مجلة لبنانية: تتهم الشعب اللبناني بالأهوج و قلة الوعي و تتهم غازي كنعان بتعيين أكثر من 45 نائبا، و بأن الجنرال عون حل مكانه!

على ما يبدو أنه بعد الانسحاب السوري من لبنان و حتى و لو انتقلت سوريا إلى مكان آخر في الكرة الأرضية ستبقى حاضرة بطريقة أو بأخرى في الذاكرة اللبنانية، اليوم وخاصة خلال الصراع بين الكتل الانتخابية إذ كانت سوريا حاضرة ، و أصبحت العلاقة معها عند البعض مصدر تهمة ( انتخابية) و عند البعض الآخر مصدر قوة،

و بكل الأحول كتبت مجلة الشراع مقالا تحت عنوان انتخابات 2005 ..ابو ياسين كلاكيت 30 مرة..

إذ اتهم المقال اللواء غازي كنعان بأنه عين اكثر من 45 نائباً عام 1991 في غياب الاحتكام الى المؤسسات الدستورية المغيبة بسبب الحرب الاهلية او الارادة الشعبية بالانتخاب كمدخل لبدء تطبيق اتفاق الطائف الذي انهى الحرب الاهلية عام 1989.

و ذكر المقال أنه ( وفق مقاييس اللواء كنعان الحاكم الفعلي للبنان منذ ذلك التاريخ حتى خريف عام 2002 عندما انتقل الى دمشق فإن الاساس هو الولاء قبل الكفاءة، وهذه سمة كل الانظمة الديكتاتورية في الوطن العربي، وقد طبقت ايضاً بنجاح منذ ذلك التاريخ في لبنان، فاختار أبو يعرب لنيابة الهرمل محل الرئيس صبري حمادة ((صديقه)) علي حمد جعفر الذي كان كنعان يستقبله في فصيلة حمص الامنية القريبة من الهرمل ليطلع منه على اوضاع المنطقة وسياسييها وأحزابها ورجالها شفهياً لأن أبا ياسين لم يكن يجيد الكتابة).

و تابع( ومنذ ذلك التاريخ امتلأ مجلس نواب لبنان بأبي ياسين وكذلك مجلس الوزراء، وكذلك القضاة والجامعات والادارات والسفارات.. ومن كان منهم خطيباً مفوهاً كان في احسن الحالات بلا كرامة، يكتب التقارير ويرسل حسناواته وسيلة كي يصل الى الموقع الذي يطمح اليه.وانتقلت عدوى غازي كنعان الى رؤساء الكتل النيابية في لبنان فملأوا لوائحهم الانتخابية بأبي ياسين وغابت عن المجالس النيابية دورات 1992 – 1996، 2000 والآن 2005 الكفاءات العلمية، ورجال القانون الذين كان احدهم اذا وجد في نفسه او في ابنه او شقيقه طموحاً للسياسة دفعه الى كلية الحقوق ليتخرج محامياً ثم قاضياً او مرجعاً دستورياً ليستحق العمل السياسي والنيابي والوزاري والرئاسي).

و شرح ايضا ( غاب رجالات القانون والفقه الدستوري والقضاة والمحامون فلا اوغست باخوس ولا نصري المعلوف ولا حسن الرفاعي ولا ادمون رزق ولا صبحي المحمصاني. وحلّ محلهم حملة الشنطة نواباً ووزراء، وجاء معهم المنافقون، وسارقون مرتشون بلوحات زرقاء وألقاب السعادة والمعالي والدولة و..

حلّ رؤساء الكتل النيابية وآخرهم ميشال عون مكان غازي كنعان وبات في كل كتلهم ابو ياسين او اكثر، فالمهم هو العدد وليس النوع، المهم من يطيع ولي الامر وليس من يلتزم الاخلاق او المبادىء او المثل العليا).

و ختمت المجلة ( إذا كانت هذه هي جريمة رؤساء الكتل فماذا عن بؤس الاختيار الشعبي الذي طبق فيه المثل الشهير ((كل عنـزة معلقة بكرعوبها)) حيث تراكضت الجموع في اندفاعة عمياء هوجاء لاختيار ما يريده رؤساء الكتل بلا تفكير او وعي او منطق او روح مسؤولية او شعور وطني او انصاف اخلاقي، فاختارت الناس الى مجلس النواب (100 من اصل 128 حتى تاريخه) من تعرف سقطاتهم وسرقاتهم ودوس كرامتهم، اختارت الناس نواباً ممن يستحقون ان يكونوا سجناء او منبوذين.

اين العطل؟

في الناس؟ في قوانين الانتخاب؟ في رؤساء الكتل؟ فيهم جميعاً.. ام في أبي ياس) .

مصادر
سيريا نيوز (سوريا)