منذ اللحظة التي ظهرت فيها كلمة "الكبائر" ونحن نعيش عصر هذا المصطلح الذي ينزاح يوميا باتجاه المجهول … فهو يتجه نحو الخالق .. وهو يعبر عن اللامرئي .. وهو اخيرا يشكل عدم الوضوح في معرفتنا لتفاصيل القيم التي تقودنا نحو القادم.

"الكبائر" ربما تبدأ بالكفر ولا تنته عند الزنى .. بينما لا يهم عدد الضحايا والقتلى مادام الأمر مرتبط بـ"الحقيقة المطلقة" .. و "الكبائر" لا تطال الفساد، كما انها بعيدة عن الاغتيال الاجتماعي والسيارات المفخخة .. والكبائر لا علاقة لها باغتيال الأحلام أو بتكسير الاعناق، وجعل الرؤوس تعتاد النظر إلى الأرض بدلا من السماء.

عمليا فإن "الكبائر" تشكل اليوم مادة دسمة لخطباء المساجد .. وهي أيضا تتبدل تصبح "خطايا" عن الواعظين من مختلف الأشكال والألوان .. فهل نستطيع الاعتماد على "الكبائر" لصياغة صورة المستقبل وأشكال نظام القيم الذي يحلم به الأطفال بعيدا عن الترغيب والترهيب؟!!

وعلى طريقة الأكاديميين فإن الكبائر:

 لا تمس المواطن.
 لا علاقة لها بالإضرار بمؤسسات الدولة.
 لاعلاقة لها بانتهاك حقوق الآخرين ومصادرة رأيهم.
 لا علاقة لها سوى بالماضي لأنها تريد الحفاظ على صورته.

هل هناك مفهوم ديمقراطي أكثر من ذلك … فلننعم بالكبائر في ظل محاولات "الفوضى البناءة".