بدأت للتو العمليات الكبرى في الشرق الأوسط لتنفيذ خطة ترامب كوشنر لفلسطين، والتي وصفت بأنها "صفقة القرن".

بتنا نعرف الكثير عن جوانب هذه الخطة التي نوقشت هنا أو هناك، ولكن لا شيء تقريبا مؤكد، ماخلا أن جميع الفلسطينيين سوف يحصلون على جنسية (لن يعودوا لاجئين). ومن الممكن أن لا تستند الخطة إلى القانون والعدالة، بل إلى الحقائق على الأرض، لإنهاء صراع متجذر منذ سبعين عاما.

من الضروري للبيت الأبيض أن يتأكد بأن أيا من أطراف الصراعات الإقليمية العديدة، لا يشكل عائقا دون الحل المُتخيل.

لذا، ترفض السلطة الفلسطينية في الوقت الحالي الحوار مع الولايات المتحدة، نظرا لأنها تعارض "حل الدولتين". بينما هدد المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، سالم الفلاحات، (نيابة عن حماس) بأن أي شخص يدعم خطة ترامب، سوف يُقتل، كما حصل للرئيس السادات.

ولكونه يعارض بدوره "حل الدولة الواحدة"، أصدر رئيس الوزراء نتنياهو قانونًا أساسيًا يعرّف إسرائيل كدولة يهودية ( أي من دون العرب، بما في ذلك الدروز، والمسيحيين).

وأكد عاهل المملكة العربية السعودية أنه لن يدعم أي خطة تتعارض مع مطالب واقتراحات الأمير عبد الله للسلام، والتي تبنتها جامعة الدول العربية.

أما فيما يخص إيران، فقد اقترح الرئيس ترامب الاجتماع مباشرة مع نظيره الشيخ روحاني الذي لم يلب الدعوة. بعد ذلك أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو، في 16 آب- أغسطس، عن إنشاء مجموعة العمل لإيران (Iran Action Group)، والتي لاتهدف إلى تغيير النظام الإسلامي، بل إلى استبعاد المجموعة الدينية التي يمثلها الشيخ روحاني.

وفيما يتعلق بسوريا، يمكن شكر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، الذي سيحل مكانه البلغاري نيكولاي ملادينوف.

الأول هو رجل جيفري فيلتمان، في حين أن الثاني (الممثل الحالي لفلسطين) مرتبط بجورج سوروس، وحلف شمال الأطلسي. وقد ساعد في تصميم الجزء الاقتصادي من خطة ترامب- كوشنر.

اقترح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس نشر قوة تابعة للأمم المتحدة، من الشرطة أو الجيش، لضمان أمن السكان في الأراضي الفلسطينية (والتي سوف تٌحرم من هذه الخاصية الأساسية للسيادة ).

في هذه الأثناء، تضغط روسيا على غوتيريس للتخلص من نائبه المزعج، جيفري فيلتمان.

قال دونالد ترامب في اجتماع عُقد في مدينة تشارلستون بولاية فيرجينيا الغربية يوم 22 آب-أغسطس، أنه بعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فإن دور الفلسطينيين هو أن يكون لديهم شيء جيد لهم، وعلى إسرائيل أن تدفع الثمن.

يمكن للرئيس دونالد ترامب أن يكشف عن خطة البيت الأبيض للمنطقة أثناء انعقاد الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ستبدأ في 18 أيلول-سبتمبر القادم.

ترجمة
سعيد هلال الشريفي