حذرت فرنسا اليوم من مغبة توسيع نطاق الاستيطان غير الشرعي في الضفة الغربية ودعت الى ضرورة اتفاق الاسرائيليين والفلسطينيين على التنسيق بشأن الانسحاب الاسرائيلي من غزة. اكد ذلك المتحدث باسم الخارجية الفرنسية جون باتيست ماتيه في الايجاز الصحافي اليوم بيد انه قلل من اهمية الملاحظات التي اوردها وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي الذي حذر خلالها من “انتفاضة فلسطينية جديدة”.

وقال المتحدث ان تصاعد وتيرة العنف والتهديدات التي اطلقها مستوطنون اسرائيليون بقتل النشطاء الفلسطينيين تقوض عملية السلام في الشرق الاوسط وتشكل خطورة عليها. وجدد موقف فرنسا حيال الانسحاب الاسرائيلي من غزة واعتبره ب“الايجابي طالما كان يلبي جميع الشروط المتفق عليها”. وكان باتيست قد اكد هذا الموقف لوكالة الانباء الكويتية “كونا” في ابريل الماضي اذ قال ان وزراء الاتحاد الاوروبي اكدوا انهم سيعتبرون الانسحاب من غزة خطوة الى الامام تجاه تنفيذ “خريطة الطريق” طالما انه لن يرتبط بخطة لنقل المستوطنات الى الضفة الغربية. كما ذكر ان باريس ابلغت اسرائيل بأن خططها المتعلقة بتوسيع الاستيطان غير الشرعي في الضفة الغربية يتعارض وروح ونصوص القوانين والاتفاقات الدولية. وقال باتيست الذي كان يرد على سؤال لكونا بالنسبة الينا فان قرارات الحكومة الاسرائيلية بتوسيع بناء المستوطنات في الضفة الغربية تتعارض مع مشروع “خريطة الطريق” الذي اقرته اللجنة الرباعية الدولية وتناقض كذلك القوانين الدولية التي تنص على تجميد الانشطة الاستيطانية بانتظار انتهاء مفاوضات التسوية النهائية والاتفاق على مستقبل الدولة الفلسطينية. واستطرد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية قائلا «ونتيجة لذلك فاننا نعتقد بأن على اسرائيل الغاء هذه القرارات». كما اكد ان موقف فرنسا يتناغم مع موقف الاتحاد الاوروبي الذي ابدى استعداده لمساعدة الطرفين على مواجهة التحديات المقبلة لاسيما موضوع الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة والذي لا ينبغي ان يكون بديلا عن التوسع الاستيطاني في الضفة «وهو ما تدفعنا القرارات الاسرائيلية الى الاعتقاد به». وكان رباعي الوساطة في الشرق الاوسط الذي يضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة قد اصدر بيانا قبيل اجتماع وزراء خارجية الدول الثماني في لندن امس قد اكد «ان اتمام الانسحاب الذي تعتزم اسرائيل القيام به في اغسطس من غزة بسلاسة امر ضروري لاحياء مساعي السلام». كما حث اسرائيل على اتخاذ خطوات فورية لتيسير اعادة التأهيل والبناء بتسهيل تدفق السلع والافراد من غزة والضفة الغربية والى المنطقتين وفيما بينهما. وقال رباعي الوساطة ايضا انه يتعين على الاسرائيليين والفلسطينيين عقد المزيد من الاجتماعات لدعم الخطط الخاصة بانسحاب اسرائيل من غزة في اغسطس وهي خطوة اعرب الرباعي عن امله في ان "تحفز مساعي السلام. ويختلف الزعماء الفلسطينيون والاسرائيليون حول سبل تحقيق توازن بين جهود اسرائيل لمنع النشطاء من دخول اسرائيل وحاجة الفلسطينيين الى التحرك بسرعة أكبر عبر الطوابير الطويلة المصطفة عند نقاط التفتيش. ويرى وزراء خارجية مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى ضرورة انجاز انسحاب اسرائيلي منظم من غزة وقيام اسرائيل والسلطة الفلسطينية بالتنسيق في ما بينهما بشأن التخطيط للانسحاب وان يكون فك الارتباط في غزة “ناجحا”.

مصادر
كونا (الكويت)