بغض النظر ان كانت بغيضة أم حبوبة ودمثة وهي توصيفات لا يطلقها إلا مقعد ، فالعولمة أتت ولم يعد باستطاعتنا حتى أن نقول أنها قادمة ، وبغض النظر أيضا عن كم الشتائم التي يمكن أن نوجهها لها «كما الحداثة وما بعدها» لكنها مرحلة ثقافية سوف تعبرنا أو نعبرها وسوف نكون في موقع المفعول به أو المفعول فيه أو المفعول … مجرد مفعول دون الـ التعريف لأننا وببساطة في حالة سكون ثقافي وعلى الأغلب حالة انمحاق ثقافي ،لأننا وببساطة ايضا لا نقوم بأفعال من رتبة المرحلة الثقافية التي يمر بها العالم ، بل وأكثر من ذلك نقاوم ثقافة أي مرحلة ونبحث في عيوبها ونتهم اصحابها بالتفكك وانعدام الأخلاق .

والسكونية الثقافية هي أن لا تأخذ ولا تعطي ولكن عليك دفع ثمن ما يفترض أنه عرض عليك ولم تأخذه أو تأخذ به أو اطلعت عليه أو رفضته، فكوكا كولا ليست مسؤولة إذا كان لديك مركز أبحاث لأمراض القلب أم لا … «مثلا» ولكنها قد تمول ومن أموالك مركزا لأبحاث إمراض القلب، وانت لا تستطيع حجب ثقافة الكوكا كولا ولكنك تستطيع أن تمنع إنشاء مركز أبحاث «كما استطعت أيها العربي أن تمنع وتقنن كل شيء من الصحافة حتى الحب» في هذا المثال على بساطته يظهر أن هناك عالم آخر بثقافة أخرى يفرض ثقافته بقوة الإنتاج وليس عليك أن تمتثل وتستطيع أن تقاوم ولكن شرط الإنتاج وان يكون هذا الإنتاج من رتبة أو أرقى من رتبة الإنتاج القادم إليك دون التفكير حتى مجرد التفكير بإلغائه.. هل «أنت في متاهة يا أخي العربي ؟»

اليوم تعيش «يا أخي العربي» على إيقاع الثقافة الأخرى حتى لو رفضتها ونظرت في تهافتها وعدم تناسبها مع خصوصيتك ولكنك محاصر بمنتجاتها التي لا تستطيع الاستغناء عنها حتى لو أردت، لأن رفضها يحتاج إلى قوانين الثقافة الأخرى، وأنت ترفضها جملة وتفصيلا أنفة وعزة وكبرياء مع العلم انك راضخ لها ومضطر إليها ومتوسل للحصول على خدماتها من حبة الدواء إلى ما شاءت هي، وليس لك أن تشاء … إلا أنت تنظر حولك في المدن العربية لترى هذا الكم الهائل من الإعلانات التي تصوغ الثقافة مهما صرخت أنها دعوة للاستهلاك مع أنها ليس كذلك، وأنت لا تستطيع إنتاجها لأنه ليست لديك ثقافة الإنتاج

الثقافة حزمة ورتبة أن شئت «أخي العربي» مارستها وجعلتها واقعا وان شئت رذلتها لتبقي على خيارك بين الاحتلال والإرهاب وجهي عملة الضعف الجهنمية، الثقافة شأن ارتقائي صحيح أن القوي هو من يقترحها ولكن رفضها يزيده قوة … يا أخي العربي فرضا ……