نفتالي بينيت و أولاف شولتس في مركز ياد فاشيم. ألمانيا واسرائيل تكتشفان حجم المشكلة.
المصدر: المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة

أيأتي هذا المقال في سياق:
 ١ تريد روسيا أن تجبر الولايات المُتّحدة الأمريكية على احترام ميثاق الأُمم المُتّحدة، ٤ كانون الثّاني ٢٠٢٢.
https://www.voltairenet.org/article215200.html
 ٢ تواصل واشنطن مشروع مؤسّسة راند في كازاخستان، ثمّ ترانسنيستريا، ١١ كانون الثّاني ٢٠٢٢.
https://www.voltairenet.org/article215272.html
 ٣ واشنطن ترفض الإستماع إلى روسيا والصّين، ١٨ كانون الثاني ٢٠٢٢.
https://www.voltairenet.org/article215365.html
 ٤ واشنطن ولندن مُصابتان بالطّرش، ١ شباط ٢٠٢٢.
https://www.voltairenet.org/article215468.html
 ٥ واشنطن ولندن تحاولان أن تحميا هيمنتهما على أوروبا، ٨ شباط ٢٠٢٢.
https://www.voltairenet.org/article215574.html
 ٦ طريقتان مُختلفتان في التّعامل مع القضيّة الأوكرانية، ١٥ شباط ٢٠٢٢.
https://www.voltairenet.org/article215673.html
 ٧ واشنطن تقرع طبول نصرٍ قادم، حلفاؤها ينسحبون، ٢٢ شباط ٢٠٢٢.
https://www.voltairenet.org/article215769.html
 ٨ فلاديمير بوتين يعلن الحرب على أتباع ليو ستراوس، ١ آذار ٢٠٢٢.
https://www.voltairenet.org/article215863.html
 "٩."زُمرةٌ من المُخَدَّرين والنّيونازيّين
https://www.voltairenet.org/article215864.html

تجد اسرائيل نفسها امام معضلة غير متوقّعة فيما يخصّ الأزمة الأوكرانية: هل هو صحيح، كما تدّعي موسكو، أنّ البلاد تحكمها "زمرة من النّيو-نازيّين" يموّلها يهود أوكرانيون وأمريكيون؟ إذا كان ذلك صحيحاً، من واجب تل أبيب المعنوي أن توضّح موقفها من اليهود الدّاعمين للنّازية، بمعزلٍ عن أيّ موقف مُتَّخَذ من الأزمة.

السّؤال مرير، خصوصاً بالنّظر إلى أنّ اليهود المعنيّين، اللّذين يموّلون ويستخدمون الفصائل النّازية المُسلّحة، يشكّلون مجموعة صغيرة تضمّ على الأكثر مائة شخص، السّتراوسيّين، ويتركّزون اليوم في السّلطة، كفريق عمل أساسي للرّئيس جو بايدن.

ماذا يمثّل النّيونازيّون الاوكرانيّون؟

في شباط ٢٠١٤، شكّلت "ثورة الكرامة"، المُلقّبة ايضاً "يورومايدان"، عمليّة انقلاب على النّظام رعتها السّتراوسيّة فيكتوريا نولاند، مساعدة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ثمّ وزير الخارجية جون كيري. ضمن هذه الإطار، قامت مجموعة من المُشاغبين الدّاعمين لنادي ميتاليست خاركيف، "سيكت ٨٢"، باحتلال اماكن عمل حاكمية المحافظة والإعتداء على موظّفي النّظام السّابق.

عندما أصبح وزيراً للدّاخلية، بعد أن كان حاكم خاركيف أيّام النّظام السّابق وأحد مُنظّمي جائزة يورو ٢٠١٢، أعطى أرسين أفاكوف الإذن بتكوين مجموعة شبه عسكرية من ١٢٠٠٠ شخص، مُتركّزة حول مُشاغبي "سيكت ٨٢" لحماية "الثّورة". في ٥ أيار ٢٠١٤، تكوّنت "فرقة أزوف" أو "فيلق الشّرق"، تحت قيادة أندري بيليتسكي.

هذا الأخير، ولقبه "الفيورر الأبيض" هو أحد مُنَظّري النّازية، وكان قائد "وطنيّي أوكرانيا"، وهي مجموعة نيونازية صغيرة جدّاً، مُناصرة لفكرة أوكرانيا كبرى ومُعادية جدّاً للشّيوعية.

كوّن أندري بيليتسكي ودميترو ياروش سويّاً "القطاع الأيمن"، الّذي لعب دوراً اساسياً على ساحة مايدان في عام ٢٠١٤. هذه المُنظّمة المعادية علناً لليهود وللمثليّين، كانت مموّلة من جانب عرّاب المافيا الأوكرانية، الملياردير اليهودي إغور كولومويسكي. على الصّعيد الدّولي، "القطاع الأيمن" معاديٌ بشدّة للإتّحاد الاوروبي ويريد على العكس تشكيل حلف يضمّ دول اوروبا الوسطى والبلطيق، "الإنترماريوم". لحسن حظّهم، يتوافق ذلك مع أفكار السّتراوسيّين، اللّذين يعتبرون، منذ تقرير بول ولفويتز عام ١٩٩٢، أنّ الإتّحاد الأوروبي هو غريمٌ أخطر على الولايات المُتّحدة من روسيا. لا تنسوا المحادثة الهاتفيّة الّتي تمّ اختراقها، بين السّيدة نولاند وسفير الولايات المُتّحدة، حيث اعلنت له أنّها تنوي "نكح مؤخّرة الإتّحاد الأوروبي" (كذا).

دميترو ياروش هو عميل ستاي بيهايند تابع للنّاتو، أقام مع الأمير دوكو عمروف مؤتمراً معادياً لروسيا في مدينة تيرنوبول، عام ٢٠٠٧، تحت مراقبة فيكتوريا نولاند الشّديدة، عندما كانت سفيرة الولايات المُتّحدة إلى النّاتو. جمع ياروش النيونازيين من كلّ اوروبا والإسلاميّين من الشّرق الأوسط، لخوض الجهاد في الشّيشان ضدّ روسيا. عقب ذلك، أصبح قائد منظّمة "رمح ستيفان بنديرا الثّلاثي" (أو تريازوب)، وهي مجموعة صغيرة جدّاً تمجّد المتعاونين الأوكرانيين مع النّازية. بحسب ستيفان بنديرا، الأوكرانيون الأصليون هم من أصول إسكندنافيّة وبروتو-جِرمانية، ولكنّهم تمازجوا لسوء الحظّ مع السّلاف، الرّوس، بدلاً عن محاربتهم وإخضاعهم كما كان يجب. عام ٢٠١٣، تمّ تدريب رجال ياروش ويافعون من مجموعة أخرى في فنون قتال الشّوارع، على يد مدرّبي النّاتو في بولّندا. تمّ انتقادي بشدّة في تلك الفترة عندما كشفتُ ذلك، لأنّني كنت قد سمّيت جريدة ساخرة ضمن مراجعي، ولكنّ المدّعي العام البولّندي باشر تحقيقاً بذلك، بطبيعة الحال دون أن يصل إلى خاتمته يوماً، لأنّه ذلك كان ليورّط وزير الدّفاع [1].

خلال صيف ٢٠١٤، كانت فرقة ازوف تضمّ كلّ هذه الفصائل النّيونازية، ولكن لم يقتصر الأمر على ذلك. تمّ إرسالهم ليحاربوا ثوّار دونيتسك ولوهانسك، وهو أمرٌ فرحوا للغاية به. تمّت زيادة رواتبهم لتعادل أكثر من ضعفَي رواتب الجنود العاديّين. إستولت الفرقة على مدينة مارينكا من جمهورية دونيتسك، حيث ارتكب مجزرةً "بالإنفصاليّين"

أمرت الحكومة الإنتقالية الحرس الوطني بضمّ فرقة أزوف وتحييد بعض القادة النّازيّين منها. أصبحت فرقة أزوف بذلك "فوج أزوف التّابع للحرس الوطني".

في انتخابات تشرين الأول ٢٠١٤، تمّ انتخاب قائدَين نازيَّين من فوج أزوف في الرّادا (المجلس النّيابي الأوكراني)، اندري بيليتسكي وأوليغ بيترنكو. كان "الفيورر الأبيض" يشغل مقعده وحيداً، أمّا بترنكو فقد انضمّ إلى المجموعة البرلمانية الداعمة للرّئيس بيترو بوروشينكو.

في آذار ٢٠١٥، اتّفق وزير الدّاخلية (ارسين افاكوف) مع البنتاغون على أن تقوم القوّات الأمريكية الخاصّة بتدريب فوج أزوف عسكريّاً، ضمن إطار عمليّة "الحارس الّذي لا يتعب". على الفور، ندّد النّائبان جون كونيِرز (ديموقراطي، ميشيغان) وتيد يوهو (جمهوري، فلوريدا) بعملٍ جنوني. كلاهما ادّعيا بأنّ تسليح الإسلاميين في افغانستان كان قد سمح بتكوّن تنظيم القاعدة وتعميم الإرهاب. أقنع المذكوران زملاءهم أنّ الولايات المُتّحدة غير قادرة على تسليح النّيونازيّين دون التّعرّض لخطر دفع الثّمن في يومٍ لاحق. منع البرلمانيّون البنتاغون بذلك من تدريب وتسليح فوج أزوف بقاذفات صواريخ "مانباد" خلال التّصويت على موازنة الدّفاع [2]. ولكنّ البنتاغون تمكّن من فرض سحب التّعديل [3]، ممّا أدّى إلى احتجاجاتٍ من مركز سيمون فيزنثال.

جون ماكين: "فرحٌ بالتّجوّل مع فرقة دنيبرو-١ للحماية البرّيّة و قائدها بيريزا، والتّعرّف على المتطوّعين في دنيبروبيتروفسك #اوكرانيا"

خلال هذه الفترة، زار السّيناتور جون ماكين (جمهوري، أريزونا)، المناصر لفكرة دعم أعداء روسيا، والمتمتّع بعلاقاتٍ مع قادة تنظيم القاعدة ثمّ داعش في ليبيا، لبنان، وسوريا [4]، بزيارة وِحدة من فوج ازوف،" دنيبرو-١". هنّأ ماكين بشدّه النّازيّين الشّجعان المُعاديين لروسيا، تماماً مثلما هنّأ سابقاً الجهاديّين الشّجعان.

بذلك بدأ فوج أزوف بالتّجنيد من خارج البلاد، أي من الغرب بكامله، خصوصاً من البرازيل، كرواتيا، اسبانيا، الولايات المتّحدة، فرنسا، اليونان، ايطاليا، سلوفاكيا، تشيكيا، إسكندينافيا، المملكة المُتّحدة، وروسيا. كلّ هذا بالرّغم من اتّفاقات مينسك، الّتي ضمنتها فرنسا وألمانيا، والّتي تمنع سلطات كييف رسمياـ من تجنيد المرتزقين من الخارج. نظّم فوج ازوف أيضاً مخيّمات لليافعين، لاستقبال ١٥٠٠٠ مراهق، ومنظّمات للمدنيّين، على نحوٍ يرفع عدد أعضاء هذا الفوج إلى حوالي ١٠٠٠٠ رجل، وعلى الأقلّ ضعفهم من "المُناصرين". أعلن بيليتسكي أنّ هدف الفوج التّاريخي هو "توحيد الأعراق البيضاء من العالم بأكمله، لحملة أخيرة تضمن بقاءها (...)، حملة ضدّ من هم دون البشر، اللّذين يقودهم اليهود".

يوثّق تقريران للأمير زيد رعد الحسين، بصفته مفوّضاً أعلىً للأمم المتّحدة لشؤون حقوق الإنسان، جرائم الحرب الّتي ارتكبها فوج أزوف [5].

عام ٢٠١٧، اجتمعت بعثة رسمية من النّاتو، تضمّ ضبّاطاً أمريكيين وكنديّين، بشكلٍ رسمي، مع فوج أزوف.

كرّست العديد من وسائل الإعلام تقريرات عن الفصائل النّيونازيّة الأوكرانية. جميعهنّ، دون استثناء، كانت قد روّعتهنّ أيديولوجية وعنف فوج أزوف. على سبيل المثال، حذّرت صحيفة هافنغتون بوست من تراخي المسؤولين الاوكرانيين في مقالٍ بعنوان: "ملاحظة لأوكرانيا: توقّفوا عن تبييض الملفّ السّياسي" [6].

عام ٢٠١٨، تنازع مكتب التحقيقات الفدرالي من جديد مع وكالة الإستخبارات المركزية. السّبب، هذه المرّة، كان يتعلّق بالنّيونازيّين الأمريكيين اللّذين كانوا قد تدرّبوا على يد فوج أزوف، وعادوا ليرتكبوا اعمال عنف على الأراضي الأمريكية. كان هذا العدوّ الدّاخلي، "حركة الإرتقاء إلى الأعلى" (رام)، قد درّبته وكالة الإستخبارات المركزيّة في اوكرانيا [7].

بعد أحداث كرايستشيرتش (في نيوزيلندا)، حيث سقط ٥١ قتيل و٤٩ جريح في تشرين الأول ٢٠١٩، كاتَبَ ٣٩ عضو من مجلس المُمَثّلين الامريكيين وزارة الخارجية، مطالبين بأن يعتبر فوج أزوف "منظّمة ارهابية خارجية"، لأنّ الإرهابي النّيوزيلندي كان قد عاشر المنظّمة الأوكرانية.

في ٢٠٢٠، وقّع الملياردير إريك برينس، مؤسّس جيش بلاكواتر الخاص، على عدّة عقود مع اوكرانيا. إحدى هذه العقود كانت تعطيه كامل الحرّيّة في توجيه فوج أزوف. كان برينس يمنّي النّفس بوضع يده على قطاع صناعة السّلاح الأوكراني، الّذي ورثته البلاد من الإتّحاد السّوفياتي [8].

في ٢١ تمّوز ٢٠٢١، وقّع الرّئيس زلنسكي على مرسوم تنفيذ قانون متعلّق "بالشّعوب الأصلية". يعطي هذا القانون حقوق الإنسان والمواطن والحرّيّات الاساسية فقط للأوكرانيين من أصول سكاندينافية أو جرمانية، ويُقصي ذوي الأصول السّلافية. هذا أوّل قانون عرقي يتمّ تبنّيه في اوروبا منذ ٧٧ عام.

باقتراح من فيكتوريا نولاند، في ٢ تشرين الثّاني ٢٠٢١، عيّن الرئيس فولوديمير زيلينسكي دميترو ياروش مستشاراً لقائد الجيوش الأوكرانية، الجنرال فاليري زالوزنيه، وكلّفه مهمّة تحضير هجوم على الدّونباس والقرم. يجب تذكّر أنّ ياروش نازي، بينما نولاند وزيلينسكي يهود أوكرانيين ( أصول نولاند أوكرانية، و أصبحت أمريكية اليوم).

في ثماني سنوات ، من تغيير النظام إلى العملية العسكرية الروسية غير المدرجة ، قتل النازيون الجدد في أوكرانيا ما لا يقل عن 14000 أوكراني.

فولوديمير زيلينسكي: "إلى العالم بأسره: ما الهدف من ترديد مقولة ((لن يُعاد ذلك يوماً))، إذا بقي العالم صامتاً عندما تسقط قنبلة على موقع مجزرة بابي يار؟ على الأقل ٥ قتلى. التّاريخ يتكرّر...

معضلة اسرائيل المعنويّة

أجاب الرّئيس زيلينسكي على نظيره الرّوسي الّذي ندّد" بزمرةٍ من النّيونازيّين" في الحكم في كييف بأنّ ذلك مستحيل، لأنّه يهودي. زاد زيلينسكي الطّين بلّة عندما، في اليوم السّادس من الصّراع، اتّهم روسيا بقصف موقع بابي يار حيث تعرّض ٣٣٠٠٠ يهودي لمجزرة نازية. إذاً، إدّعى أنّه لا يدعم النّازيّين، ثمّ ادّعى أنّ الرّوس يمحون آثار جرائم النّازيّة.

دون انتظار أو تفكير، اصدرت مؤسّسة ياد فاشيم الإسرائيلية، الّتي ترعى ذكرى "الحلّ النّهائي للمسألة اليهودية" بياناً غاضباً. بدا من غير المقبول للإسرائيليين بأن تقارن روسيا اليمين المتطرّف الاوكراني بنازيّي المحرقة، وأن تقصف بعد ذلك مركزاً للتّذكّر.

في تلك الأوقات تَوجّه صحافيّون اسرائيليون إلى موقع الجريمة ليلحظوا أنّه لم يتعرّض للقصف على الإطلاق. كان الرّئيس الاوكراني إذاً يكذب. ثمّ دعا دميتري بيسكوف (المتحدّث بِاسم الرّئيس بوتين) مركز ياد فاشيم إلى إرسال بعثة إلى اوكرانيا لتلحظ بِأمّ أعينها، تحت حماية الجيش الرّوسي، عمّا كان الرّئيس بوتين يتكلّم.

لحق بذلك صمتٌ طويل. ماذا لو كان الكرملين، مثل مركز سيمون فيزنثال قبله، يقول الحقيقة؟ وماذا لو كان اليهود السّتراوسيون في الولايات المُتّحدة، القائد اليهودي الأوكراني إغور كولومويسكي، وموظّفه الرّئيس اليهودي فولوديمير زيلينسكي، يعملون مع نازيّين حقيقيّين؟

على الفور، توجّه رئيس الحكومة الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى موسكو، ثمّ استقبل المستشار شولتس في تل ابيب، ثمّ اتّصل هاتفياً بالرّئيس الأوكراني، الّذي تمكّن الجميع من أن يلحظ سوء نيّته. إدّعى الجميع أنّ الهدف وراء هذا السّفر هو محاولة جديدة للوصول إلى السّلام، ولكنّه في الواقع كان يهدف فقط إلى معرفة ما إذا كانت الولايات المتحدة تستند حقّاً إلى نازيّين حقيقيّين. مُحتارٌ امام اكتشافاته، اتّصل بينيت هاتفياً بالرّئيس بوتين بعد أن كان عنده في اليوم السّابق. كذلك، إتّصل بينيت هاتفياً بعدد من قادة دولٍ عضوةٍ في النّاتو أيضاً.

من المُستحسَن أن يعلن نفتالي بينيت عن الأشياء الّتي تأكّد منها، ولكنّ الأمر غير مرجّح، لأنّ ذلك سيفتح ملفّاً منسيّاً، يتعلّق بالعلاقات بين بعض الصّهاينة وبين النّازيّين. لماذا كان دافيد بن غوريون يؤكّد أن زائيف جابوتينسكي فاشيّاً، وربّما نازيّاً؟ من هم اليهود اللّذين رحّبوا بشدّة بوصول بعثة رسمية للحزب النّازي إلى فلسطين، قبل وصول ادولف هتلر إلى السّلطة، بينما كان هذا الحزب يستهدف اليهود في المانيا؟ من الّذي ناقش وقَبِلَ عام ١٩٣٣ باتّفاق نقل اليهود إلى فلسطين (اتّفاق "هعفارا") واحتفظ بمكتبٍ في برلين حتّى عام ١٩٣٩؟ جميعها أسئلة يتركها المؤرّخون عادةً دون جواب. واليوم، هل من الدّقيق، كما يدّعي العديد من الشّهود، أنّ البروفسّور ليو ستراوس كان يعلّم تلاميذه أنّ من واجبهم بناء ديكتاتورية عالمية، باستخدام وسائل النّازيّين ذاتها، لمنع وقوع محرقة جديدة؟

على ما يبدو، لم يعتنق نفتالي بينيت رواية اوكرانيا والنّاتو، بل أعلن أن الرّئيس الرّوسي لم يكن يرعى نظريّات مؤامرة، لم يفقد عقله، ولا يعاني من مرض نفسي. على العكس، عندما سُئِلَ عن دعم الدّولة اليهودية له، أجاب الرّئيس زيلينسكي: "لقد تحدّثت مع رئيس حكومة اسرائيل. أقول لكم بصراحة، وقد يبدو ذلك مهيناً، لكنّي أعتقد أنّ من واجبي قول ذلك: علاقاتنا ليست سيئة، ليست سيّئة على الإطلاق. ولكنّ العلاقات تُمتَحَن في اوقاتٍ كهذه، في الاوقات الأشدّ صعوبة، عندما يكون الدّعم مطلوب. ولا أعتقد أنّه (بينيت) يلفّ نفسه بِرايتنا".

على إسرائيل الانسحاب من الصراع الأوكراني. إذا غير رأيه فجأة بشأن شيء آخر ودخل في معركة مع واشنطن ، فستعرف السبب.

فلندعم شبكة فولتير

منذ ٢٧ عاماً، تناضل شبكة فولتير في سبيل حرّيّة التّفكير، المساواة في الحقوق، وروح التآخي في السّلاح. أعمالنا باتت تُترجم إلى لغاتٍ عديدة، و غَدَوْنا مصدر تحليل للعلاقات الدّوليّة يستخدمه العديد من الدّيبلوماسيّون، العسكريّون، الجامعيّون، و الصّحافيّون حول العالم.

لسنا فقط صحافيّون، بل ايضاً وخصوصاً مواطنين يدافعون عن ميثاق الأمم المُتّحدة و المبادئ العشرة المُعلن عنها في مؤتمر باندونغ. نحن لا نروّج لا لِأيديولوجيّة ولا لنظرة معيّنة للعالم، و لٰكنّنا نبحث عن تطوير التّفكير النّقدي عند قُرّائنا. نحن نفضّل التّفكّر على الإعتقاد، والبراهين على القناعات.

شاركوا عبر:
 التّبرّع بمبلغ ٢٥ يورو
https://buy.stripe.com/8wMaGSbCC7xo4Ug001
 التّبرّع بمبلغ ٥٠ يورو
https://buy.stripe.com/9AQ16i2222d42M87su
 التّبرّع بمبلغ ١٠٠ يورو
https://buy.stripe.com/aEU6qC5ee3h8biEeUX
 أو عبر تعهّدكم بأن تَهِبوا ١٠ يورو شهرياً.
https://buy.stripe.com/14k9CObCC2d44UgeUU
 التّبرّع بمبلغ ٥٠٠ يورو
https://buy.stripe.com/00g8yK4aaaJA86s4gk
 التّبرّع بمبلغ ١٠٠٠ يورو
https://buy.stripe.com/dR68yK5ee5pgdqM8wB

الفضل في صمودنا يعود لتشجيعكم لنا.

[1« Ukraine : la Pologne avait formé les putschistes deux mois à l’avance », par Thierry Meyssan, Réseau Voltaire, 17 avril 2014.

[3«Congress Has Removed a Ban on Funding Neo-Nazis From Its Year-End Spending Bill», James Carden, The Nation, January 14, 2016.

[4«John McCain, le chef d’orchestre du « printemps arabe », et le Calife », par Thierry Meyssan, Réseau Voltaire, 18 août 2014.

[5Report on the human rights situation in Ukraine 16 November 2015 to 15 February 2016 and Report on the human rights situation in Ukraine 16 February to 15 May 2016, Office of the United Nations High Commissioner for Human Rights. February and November 2016.

[6«Note to Ukraine: Stop Whitewashing the Political Record», Nikolas Kozloff, Huffington Post, March 25, 2015.

[7USA vs Robert Rundo, Robert Boman, Tyler Laube and Aaron Eason, Central district of California, October 20, 2018.

[8« Exclusive : Documents Reveal Erik Prince’s $10 Billion Plan to Make Weapons and Create a Private Army in Ukraine », Simon Shuster, Time, July 7, 2021.