنرال محسن رضائي، كلن قائد الحرس الثوري الذي قاتل إلى جانب حلف شمال الأطلسي والمملكة العربية السعودية خلال الحرب في البوسنة والهرسك ضد صربيا.

في 5 سبتمبر-أيلول، اقترح محسن رضائي، رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، الانضمام إلى قوات جميع الدول الإسلامية، وإنشاء جيش إسلامي لإنقاذ "الإخوة الروهنغيين". [13]. وقد اتخذ الجنرال رضائي موقفا أكثر أهمية بالنظر لكونه قائدا سابقا للحرس الثوري.وفي حين أن الجيش البورمي قد أوقف جميع الأنشطة ضد الإرهابيين، إثر حرق قرى للروهينغا، في الوقت الذي كان فيه سكان راخين في ولاية أراكان يقتلون مسلمين، أمام أعين الجيش لارتباطهم بالإرهابيين.

وفقا للروهينغا، الجيش البورمي هو الذي أحرق القرى، في حين أن من أحرقها وفقا للجيش البورمي، هم الجهاديون.

تدريجيا، بدأ الروهينغا الذين يعيشون في شمال أراكان بالنزوح، واللجوء سيرا على الأقدام إلى بنغلاديش، ولكن من المثير للاستغراب عدم نزوح الروهينغا الذين يعيشون في جنوب الولاية.

في 6 أيلول-سبتمبر، توجه وفد تركي رسمي إلى بنغلاديش لتوزيع أغذية على اللاجئين. وكان برئاسة وزير الخارجية مولود شافوشوغلو، وزوجة الرئيس اردوغان ونجلاه بلال، وارمين.

تستند حملة تعبئة المجتمعات في البلدان الإسلامية إلى صور مرئية بشكل خاص. وهكذا فإن هذه الصورة التي نشرتها الحكومة التركية، من المفترض أن تمثل ضحايا المسلمين على يد الرهبان البوذيين في بورما. إنها في الواقع صورة قديمة من مراسم تشييع ضحايا زلزال في الصين.

وفي البلدان الإسلامية، كان ثمة حملة تضليل إعلامي واسعة النطاق، مدعومة بالصور تظهر البوذيين وهم يذبحون المسلمين بشكل جماعي.

وبطبيعة الحال، لم يتم التقاط أي من هذه الصور في بورما، وقد كشفت هذه التقارير الكاذبة واحدا تلو الآخر. ولكن في تلك البلدان التي يتدني فيها مستوى التعليم لدى السكان، كانت هذه الصور مقنعة، بينما لم يصغ أحد لتكذيبها.

كانت بنغلاديش الدولة الوحيدة التي وضعت تحفظات حول دور الجهاديين، وأكدت لميانمار على تعاونها ضد الإرهابيين [14].

وفي 11 أيلول-سبتمبر، تدخل الرئيس الحالي لمنظمة المؤتمر الإسلامي، رجب طيب اردوغان، أمام اللجنة العلمية للمنظمة، المجتمعة في أستانا (كازاخستان) وطلب منها- على الرغم من عدم اختصاصها- التدخل "لإنقاذ الروهينغا".

بالنسبة لآية الله علي خامنئي، فإن مشاركة بلاده العسكرية مع الناتو والمملكة العربية السعودية في بورما ستكون كارثة. فضلا عن أن إيران لديها تاريخ يعود إلى آلاف السنين من التعاون مع الصين.

وفي اليوم التالي، في 12 أيلول-سبتمبر، أخذ آية الله علي خامنئي موقفا. وإذ يساوره بالغ القلق إزاء اقتراح الجنرال رضائي، فقد كان يقظا من أجل عدم إضفاء الشرعية على حرب دينية جاري تحضيرها في إطار "صراع الحضارات"، وصولا إلى التشكيك في وجود امرأة على رأس الدولة.

كان يهدف إلى إغلاق باب المشاركة العسكرية من قبل حرس الثورة. وقال : "من الممكن جدا أن يكون التعصب الديني قد لعب دورا في هذه الأحداث، لكن مايحدث هنا هو مسألة سياسية تماما، تتحمل حكومة ميانمار مسؤوليتها. وعلى رأس هذه الحكومة، هناك امرأة قاسية، وحائزة على جائزة نوبل للسلام. في الواقع، فقد مهرت هذه الأحداث بتوقيعها على شهادة وفاة جائزة نوبل للسلام " [15].

وفى طهران، ناشد الرئيس حسن روحاني، على الفور، الجيش النظامي للمشاركة في الصراع الجاري تحضيره.

وفي 17 أيلول-سبتمبر، اتصل رؤساء أركان الجيش الإيراني والباكستاني مع بعضهما لتوحيد قواتهم في الأزمة [16]. هذه هي أول مبادرة عسكرية، لكنها تتعلق بالجيش الإيراني (الذي يعمل بالفعل مع نظرائه الأتراك والباكستانيين للدفاع عن قطر) وليس الحرس الثوري (الذين يقاتلون جنبا إلى جنب مع السوريين ضد الجهاديين). كما تقدم إيران مساعدات ضخمة للاجئين.

تدعو اونج سان سوكى الرأي العام الدولي الى النظر فى جهود ميانمار لحل قضية الروهينجا وتندد بالإرهاب الجهادي. لكنها لن تكون مسموعة أكثر من معمر القذافي الذي ندد بهجوم القاعدة على بلاده. (نايبيداو، 19 أيلول -سبتمبر 2017)

في 19 سبتمبر- أيلول، وفي تجاهل تام لإيضاحات أونغ سان سو كي [17]، ومستفيدا من الجمعية العامة للأمم المتحدة، جمع رجب طيب اردوغان فريق الاتصال التابع للمنظمة ليطلبوا من جميع الدول الأعضاء تعليق التجارة مع ميانمار، ومطالبة مجلس الأمن الدولي بأخذ قرار بذلك [18].

تحمي المملكة العربية السعودية وتدرب جيش إنقاذ الروهينجا منذ عام 2013. وقد منح الملك سلمان 15 مليون دولار للاجئين الروهينجا في بنغلاديش، حيث تتواجد معسكرات تدريب المجموعة الجهادية.

خرجت السعودية أخيرا من الظل لتؤكد أنها تدعم الروهينغا بالسر منذ سبعين عاما، وقد قدمت لهم طوال تلك الفترة مساعدات بقيمة 50 مليون دولار.

أضاف الملك سلمان إليها تبرعا بمبلغ 15 مليون دولار [19]. كما قام السفير السعودي لدى الأمم المتحدة في جنيف عبد العزيز بن محمد الواصل بحشد مجلس حقوق الإنسان.

بتغافل تام للحروب التي تشنها في العراق وسوريا واليمن، تكاتفت كل من تركيا وإيران والسعودية، أي القوى العسكرية الإسلامية الرئيسية الثلاث، من خلال منعكس مذهبي بسيط [20] وأخذت موقفا موحدا جنبا إلى جنب مع الروهينغا. وحدد الثلاثة، العدو المشترك إنه: الحكومة الائتلافية للجيش البورمي، وأونغ سان سو كي.

إن هذا الانقلاب الكامل على الوضع في الشرق الأوسط كان له بالفعل سابقة : حروب يوغوسلافيا. ففي البوسنة والهرسك (1992-95) وكذلك في كوسوفو (1998-1999)، قاتلت الدول الإسلامية وحلف شمال الأطلسي جنبا إلى جنب، المسيحيين الأرثوذكس المرتبطين بروسيا.

في عام 1995، قام أسامة بن لادن باستعراض الفيلق العربي، في زينيكا، أمام الرئيس علي عزت بيغوفيتش. هؤلاء المقاتلين هم من المجاهدين السابقين الذين قاتلوا ضد السوفييت في أفغانستان. وسوف يأخذون فيما بعد اسم "القاعدة". خلال الحرب، اخترقت المخابرات الروسية ثكنة الفيلق العربي، ووجدت أن جميع وثائقها مكتوبة باللغة الإنجليزية، وليس باللغة العربية.

وفي البوسنة والهرسك، أحاط الرئيس علي عزت بيغوفيتش نفسه بالأمريكي ريتشارد بيرل، الذي كان مستشاره الدبلوماسي ورئيس الوفد البوسني خلال اتفاقات دايتون. كما استفاد على الصعيد الإعلامي من نصائح الفرنسي برنار هنري ليفي، وفقا لما ذكره الأخير، ولم يصدر أي نفي لأقواله.

وأخيرا، على الصعيد العسكري، اعتمد على نصيحة أسامة بن لادن السعودي الذي أسس له الفيلق العربي، وحصل على جواز سفر دبلوماسي بوسني.

خلال الصراع، بدعم غير مباشر من الناتو، تلقى عزت بيغوفيتش علنا دعم تركيا، وإيران، والمملكة العربية السعودية [21].

تقبل الرأي العام الغربي، من دون نقاش، انتهاك ميثاق الأمم المتحدة في كوسوفو بعد أن شاهدوا نزوح آلاف المدنيين.

لقد بدأ الصراع في كوسوفو بحملة إرهابية قام بها جيش تحرير كوسوفو ضد بلغراد. وقد تم تدريب المقاتلين من قبل القوات الخاصة الألمانية، في قاعدة الناتو في تركيا. وكان الرئيس الحالي للمخابرات التركية، حقان فيدان، ضابط الاتصال مع الإرهابيين في مقر قيادة الناتو. وهو الآن رئيس المخابرات العسكرية التركية، والرجل الثاني للنظام.

في بداية الحرب، فر 290 ألف كسوفي من صربيا على مدى ثلاثة أيام طلبا للجوء في مقدونيا. وقد عرضت التلفزيونات الغربية هذا الخط الطويل من الهاربين مشيا على الأقدام بمحاذاة خطوط السكك الحديدية. ومع ذلك، وفقا لملايين المقدونيين الذين استقبلوهم، لم يكن هناك سبب موضوعي لهذه الهجرة، التي يديرها إلى حد كبير الناتو.

في كل الأحوال، فقد تم استخدام هذا التهجير السكاني لاتهام الرئيس سلوبودان ميلوزيفيتش بالقمع غير المتناسب للحملة الإرهابية التي تضرب بلده، وأعلن حلف شمال الأطلسي الحرب عليه من دون إذن من مجلس الأمن.

العمل القذر الذي يجري إعداده حاليا هو مد مسرح العمليات نحو الشرق.

ليس لدى البنتاغون إمكانية فرض تحالف تركي- إيراني-سعودي، وهو لا يحتاج إليه في الواقع.

في يوغوسلافيا، كان الناتو هو المنسق بين هذه الدول الثلاث، عندما لم يكن هناك اتصالات مباشرة فيما بينها. غير أن القتال جنبا إلى جنب في بورما، سيجبرهم على إيجاد ترتيبات في العراق وسوريا واليمن، بل حتى في ليبيا. وبالنظر إلى الدمار الذي لحق بالشرق الأوسط واستمرار السكان في المقاومة، فإن البنتاغون يمكن أن يدع هذه المنطقة تداوي جروحها لعقد من الزمن، دون خوف من رؤية أدنى قدرة على معارضة سياستها.

وفي اليوم التالي لاجتماع مجلس الأمن الذي وضع القواعد الأساسية للحرب المقبلة ضد بورما، أبلغ وزير خارجية الولايات المتحدة الرئيس بارزاني بأن الولايات المتحدة لن تدعم استقلال كردستان في العراق. لأنه لا يمكن للبنتاغون حشد تركيا وإيران في جنوب شرق آسيا في الوقت الذي ينجب لهما مولودا من وراء ظهرهما، على حدودهما.

سوف يترتب على مسعود بارزاني، الذي وعد بعدم التراجع عن الاستفتاء على الاستقلال، الانسحاب قريبا من الحياة السياسية. خاصة وأن استعراض الأعلام الإسرائيلية في أربيل، الذي نقلته قنوات التلفزة العربية والفارسية والتركية على نطاق واسع، ألًب جميع جيرانه عليه.

إذا استمر سيناريو البنتاغون كما يمكن أن نتوقعه، فمن المرجح أن تنتهي الحرب على سوريا بسبب قلة المقاتلين الذين تم ترحيلهم بعيدا جدا، لخدمة "الإمبراطورية الأمريكية" في مسرح عمليات جديد.

ترجمة
سعيد هلال الشريفي

[1The Pentagon’s New Map, Thomas P. M. Barnett, Putnam Publishing Group, 2004. “الإمبريالية الجديدة”, بقلم تييري ميسان, ترجمة سعيد هلال الشريفي, سوريا , شبكة فولتير , 23 آب (أغسطس) 2017, www.voltairenet.org/article197567.html

[2« Myanmar : le Secrétaire général demande "une action rapide" pour mettre fin au "cauchemar" des Rohingya dans l’État de Rakhine », Compte-rendu du Conseil de sécurité, Onu, 28 septembre 2017. Référence : CS/13012.

[3Le Royaume-Uni et les États-Unis ont déjà fait rédiger l’acte d’accusation du Myanmar, avant même les événements actuels : Countdown to Annihilation : Genocide in Myanmar, Penny Green, Thomas MacManus & Alicia de La Cour Venning, Queen Mary University of London, 2016. Persecution of the Rohingya Muslims ; Is Genocide Occurring in Myanmar’s Rakhine State ; a Legal Analysis, Allard Lowenstein, Yale University, 2016.

[4« Birmanie : la sollicitude intéressée des États-Unis », par Thierry Meyssan, Abiad & Aswad (Syrie), Réseau Voltaire, 5 novembre 2007.

[5The Burma Spring: Aung San Suu Kyi and the New Struggle for the Soul of a Nation, Rena Pederson, Foreword by Laura Bush, Pegasus, 2015.

[6Neither Saffron Nor Revolution: A Commentated and Documented Chronology of the Monks’ Demonstrations in Myanmar in 2007 and Their Background, Hans-Bernd Zöllner, Humboldt-University, 2009.

[7Burma/Myanmar: What Everyone Needs to Know, David Steinberg, Oxford University Press, 2013.

[8Pour être plus précis, il y a eu des immigrés bengalis en Birmanie avant la domination britannique, mais l’immense majorité des Rohingyas descend des travailleurs déplacés par les colons. NdA.

[9Myanmar’s Rohingya insurgency has links to Saudi, Pakistan”, Simon Lewis, Reuters, December 16, 2016.

[10Speech by Aung San Suu Kyi at 71st UN General Assembly”, by Aung San Suu Kyi, Voltaire Network, 21 September 2016.

[11Towards a peaceful, fair and prosperous future for the people of Rakhine, Advisory Commission on Rakhine State, August 2017.

[12We won’t Leave Rohingya Muslims Alone”, Presidency of the Republic of Turkey, September 1, 2017.

[13Rezaei urges Muslim states to defend Rohingya Muslims”, Mehr Agency, September 6, 2017.

[17Aung San Suu Kyi speech on National Reconciliation and Peace”, by Aung San Suu Kyi, Voltaire Network, 19 September 2017.

[18«OIC Contact Group on Rohingya calls for UN Resolution on Myanmar», Organisation of Islamic Cooperation, September 19, 2017.

[20The Rohingyas : Inside Myanmar’s Hidden Genocide, Azeem Ibrahim, Hurst, 2016.

[21Comment le Djihad est arrivé en Europe, Jürgen Elsässer, préface de Jean-Pierre Chevènement, éditions Xenia, 2006.