الصحفية "المحنكة" جوديت ميلر

وعدم وجود أي أدلة قطعية عن وجود برنامج التسلح الكمياوي العراقي ماذا يمكن أن يعني؟.كل وضوح وبساطة يعني أن اٍدارة بوش كذبت كثيرا على الشعب الأمريكي وعلى الصحافة والرأي العام الدوليين ، ليس هذافحسب ، بل اٍن الديمقراطية الأمريكية التي يفترض فيها استقلالية السلطات وتجاذبها بما فيها السلطة الرابعة " الاعلام " ، ولينشكف الوجه الحقيقي لهذه الديمقراطية ولكي نستعرض الصورة الحقة لهذه الأخيرة ، لايجب أن يعتقد المواطن أن الدولة هي واجهة الاٍجرام ، بل بالعكس يجب أن نتذكر أن الدولة هي الاٍجرام بعينه ، وأن السياسية النزيهة دورها تسيير الدولة وترشيدها لصالح المواطنين العام [1]

الصحافة الغربية في خدمة الحروب العادلة

ليس مستغربا أن عناصر الاٍدارة الأمريكية في غالبيتهم ينتمون اٍلى الآلة العسكرية الصناعية التي تزج بالمواطنين في سلسلة حروب فتاكة على مسافة 10.000 كلم من حدود وطنهم، كل ذلك بهدف اٍرضاء نهم الشركات البترولية الكبرى المتنافسة من جهة ، واٍرضاء هوس المحافظين الجدد المتعطشين للدماء والحروب . لكن الغريب أن جهاز المعارضة المفترض سواء كان البنتاغون ، أو الاٍعلام الذي وصف منذ 1970 بجهاز السلطة الرابعة ، فهذه السلطة لم تتاونى في مسايرة عملية صنع المعلومات الخاطئة والتي مافتئ البيت الأبيض الأمريكي ينسجها كما يشير الى ذلك Michael Massing في العدد الأخير من مجلة New York Review of Books

ويذكر أن الصحافة الغربية عموما ، والأمريكية خصوصا انتظرت خمس أشهر بعد نهاية الاٍحتلال أي في حوالي سبتمبر 2003 لتبدأ في وضع المعلومات [2] سيقت لتأكيد خبر برنامج العراق المدمر محل التشكيك وهكذا تتجلى لنا الأسباب الحقيقية لتبعية الصحافة للاٍدارة الأمريكية ، فالسبب بكل وضوح هو مسايرة نشاطات دونالد رامسفيلد ، أو ديك تشيني ومراعاة حساباتهما السياسية ، الشيء الذ ي لم يعد مستغربا ، فمنذ نهاية الحرب الباردة واٍنهيار الاٍتحاد السوفييتي ، دخلت الصحافة الغربية في حملة اٍنتفادات موجهة اٍليها بالأساس بسبب ضلوعها وتورطها في مسايرة تطلعات الاٍدارة الأمريكية اٍلى أبعد الحدود .
وسنستطلع تلك الظاهرة الغريبة مثالا بمثال ، فأول حالة من هذا النوع من التبعية يبدأ في رومانيا في قضية تشاوسيسكو ، حيث بثت القنوات الغربية صورا لجثت موهمة الرأي العالمي أنها ضحايا نظام تشاوسيسكو في مدينة تيميزوارا الرومانية .
المثال الثاني كان ابان حرب الخليج الأولى حيث سقطت الصحافة ضحية تلاعبات الادارة الأمريكية ، وكان خير دليل على ذلك اعتراف كثير من الصحفيين،ثم يتكرر المشهد في الصزمال ، رواندا ، تيمور الشرقية ، وأخيرا مع تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001 مع صانعها بن لادن !!!وهوس الأنتراكس ذاك المسلسل الغريب !!انظر المزيد على " الحروب العادلة " و " الحق في التدخل " و " الحروب الانسانية " . [3]قائمة مهازل الصحافة اذن طويلة ومعبرة عن نفسها ، ولايمكن أن نستخلص منها سوى أمر واحد هوأن وسائل الدعاية والاعلام التي تعمدها الاستراتيجية الحربية اليوم ، لم تعد مجرد وسائل للدعاية بل هي الدعاية نفسها .

صحفية مختصة بالدفاع العسكري " مهمة تحت الرقابة "

يعتبر ملف أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة خير مثال لفهم
طريقة تعاطي البيت الأبيض الأمريكي مع الحروب ، وملف العراق كان قد كلف به في واشنطن مسؤول الاتصال المكلف بتسيير "اقتصاديات الحروب " الرئيس السابق لشركة " جنرال موتورز "أندرو كارد، والذي شغل عدة مناصب سياسية في ولاية الرئيس ريغن .أندرو كارد أعلن على النيو يورك تايمز في 07 سبتمبر 2002 أن ادارة بوش استخدمت تقرير التايمزالمشير الى " الاستراتيجية المنظمة الموحية للرأي العام ، الكونغرس و الحلفاء بضرورة مواجهة خطر صدام حسين " وبالنظر الى توقيت توظيف هذه التقارير الاعلامية ،شرح أندرو كارد أنه اذا كانت القضية قد أثيرت مع نهاية شهرأوت وبداية شهر سبتمبر ، فلأنه من وجهة النظر التجارية لايمكنننا الاعلان عن متوج قبل شهره المحدد أوت [4]
هذه الحملة كان لابد لها من صحفي يدعمها ، وسوف تكون بلا شك الصحفية " المحنكة " جوديت ميلر .هذه الصحفية العالمة بجريدة النيويورك تايمز ، تبدو ضحية اعلامية منتقدة ، وكمختصة في شؤون أسلحة الدمار الشامل كتبت عدة مقالات عن صدام حسين ، والحرب الجرثومية .عام 2002 حصلت على جائزة " بوليتزر " مقابل مقالاتها عن الشبكة الارهابية المزعومة " القاعدة " تلك المقالات التي أهلت صحفيتنا لأن تكون واحدة من خبراء مسائل الدفاع الذين يعتمد عليهم من طرف الحكومة الأمريكية ، غير أن تسارع المقالات التي كتبتها كان يتماشر تماما مع أجندة البيت الأبيض الأمريكي.

في 26 أوت 2003 ، ديك تشيني يفتتح حملة حرب المعلومات بتصريحه بعدم وجود برنامج للتسلح النووي بالعراق [5]،يوم07 سبتمبر الصحفية جوديت ميلر وقعت مقالا مشتركا مع مكائيل جوردن ، يشيران فيه الى " أنابيب الألمنيوم " المحتمل استعمالها في تعزيز البرنامج النووي العراقي ، ويذكران هذا معتمدين على معلومات من دوائر الحكومة« [6]، في نفس اليوم ، نائب الرئيس ديك تشيني وفي حصة متلفزة على قناة " ان بي سي " تدعى " لقاءالصحافة"، أكد هذا الأخير معلومة الأنابيب أمام الجمهور معتمدا على مقال جوديت ومكائيل ، وذلك عندما صرح قائلا :" لقد بات واضحا من الآن أن صدام حسين يحاول الحصول "على مواد أولية " لتصنيع القنبلة ".وفي نفس اليوم أيضا كوندوليزا رايس ، وكولن باول يعتمدان نفس الاتهامات ، ثم يليهما بعد ذلك الرئيس بوش نفسه أمام الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة

ويجري الحديث هنا طبعا عن عملية رهيبة " لتبييض المعلومات "ومن أجل تمرير معلومات حيوية من الناحية الاستراتيجية، يعتمد مسؤولو خلية الاعلام بالبنتاغون الى تزويد صحفية خبيرة !!!بمعولمات سرية، هذه الصحفية الخبيرة تتحقق من المعلومات بالرجوع ال المصادر الحكومية صاحبة المصدر ذاتها ، وبعدها يكفي لأصحاب القرار اعتماد مقال الصحفية لتأكيد صحة الخبر ، ومن ثمة اعتبار امقال الصحفية كحجة اضافية تعزز مسعاهم ومنحاهم !!!.
الصحفية دومينيك لورنتز ، والتي بحثت في العلاقات النووية الايرانية الفرنسية متجنبة استعمال الأساليب المنهجية في اثبات مثل هذا النوع من المواضيع ، وخصوصا مايفيد أن الأجهزة السرية هي موجودة لتزويد الدولة بالمعلومات ...! وأن المخبر لما يزود صحفيا بمعلومات منسوجة بالخيط الأبيض فهو لابفعل هذا بدافع انساني صرف ، ولا بدافع مصداقية واخلاص ، بل لأنه مكلف بمهمة اخبارية يمكن أن تكون ذات فائدة وتضيف الصحفية " ...والمشكل الكبير الذي يواجه المعلومات المستقاة من الأجهزة الاستخباراتية هي أنها نادرا ماتكون دقيقة وموثوقة المصدر أو صادرة من أقلام الخبراء الموثوق بهم . وفي حالة ملف الاهاب أو ملف أسلحة الدمار الشامل " الخبراء كانوا هم الذين يتحرون الصدق طبعا
!!!". [7]

جوديت ميلر سلاح التضليل الرهيب في يد البيت الأبيض الأمريكي

مصادر الصحفية جوديت ميلر ليست مصادر حكومية أمريكية صرفة،بل هي تعتمد أيضا على المجلس الوطني العراقي المغارض والذي يتزعمه أحمد شلبي، وفي كل الحالات كان هناك تبادل للبريد الالكتروني بين جوديت ميلر ، ورئيس ادارتها جون بورنس لأجل تحديد المعومات المراد الاعلان عنه .
البريد الأول الصادر من جون بورنس الى جوديت ميلر ، والذي يؤاخذها فيه على كتابة مقال عن أحمد شلبي في الوقت الذي كان فيه فريق جريدتها بنيويورك يستعد ملف عن هذا المعارض المتناقض ، فكان جواب جواب الصحفية جوديت ميلر " أنا أغطي ملف أحمد شلبي منذ أكثر من عشر سنين ، وكتبت العديد من المقالات حوله لصالح جريدتنا ، وعلى الخصوص الملف الكبير الذي أنجزناه حديثا حول هذا الرجل الذي أمدنا بأهم المعلومات عن أسلحة الدمار الشامل [8]

تجدر الاشارة الى أن شلبي كان الممول الرئيس للمعلومات للبنتاغون حسب الصحفي سيمور هيرش [9] وتقريره على جريدة النيوز ويك في نوفمبر 2003 يؤكد أن المعرضين العراقيين زودوا بشكل كبير تقارير ديك تشيني والبنتاغون حول مسالة اسلحة الدمار الشامل العراقية [10]
وبعد انتهاء عملية غزو العراق من طرف الولايات المتحدة الأمريكية كان طبيعيا أن تعود الأضواء لتسلط على الصحفية جوديت ميلر ، فجريدة " ويب زين سلايت " كشفت عن النقاب عن الأكاذيب التي مررتها جوديت ميلر في تقرير مدهش [11]

وفيما يبدو تعتزم الادارة الأمريكية بكل ما تملك حفظ ماء وجه أجهزتها خصوصا بعد غياب أدلة قاطعة عن أسلحة الدمار الشامل العراقية محاولة اختراع وتلفيق حجج أخرى كعادتها ، ولتنفيذ ههذا المخطط تظهر مرة أخرى جوديت ميلر على الساحة في مقال لها في أبريل حيث حملت المعلومات التي أدلى بها خبير عراقي والتي تفيد حسب الصحفية بأن صدام حسسين يكون قد دمر أسلحته فجر يوم الغزو الأمريكي للعراق ، وأن بعض مكونات برنامجه النووي قد أرسلت الى سوريا (لادليل يثبت الى الآن ماذهبت اليه جوديت ميلر ) خصوصا بعد أن علمنا بعدها أن الصحفية لم تتمكن ولا مرة من محاورة هذا الخبير العراقي ، ولا حتى تواجدها على ساحة الأحداث ، والأكثر من هذا أن تقريرها يكون قد أخضع الى دهاليز الادارة الأمريكية [12]
وأمام هذا التزييف الصارخ للحقائق ، السؤال الذي يطرح نفسه في مجال العمل الصحفي هو مامدى الأخطاء التي يمكن تحملها للصحفي ؟؟ومامدى تلاعي الحسابات السياسية بتقارير الصحفيين ؟؟...لكن بالنسبة لجوديت فالأمر سهل للغاية ، فهي تربطها عناصر كثيرة بالمندفعين بالبيت الأبيض الأمريكي بمن فيهم من وضعوا ذاك السناريو الاعلامي الرهيب لنسج قصة أسلحة الدمار الشامل العراقية والمهددة للعالم [13]
لتبدو بعده جوديت ميلر تلك الصحفية اللامعة

بن لادنيات

جوديت ميلر كصحفية (قديرة )لايمكن تجاهلها في ادارة صحيفة نيويورك تايمز ، فهي ليست مدينة لا للقدر ، ولا لدعايتها لأخبار الدفاع التي تنشرها يوميا على صحيفتها ، بل هي مدينة بكل بساطة لأجهزة الضربات الغامضة ذات الأيادي الخفية والتي تسمى أجهزة المخابرات الأمريكية .
وذاك هو حال عملها المنجز بليبيا عام 1986 ، فوقتها حاولت الولايات المتحدة الأمريكية الاطاحة بنظام معمر القذافي ، وذلك باضعافه على الساحة الوطنية والدولية ، وكالعادة طبعا بأن تنسب له كل اشاعات التفجيرات الأرهابية التي شهدها العالم هذا على الصعيد الخارجي ، وعلى صعيد داخلي عملت الادارة الامريكية على اظهاره في موقف القائد الفاقد للسيطرة . ففي نص صصادر عن الأميرال بوانتكستر يشرح فيه هذا الاستراتيجية تجاه ليبيا ، وقد قامت الواشنطن بوست ، ويقول فيه " ... من العناصر التي تشكل تلك الاستراتيجية هي الارتكاز على على معومات وهمية تفيد الخصم بخطورة الوضع وتجعله يعتقدأي القذافي بوجود خطورة على دولاب حكمه ، وتوحي له بوجود معارضة شديدة لحكمه بداخل ليبيا ، وتوحي أيضا بأن الولايات المتحدة الأمريكية مستعدة للتدخل العسكري الفوري ضده .

مقال بوب وودوارد ذكر بعدها بأن جريدة وول ستريت ، وجرائد أخرى تقل أهمية كانت في خدمة هذه الاستراتيجية في تناولها لملف ليبيا
وبالخصوص مراسل جريدة نيو يورك تايمز والذي لايمكن أن يكون غير جوديت ميلر ، ففي مقال مشترك لها مع الصحفية ماري كولفن رئيسة مكتب (يو بي أي ) بباريس أي مكتب الصحافة الأمريكي ، وقد كتبت هاتان الأخيرتان تقولان على جريدة " رولينغ ستون "
" ثلاثة أشهر ونصف بعد الهجوم على الأمريكي على ليبيا ، بدا معمر القذافي فاقد للسيطرة على بلده وعلى نفسه حتى " وخلصتا الصحفيتان الى " القذافي على وشك الاصابة بالشلل من جراء الضربة الأمريكية القوية "، ومعتمدتان على مصادر أخرى غريبة ، فقد أشارتا الى أن القذافي يتعاطى المسكنات العصبية،وأنه يتخفى،ولم تنسيا الصحفيتان أن تذكرا أنهما التقتا بعض خبراء الأجهزة السرية ، وبعض السياسيين وأنهم قد أبلغتاهما أن القذافي لايتحكم في قيادة الدولة ، والمضحك مع الزعيم الليبي هو أن جوديت ميلر زعمت أن القذافي راودها عن نفسها طما يفعل مع باقي الصحفيات ، لكنها رفضت وقالت له بالحرف الواحد بأن " أباها لم يكن فقط يهوديا ، بل كان صهيونيا قحا "

في 04 جانفي 1987 ، عزت جوديت ميلر الانفجار الذي وقع بتركيا ضد معبد يهودي الى مسؤولية ليبيا ، سوريا و ايران معتمدة على (تحاليل واستخبارات أمريكية ) ، وعلى (خبير اسرائيلي ) ،وعلى مصارد مجهولة العنوان [14]

Laurie Milroy المهووسة بصدام حسين

وابان حرب الخليج الأولى ، كتبت جوديت ميلر مع لوري ميلروي كتابا عن تحت عنوان " صدام حسين وأزمة الخليج " وفي هذا الكتاب تحدثت الصحفيتان عن عن اجرام النظام البعثي العراقي وتفاصيل غزو الكويت من طرف صدام حسين ، وقد بدا جليا أن التحليل السياسي الذي اعتمدته الصحافيتان يعكس نظرة " دانيال بيبس " أحد القور الأمريكية ، وحسب هذا الأخير " ان القول بأن الأمريكان احتلوا العراق من أجل البترول " يغطي تماما على دعاية التهديد الذي يمثله السلاح النووي العراقي [15]
وهنا معلومة لها معنى : عام 1987 لوري ميلرووي وقعت على مقال مشترك مع دانيال بيبس على جريدة " نيو ربيبليك " وفيه يبديان مساندتهما لوقوف الأمريكان في وجه التهديد الايراني [16]

كتاب الأسلحة الجرثومية لجوديت ميلر مع مؤلفين آخرين

جوديت ميلر و لوري ميلرووي يلتحقان بسرعة بصف العناصر المتعاطفة مع المحافظين الجدد في تحاليلهم للأحداث الأخيرة بدءا من تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر ، فبعد بضع اسابيع من تفجيرات برجي التجارة العالمية ، تلقت جوديت ميلر رسالة تقول أنها تحوي مادة " الأنتراكس " ، ولحسن الحظ فهي لم تظهر على قائمة ضحايا الأنتراكس الخمسة ، ولكن على قائمة الستة المصابين بعدوى الأنتراكس
وفي محاولة منها لتلميع عملها الصحفي ، فهي تحدث المواطنين عن الخطر الاسلامي الذي يمثله بن لادن ، وأن هاته الرسالة قد أرسلت لها من قبل تنظيم " القاعدة " من أجل الانتقام منها ، وصرحت في هذا الوقت متفائلة " من يومها ، لم أعد أغطي الحدث ، بل صرت أنا الحدث " [17]وكان ذاك ما أكده الجنرال جون أشكروفت مستفزا حربا نفسية تبرر غزو أفغانستان. [18]

لوري ميلرووي عضو بمعهد المؤسسات الأمريكي، أحد خلايا التفكير والدراسات التابعة للمحافظين الجدد ، والصحفية تنشر يومية عن العراق " ايراك نيوز " وقد درست بتشديد الراء بالمعهد الأمريكي ( نافال وور كوليج ) ، ومن بين المتعاطفين معها : ريتشارد بيرل ، جيمس وولزي المدير السايق لوكالة الاستخبارات الأمريكية ، وكريستوفر هيتشن ،كاتب يساري مقرب من بول فولفيتز [19]وهؤلاءالثلاثة دافعوا عن كتابها الأخير " بوش ضد بيلت واي " ، وفي هذا الكتاب تتهم الصحفية وكالة المخابرات الأمريكية بأنها عملت مابوسعها من أجل تلغيم الحملة الاعلامية لبوش في غزوه للعراق [20] وفي عملية تحايل نتنة ، لوري ميلرووي حملت صدام حسين مسؤولية تفجير مبنى التجارة العالمي 1993 [21]وهي مقربة من تحاليل الصحفية جينة دافيس ، هذه الأخيرة التي نسبت الى العراق تفجير مبنى أوكلاهوما سيتي في 1995 [22]،ومايعتبر في نظرها معلومات يكون قد استفاد منها بوش وادارته .لهذا يبدو طبيعيا أن لوري ميلرووي وصديقتها جوديت ميلر تصيران زبزنتين بديوان العلاقات العامة " ايليانا بينادور " التي تمثل الوجوه المقربة من الحرب ، والتي مكن لها من التحث على شاشات التلفزة ساعات قبل الاجتياح الأمريكي للعراق . [23]

بالنظر الى خلفيات وجذور هؤلاء الصحفيين ، يمكننا التساؤل حول اذا ماكان البيت الأبيض الأمريكي ، والبنتاغون لازالا في حاجة ماسة لصانعي المعلومات والسناريوهات الاعلامية المضللة ؟! وفي فرنسا بعض الباحثين تجنبوا الخوض التشكيك في مصداقية بعض الصحفيين المقربين من أجهزة المخابرات ، خصوصا فيما يتعلق بالملف الرواندي حيث نجد في بعض التقارير ذات المرجعية مثل جريدة العالم " لوموند " ، وجريدة
التحرير " لبيراسيون " ، حيث تأخذ الظاهرة أبعادا أخرى مع التدخلات الأستخباراتية التي ورطت جريدة النيويورك تايمز تلك اليومية العالمية التي تنشر في الولايات المتحدة ، والتي تنشر نسخ معدلة حسب توجهات القراء الأجانب بالتعاون مع (انترناشنل هيرالد تريبين )بأوروبا ، ال ديلي ستار بالشرق الأدنى .،دون أن ننسى الاشارة هنا في فرنسا الى بعض الجرائد التي تؤكد على نزاهة المعلومة مثل جريدة العالم " لوموند "

ترجمه خصيصا لشبكة فولتير: رامي جميع الحقوق محفوظة 2004©

[1معلومات أكثر على هذا الرابط على شبكة فولتير 1جانفي 2001

[2انظر المصدر التالي Now they tell us ,By Michael Massing, Ney York Review of Books,26 février 2004

[3عن المعنى اللغوي الجديد للحرب ، انظر كتاب " الرأي العام يتم تشكيله " وسائل الاعلام والحروب العادلة من كوسوفو الى أفغانستان للمؤلفين سيرج حليمي ، وفيدال دومينيك طبعة أجون 2002

[4انظر المقال التالي
Bush Aides Set Strategy to Sell Policy on Iraq,By Elisabeth Bumiller, New York Times,7 septembre 2002

[6Threats and Responses:The Iraqis ; U.S. Says Hussein Intensifies Quest forA-Bomb Parts,By Michael R. Gordon and Judith Miller," The NewYork Times,7 septembre 2002

[7انظر كتاب " حرب " دومينيك لورنتز طبعة " لي زارين " 1997

[8Intra-Times Battle Over Iraqi Weapons,By Howard Kurtz, Washington Post, 26 may 2003

[9Selective Intelligence,By Seymour M. Hersh, The New Yorker, 6 may 2003

[10Cheney’s Long Path to War ,By Mark Hosenball, Michael Isikoff and Evan Thomas, Newsweek, 17 November 2003

[11The Times Scoops That Melted , By Jack Shafer, Slate, 25 juillet 2003

[13مزيدا من التفصيل عن تأهب تشيني وادارة بوش

[14Disinforming the World on Libya ,By Bill Schaap, CovertAction Quaterly, Summer 1988

[15Saddam Hussein and the Crisis in the Gulf,Daniel Pipes, Orbis, printemps 1991

[16Weapons of Mass Deception, By Sheldon Rampton and John Stauber, Tarcher / Penguin, 2003.

[17" سير عمل وسائل الاعلام الامريكية مضطرب بسبب اشاعات الأنتراكس" للكاتب آنيك كوجيان ،جريدة العالم الفرنسية ،19 أكتوبر 2001

[18جوديت ميلر نشرت كتاب حول اطلاق البرنامج النووي الأمريكي منذ 1997 ، وقد عرف الكتاب شهرة كبيرة خصوصا بعد دعاية " الأنتراكس " المخيفة ، تلك المادة البيضاء التي تلقتها جوديت ميلر في رسالة موجهة اليها .

[19The Neocons’ New Ennemy : The CIA,By David Corn, Los Angeles Weekly, 4 September 2003

[20توجس المحافظين الجدد تجاه جهاز المخابرات الأمريكية ليست ظاهرة جديدة ، وتحت حكم الرئيس فورد ، هوجمت وكالة الاستخبارات بحجة عمد صواب تقديراتها لقدرات الاتحاد السوفييتي .وكانت ثمة حملة مع وصول الرئيس بوش الأب .
انظر مقال تييري ميسان محركي الدمى بواشنطن على شبكة فولتير 13 نوفمبر 2002

[21لقد طورت هذا التصور في كتابها المنشور عام 2002 من طرف أمريكان انتربريز انستيتيو والذي يحمل عنوان
: Saddam Hussein’s Unfinished War Against America

[22.انظر مقال كيماه موريسون، وول ستريت ، 5 سبتمبر2002
The Iraq Connection

ومقال تييري ميسان 27 سبتمبر 2001
Une dissidence terroriste au cœur de l’appareil militaire atlantiste

[23حسب كتاب
Weapons of Mass Deception
زبائن ديوان بينادور استفادوا من تغطية اعلامية خاصة ، فقد تمكنوا من الظهور على القنوات التلفزية " ان بي سي " ، "ام اس ان بي سي " ن " سي ان ان " و " فوكس نيوز " ، كما نشروا كتب عدة ومقالات ن وصرحوا بشهاداتهم أمام لجان الكونغرس، واستدعوا الى لقاءات خاصة في واشنطن .