[في ما يلي مقتطفات تتعلق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة.]

السيد رئيس المجلس، السيد نائب الرئيس، أعضاء الكونغرس، السيدة الأولى للولايات المتحدة الأميركية، المواطنون الأميركيون:

* * * *

لقد طوت أميركا أخيرًا الصفحة على عقود من الصفقات التجارية غير العادلة التي ضحت بازدهارنا وأرسلت إلى الخارج شركاتنا، ووظائفنا، وثروتنا. لقد خسرت بلدنا ثروتها ونحن بصدد استرجاعها.

إن حقبة الاستسلام الاقتصادي قد ولّت تمامًا إلى غير رجعة.

ومن الآن فصاعدا، فإننا نتوقع أن تكون العلاقات التجارية عادلة ومتبادلة.

سوف نعمل على إصلاح الصفقات التجارية السيئة والتفاوض على صفقات جديدة ستكون جيدة، لكنها ستكون عادلة.

وسوف نحمي العمال الأميركيين والملكية الفكرية الأميركية، من خلال التطبيق الصارم لقواعدنا التجارية.

* * * *

في الأشهر الأخيرة، اجتمع أعضاء حكومتي على نطاق واسع مع كل من الديمقراطيين والجمهوريين لصياغة نهج قائم على توافق الحزبين لإصلاح نظام الهجرة. …
وفي ما يلي الركائز الأربع لخطتنا:

الركيزة الأولى لإطار عملنا توفر بسخاء مسارا للحصول على الجنسية لــ 1.8 مليون مهاجر غير شرعي جلبهم إلى هنا والداهم في سن مبكرة – وهو ما يغطي حوالى ثلاثة أضعاف عدد الأشخاص الذين غطتهم الحكومة السابقة. وبموجب خطتنا، فإن أولئك الذين يستوفون متطلبات التعليم والعمل، ويُظهرون أنهم شخصيات حسنة الأخلاق، سيكون بمقدورهم أن يصبحوا مواطنين كاملي الأهلية في الولايات المتحدة على مدى فترة تستغرق 12 عامًا.

والركيزة الثانية تؤمّن الحدود تأمينا تامًا. وذلك يعني بناء سور عظيم على الحدود الجنوبية، وهذا يعني توظيف المزيد من الأبطال … للحفاظ على سلامة وأمن مجتمعاتنا. والأهم من ذلك أن خطتنا تغلق الثغرات الرهيبة التي يستغلها المجرمون والإرهابيون لدخول بلدنا – وتنهي أخيرًا الممارسة الرهيبة والخطيرة المتمثلة في “القبض ثم إطلاق السراح.”

والركيزة الثالثة تنهي برنامج تأشيرة القرعة – وهو البرنامج الذي يمنح عشوائيا البطاقات الخضراء (بطاقة الإقامة في الولايات المتحدة) دون أي اعتبار للمهارة، أو الاستحقاق والجدارة، أو سلامة الشعب الأميركي. لقد آن الأوان للبدء في التحرك نحو نظام هجرة قائم على الاستحقاق والجدارة – نظام يسمح بدخول الأشخاص المهرة الذين يريدون العمل، والذين سيساهمون في مجتمعنا، والذين سيحبون ويحترمون بلدنا.

أما الركيزة الرابعة والأخيرة فهي تحمي الأسرة الأساسية عن طريق إنهاء الهجرة الممتدة. ففي ظل النظام المعيوب الحالي، يمكن لمهاجر واحد أن يجلب عددًا غير محدود تقريبًا من الأقارب البعيدين. وبموجب خطتنا، فإننا نركّز على الأسرة المباشرة ذات القرابة الوثيقة عن طريق تحديد الكفالة لتكون للأزواج والأطفال القصّر فقط. إن هذا الإصلاح الحيوي ضروري، ليس لاقتصادنا فحسب، بل أيضا لأمننا، ومستقبل أميركا.

* * * *

وبينما نعيد بناء قوة أميركا وثقتها في الداخل، فإننا نستعيد قوتنا ومكانتنا في الخارج.

في جميع أنحاء العالم، نواجه أنظمة مارقة، وجماعات إرهابية، ومنافسين مثل الصين وروسيا، وجميعها تتحدى مصالحنا، واقتصادنا، وقيمنا. وفي مواجهة هذه الأخطار الرهيبة، فإننا نعلم أن الضعف هو أضمن طريق للنزاع، وأن القوة التي لا مثيل لها هي أضمن الوسائل للدفاع الحقيقي المتين عن أنفسنا.

ولهذا السبب، فإنني أطلب من الكونغرس إنهاء التخفيض الخطير لنفقات الدفاع، والتمويل الكامل لقواتنا المسلحة العظيمة.

وكجزء من دفاعنا، يجب علينا أن نقوم بتحديث وإعادة بناء ترسانتنا النووية، ونأمل ألا نضطر أبدًا إلى استخدامها، بل أن نجعلها قوية جدًا وذات قدرة عالية حتى تردع أي أعمال عدوانية تقوم بها أي دولة أخرى أو أي كيان آخر. ولعل يومًا ما في المستقبل ستكون هناك لحظة سحرية تجتمع فيها بلدان العالم لإزالة أسلحتها النووية. للأسف، فإننا لم نصل إلى ذلك بعد، للأسف.

وفي العام الماضي، تعهدتُ أيضًا بأن نعمل مع حلفائنا على محو داعش من على وجه الأرض. وبعد عام واحد، أفتخر بأن أعلن أن التحالف لهزيمة داعش قد حرّر ما يقرب كثيرًا من 100 في المئة من الأراضي التي كان يسيطر عليها هؤلاء القتلة في العراق وسوريا وفي مواقع أخرى أيضًا. ولكن هناك الكثير مما ينبغي عمله. وسنواصل معركتنا حتى هزيمة داعش.

* * * *

إن الإرهابيين الذين يفعلون أمورًا من قبيل وضع القنابل في مستشفيات المدنيين هم أشرار. وليس لدينا خيار سوى إبادتهم عندما يكون ذلك ممكنا. وعند الضرورة، يجب أن نكون قادرين على احتجازهم واستجوابهم. ولكن يجب أن نكون واضحين: الإرهابيون ليسوا مجرد مجرمين. إنهم مقاتلون أعداء غير شرعيين. وعندما يتم القبض عليهم في الخارج، ينبغي معاملتهم على حقيقتهم كإرهابيين.

لقد أطلقنا في الماضي سراح المئات والمئات من الإرهابيين الخطيرين، فقط لنلتقي بهم مرة أخرى في ساحة المعركة – بمن فيهم زعيم داعش، البغدادي. الذي قبضنا عليه، وكان بين أيدينا، ثم أطلقنا سراحه.

ولذلك، فإنني اليوم أوفي بوعد آخر. لقد وقعتُ للتو أمرًا بتوجيه الوزير ماتيس – الذي يقوم بعمل عظيم. أشكرك – على إعادة النظر في سياستنا الخاصة بالاحتجاز العسكري، وإبقاء مرافق الاحتجاز في غوانتانامو باي مفتوحة.

وإنني أطلب إلى الكونغرس أن يضمن لنا، في المعركة ضد تنظيمي داعش والقاعدة، أن نواصل امتلاك كل القوة اللازمة لاحتجاز الإرهابيين – أينما نطاردهم وأينما نجدهم. وفي كثير من الحالات سيكون مكانهم غوانتانامو باي.

كما أن محاربينا في أفغانستان قد بات لديهم أيضا قواعد جديدة للاشتباك. ولم يعد أفراد جيشنا، الذين يعملون إلى جانب شركائهم الأفغان الشجعان، تُقوّض جهودهم بالجداول الزمنية المصطنعة، ولم نعد نخبر أعداءنا بخططنا.

كما اتخذت في الشهر الماضي أيضا إجراء كان قد أقره مجلس الشيوخ الأميركي بالإجماع قبل أشهر فقط: لقد اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وبعد ذلك بوقت قصير، صوتت عشرات البلدان في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد حق أميركا السيادي في اتخاذ هذا القرار. وفي العام 2016 ، أرسل دافعو الضرائب الأميركيون بسخاء إلى تلك البلدان ذاتها أكثر من 20 بليون دولار على شكل معونات.

هذا هو السبب، في أنني هذه الليلة أطلب من الكونغرس تمرير التشريعات للمساعدة في ضمان أن تخدم أموال المعونات الخارجية الأميركية دائما المصالح الأميركية، وبأنها ستذهب فقط إلى أصدقاء أميركا، وليس إلى أعداء أميركا.

وإننا إذ نعزز عرى الصداقات في جميع أنحاء العالم، فإننا نعيد أيضا توضيح الحقائق حول خصومنا.

وعندما انتفض الشعب الإيراني ضد جرائم ديكتاتوريته الفاسدة، لم ألتزم الصمت. إن أميركا تقف إلى جانب الشعب الإيراني في نضاله الباسل من أجل الحرية.

وإنني أطلب من الكونغرس معالجة العيوب الأساسية في الاتفاق النووي البغيض المبرم مع إيران.

وقد فرضت حكومتي أيضا عقوبات صارمة على النظامين الدكتاتوريين الشيوعيين والاشتراكيين في كل من كوبا وفنزويلا.

ولكن لم يقم أي نظام بقمع مواطنيه بشكل كلي أو وحشي أكثر مما قام به النظام الدكتاتوري الوحشي في كوريا الشمالية.

إن سعي كوريا الشمالية المتهور إلى حيازة الصواريخ النووية يمكن أن يهدد وطننا قريبا جدا.

إننا نشن حملة لممارسة أقصى قدر من الضغط للحيلولة دون حدوث ذلك.

وقد علمتنا التجارب السابقة أن التهاون والتنازلات لا تجلب سوى العدوان والاستفزاز. ولن أكرر أخطاء الحكومات السابقة التي أوصلتنا إلى هذا الوضع الخطير جدا.

إننا لا نحتاج سوى إلى النظر فقط إلى نظام كوريا الشمالية الفاسد بطبعه لفهم طبيعة التهديد النووي الذي يمكن أن يشكله على أميركا وعلى حلفائنا.

أوتو وارمبير كان طالبا مجدا ودؤوبا في جامعة فيرجينيا، وكان طالبا ممتازا. وحين كان في طريقه للدراسة في الخارج في آسيا، انضم أوتو إلى إحدى الرحلات السياحية المتوجهة إلى كوريا الشمالية. وفي ختام الرحلة، ألقي القبض على هذا الشاب الرائع واتهم بارتكاب جرائم ضد الدولة. وبعد محاكمة مشينة، حكمت الديكتاتورية على أوتو بالسجن لمدة 15 عاما مع الأشغال الشاقة، قبل أن يعود إلى أميركا في شهر حزيران/يونيو الماضي – وقد أصيب إصابات بالغة وكان مشارفًا على الموت. ثم توفي بعد عودته بعدة أيام فقط.

ووالدا أوتو الرائعان، فريد وسيندي وارمبير، معنا الليلة – مع شقيق أوتو وشقيقته، أوستن وغريتا. تفضلوا. فأنتم شهود أقوياء على الخطر الذي يهدد عالمنا، وقوتكم تلهمنا جميعا. شكرا جزيلا. شكرا لكم. هذه الليلة، نتعهد بتكريم ذكرى أوتو بالعزم الأميركي.

وأخيرا، ينضم إلينا شاهد آخر على الطبيعة المشؤومة لهذا النظام. إنه السيد جي سيونغ هو.

في العام 1996، كان سيونغ صبيًا صغيرًا يتضور جوعا في كوريا الشمالية. وفي يوم من الأيام، حاول سرقة فحم من عربة السكك الحديدية لمقايضته مقابل ما تيسر من فتات الطعام، الذي كان من الصعب جدا الحصول عليه. وخلال قيامه بهذه العملية، أغمي عليه على قضبان القطارات. بسبب الجوع الذي أنهكه. واستيقظ ليجد القطار يمر فوق قدميه. وتحمل الكثير نتيجة بتر أطرافه دون أن يتلقى أي شيء لتخفيف الألم أو الأذى. وقد قدم له شقيقه وشقيقته ما تيسر من الطعام القليل الذي كان لديهما لمساعدته على التعافي أما هما فقد أكلا التراب – ما أدى إلى إصابتهما بالتقزم وتوقف النمو لديهما بشكل دائم. وفي وقت لاحق، تعرض للتعذيب على يد سلطات كوريا الشمالية بعد عودته من زيارة قصيرة إلى الصين. وقد أراد جلادوه معرفة ما إذا كان قد التقى بأي شخص من المسيحيين. وقد فعل. وعقد العزم على أن يكون حرا.

لقد قطع سيونغ هو آلاف الأميال على العكازات وهو يتنقل في جميع أنحاء الصين وجنوب شرق آسيا سعيًا نحو الحرية. وتبعه معظم أفراد عائلته. وقد تم القبض على والده وهو يحاول الهرب، وتعرض للتعذيب حتى الموت.

وهو اليوم يعيش في صول، حيث يقوم بإنقاذ المنشقين الآخرين، ويبث إذاعة إلى كوريا الشمالية تحمل أكثر ما يخشاه النظام – وهو الحقيقة.

لقد أصبح لديه اليوم ساق جديدة ، ولكن سونغ-هو، وأنا أفهم أنك لا تزال تحتفظ بتلك العكازات القديمة كي تتذكر طول المسافة التي قطعتها. تضحياتك العظيمة مصدر إلهام لنا جميعا تفضل. شكرا.

قصة سيونغ هو تمثل شهادة على اشتياق كل روح بشرية للعيش في حرية.

وكان هذا الاشتياق نفسه للحرية هو الذي أنجب قبل حوالى 250 سنة خلت مكانا خاصا اسمه أميركا. كان عبارة عن مجموعة صغيرة من المستعمرات التي قامت بين المحيط العظيم والبر الشاسع. كانت موطنا لأناس رائعين لديهم فكرة ثورية وهي: أنهم يمكن أن يحكموا أنفسهم. وأن يتمكنوا من تقرير مصيرهم. وأنهم معا، يمكن أن ينيروا العالم بأسره.

وهذا ما كانت عليه بلادنا دائما. وهذا ما يقف من أجله دائما الأميركيون، ويكافحون دائما في سبيله، ويفعلونه دائما.