لتغيير النظام في أوكرانيا، أوصى مكتب الاستعلامات المركزية باستفتاء خارج الانتخابات التي قدمتها كمفرغ منها حتى قبل الجرد. أرسل آلاف المراقبين، جندتهم بوساطة جمعيات من أوروبا الوسطى، لتعلن بتزوير الانتخابات. في الأخير، استأجرت آلاف من إطارات المعارضة و صنعت مظاهرات شوارع. الثورة الأغنى في العالم، صُمّمت كمشهد للتلفزيونات الغربية.
الأيام الثلاثة التي قلبت أوكرانيا
الأحد 21 نوفمبر 2004، في حدود الثالثة، اخبر المقر العام للمرشح يوشينكو وكالات الأنباء أن أكثر من 25000 مراقب دولي منعوا من الدخول إلى مكاتب التصويت. [1]في الحال، عدد من المشجعين الشباب اجتمعوا أمام مقر اللجنة الانتخابية للتنديد " بفبركة الانتخابات" " .
عند انتهاء الاقتراع في الثامنة، ريتشادر ج لوغار، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأمريكي و الموفد الخاص من الرئيس الأمريكي جورج دابليو بوش، أعلن للصحافة أنه يجب إلغاء الانتخابات. في نفس الوقت، معهد "سوسيس" نشر نتيجة خارجة من صندوق الاقتراع أعطت فيها الفوز ليوشينكو ب 49،4% أمام يانوكوفيتش ب45،5%. من جهته، مركز رازومكوف للمعهد الدولي لعلم الاجتماع، أعطى 58% ليوشينكو مقابل 39% ليانوكوفيتش. من دون انتظار جرد كل الأصوات، 3000 موالي لفيكتور يوشينكو نزلوا إلى وسط كييف لإعلان انتصارهم. وصل عددهم إلى عشرات الآلاف في المساء.
في الثامنة و الربع، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أول رئيس دولة أجنبية يعترف بأنه ثمة فائز. وجه رسالة تهنئة الى السيد يانوكوفيتش.
نحو منتصف الليل، تفرق المتظاهرون. في الواحدة صباحا، أعلنت اللجنة الانتخابية أن ربع مكاتب الاقتراع انتهوا من جرد الأصوات و أعلنت النتائج الأولية. لكن، بشكل مناقض جدا الاقتراع، انه يانوكوفيتش هو الذي وصل إلى القمة ب51،13% ضد 45،48% لمنافسه. بسرعة، أدان فيكتور يوشينكو التزوير، ذهب إلى مقر اللجنة للمطالبة بفرز جديد لتلك المكاتب الأولى. في صباح الاثنين 22، وصل الحشد إلى ساحة الاستقلال أين نصب يوشنكو منبرا. هو نفسه وصل في حدود ال11. كانت اللجنة الانتخابية ستعلن تفاصيل الفرز في منصف النهار. لكن في الساعة 11،55، آخذا الكلمة أمام آلاف من مناصريه، أدان يوشينكو مسبقا النتائج المفبركة و دعا إلى المقاومة غير العنيفة ضد الديكتاتورية.
في منتصف النهار، تلقت اللجنة أكثر من 98% من النتائج. الهوة صارت أعمق بين المرشحين، لكن يانوكوفيتش بقي على رأس النتائج ب49،57% صوتا ضد 46،57% لمنافسه.
نحو الساعة الثالثة أعلنت المنظمة لأجل الأمن و التعاون في أوروبا (OSCE) أن أوكرانيا لم تف بالمعايير الدولية للانتخابات الديمقراطية. في الساعة الرابعة، أذاع السيناتور لوغار بيانا اتهم فيه السلطات بفبركة النتائج.
في ذلك الوقت، أدان المجلس البلدي في كييف النتائج و صرح بأن يوشينكو رئيسا لأوكرانيا. ثم، قرر طرح مذكرة تحديا للجنة الانتخابية و طالب البرلمان بالاعتراف بالرئيس الجديد.
في الخامسة و أربعين دقيقة، استدعى سكرتير الدفاع رودكوفسكي آلاف الجنود إلى الالتحاق بثكناتهم. في السابعة و أربعين دقيقة، أذاع مكتب النائب العام بيانا أعلن فيه انه جاهز للتصدي إلى أي مساس بالنظام الدستوري، و لكن دقائق من بعد، رئيس البرلمان، أعلن ليتفين، انه ليس ضروريا المطالبة بحالة الطوارئ.
في الثامنة و الربع، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أول رئيس دولة أجنبية يعترف بأنه ثمة فائز. وجه رسالة تهنئة الى السيد يانوكوفيتش.
الثلاثاء23، ليفتين، وضع نفسه مفاوضا. وجه الدعوة للمرشحين و لأعضاء اللجنة الانتخابية للاجتماع في مقر البرلمان. الجميع يتكلم عن 100000 متظاهر في شوارع كييف.
في منتصف النهار و النصف، دعت "Freedom House" حكومات الدول الأجنبية و التنظيمات البيحكومية الى إدانة التزوير. دقائق من بعد، طلب الاتحاد الأوروبي إعادة إذاعة النتائج. في الواحدة و النصف، ) أعلن المعهد الديمقراطي الوطني (National Democratic Institute انه لا يعترف بأية شرعية للاقتراع.
في الثانية و خمسة و خميس دقيقة، كذّب وزير الداخلية الإشاعات التي قيلت أن ثمة قوات روسية خاصة دخلت إلى أوكرانيا.
في الرابعة الرئيس البلروسي ثاني رئيس دولة يوجه التهنئة الى السيد يانوكوفيتش لانتخابه.
الحشد يتوجه نحو البرلمان، و إن كانت الدورة مغلقة، فإن مئات البرلمانيين أعلنوا أن يوشنكو فائزا، و منحوه العهد. أعلن "الرئيس" الجديد خطبة موجزة قال خلالها أنه يتهم الرئيس الأسبق " ليونيد كوشما" بقيادته البلد الى الحرب الأهلية.
في الثامنة، بولونيا الدولة الأجنبية الأولى التي أدانت النتائج الرسمية. أعلن "الرئيس" يوشنكو عن تأسيس مجلس تنسيقي لأجل حماية الدستور و إقامة حكومة مؤقتة.
الأربعاء 24، الحشد يزداد حجمه في ساحة الاستقلال. في منصف النهار و النصف، طالب وزير الشؤون الخارجية في كندا السلطات الأوكرانية الى إعادة جرد النتائج. في الواحدة، اللجنة الانتخابية تعلن النتائج النهائية و الكاملة: يانوكوفيتش منتخب ب49،53% صوتا، يوشنكو منهزم ب46،66%. أعلن فيكتور يانوكوفيتش انه مستعد لتقلد المهام التي منحها له الشعب.
في الساعة الرابعة، " الرئيس" يوشنكو دعا الشرطة و الجيش الى التآخي مع المتظاهرين. في الساعة الثامنة و النصف، سكرتير الدولة كولن باول اعلن أن الولايات الأمريكية لا تعترف بنتائج هذا الاقتراع.
حل الطلاسم
خلال الحملة الانتخابية، أفرط فيكتور يانوكوفيتش، في استغلال موقعه كوزير أول باستعمال كل وسائل الإعلام الخاصة و العامة كوسيلة دعم لحملته. في نفس الفترة، دفع فيكتور يوشنكو أجورا خيالية و كون آلاف المناضلين النشطين بفضل الدعم القادم من الولايات الأمريكية المتحدة.
مخالفا لقواعد المنظمة لأجل الأمن و التعاون في أوروبا (OSCE )، فإن قانون الانتخابي الأوكراني لا يعترف بالملاحظين الدوليين إلا من كانوا بعثات رسمية، و ليس التنظيمات. و حسب مجلس القيادة التابعة ليوشنكو، 2500 ملاحظ تم منعهم من الدخول الى مكاتب الاقتراع. ويبدو أن الأمر يتعلق ب1000 ملاحظ من هيئة: European Network of Election Monitoring Organizations (ENEMO).
القائمون على الفرز و الذين تم اختيارهم من قبل المرشحين و الملاحظين الدوليين من المجلس البرلماني للمنظمة لأجل الأمن و التعاون في أوروبا (OSCE )، الجمعية البرلمانية الأطلنطية، و الجمعية الأوروبية، البرلمان الأوروبي ،راقبوا الاقتراع بانتظام.
ال(ENEMO ) هي عبارة عن جمعيات مشتركة من أوروبا الوسطى. كل واحدة منها مدعومة ماليا من قبل المؤسسة الديمقراطية الوطنية (National Democratic Institute) التابعة لمارغريت أولبرايت، السكرتارية المشتركة العامة مدعمة ماليا من قبل مؤسسة (Open Society Institute ) التابعة لجورج سوروس، و ينشطها عدد من الدبلوماسيين البريطانيين. المجمع يضم أيضا الجمعية الأوكرانية، اللجنة الاوكرانية للانتخابات (Committee on Voters of Ukraine (CVU) ) ناشر جريدة " توشكا زوري" . و الحال أن تحركات و تنقلات ال1000 ملاحظ تم تمويلها من قبل بيت الحرية (Freedom House) التابعة لجيمس وولسي، المؤسسة الوطنية الديمقراطية (National Democratic Institute) لمارغريت أولبرايت، و المؤسسة الجمهورية الدولية ل"جون ماك كين". نذكر بأن هاتين الهيئتين بمثابة المحلق للمكلية القومية لأجل الديمقراطية و هي الواجهة العامة لمكتب الاستعلامات المركزية الأمريكية. [2]
النتائج الخارجة من الاقتراع، و التي نشرتها مؤسسة "سوسيس" و مركز "رازومكوف"، تم دعمها ماليا من قبل الولايات الأمريكية. نفس الإجراء تم العمل به إبان الاستفتاء الملغى في فنزويلا، أين كانت ثمة نتائج خارجة من الاقتراع صاغها " بين شوين" و " مؤسسة برلاند" لحساب الجمعيات المعارضة بدعم مالي أمريكي. الاقتراع أعطى للمعارضة الفور ب59%، بينما اللجنة الانتخابية أعلنت أنها خسرت ب41%.
و ثقة في هذه النتيجة، خرج حشد من الناس الى شوارع كراكاس لطرد الرئيس شافيز. بشكل نهائي. الملاحظون الدوليون المعتمدون، من بينهم "كارتر" و شبكة فولتير أكدوا النتائج الرسمية . [3]
أكثر من 10000 إطار من جمعية الشباب الأخضر، و مجلس (Committee on Voters of Ukraine) و هو المجلس الذي قدم مبلغا 3000 دولار كراتب شهري و الذي يمثل في دولة مثل أوكرانيا دخلا أكثر من جيد. هذه الرواتب ممولة من قبل الولايات الأمريكية، عبر وكالة التنمية الدولية الأمريكية، و ال (NED). فمجرد تجنيد آلاف الممثلين لأجل لعب مظاهرة أمام الصحافة تم تجربته لأول مرة من قبل مكتب الاستخبارات البريطانية( MI6) ، و مكتب الاستعلامات المركزية، في عملية "أجاكس: سنة 1952، تم تجنيد 6000 ممثل للمسيرة نحو القصر الملكي للإطاحة بمصدق . [4]
آلاف الخيم و الأغطية وضعت تحت تصرف المتظاهرين الذين عسكروا في ساحة الاستقلال أين تم توزيع الأغذية المجانية, معظم الأمور اللوجيستية تم إعدادها من قبل الوكالة الدولية للتنمية الأمريكية (USAID ) .
التصريح الذي أدلت به الـمنظمة لأجل الأمن و التعاون في أوروبا (OSCE) بأن أوكرانيا لم تف بالمقاييس الدولية لانتخابات ديمقراطية يرتكز بالتحديد على لاتوازن الحملة الانتخابية و ليس على الاقتراع نفسه، و إن كان ثمة شبهة بعدد من الحوادث التي لا تبدو أنها شاذة.
التصريحات العديدة للسيناتور ريتشارد لوغار تطلب إلغاء الانتخابات التي لا تكون متبوعة بتعريف و تصوير دقيق للتزوير المزعوم.
الرئيس البولوني كواسنويسكي، , Kwasniewski ،بعد أن أدان النتائج الرسمية، اقترح أن يكون واسطة بين المرشحين. في الوقت نفسه تدبير لسابقه، ليش واليسا، إمكانيات بشرية للذهاب إلى كييف، أي يشارك هذا الأخير في اجتماعات السيد يوشنكو في ساحة الاستقلال.
هذه " الثورة" الأغنى في العالم، تم صياغتها للجمهور الأمريكي. موقع الانترنت للمرشح يوشنكو مترجم تماما إلى الإنجليزية. المظاهرات في الشوارع تم حبكها للتلفزيونات الغربية ببراعة شديدة و الذي لم يتم تزويغها منذ انقلاب"كوسيسكو"و المقبرة الجماعية"تيموزوار".
ترجمه خصيصا لشبكة فولتير: ياسمينة صالح جميع الحقوق محفوظة 2004©
[1] " واشنطن و موسكو تتنازعان في أوكرانيا" بقلم : إيميلا نزارينكو و التحرير، شبكة فولتير 1 نوفمبر2004.
[2] التدخل الديمقراطي الغامض، بقلم تيري ميسان، شبكة فولتير،22 يناير2004.
[3] " استطلاعات الرأي أم الانتخابات؟" شبكة فولتير، 23 أغسطس2004.
[4] BP Amoco، التحالف البترولي الأنجلوسكسوني بقلم : أرتور لوبيك، شبكة فولتير،10 جوان 2004.