هل يحق لنا استبدال الأمثال؟! هذا هو السؤال السياسي بامتياز الذي يواجهنا يوميا .. فكنخب ثقافية علينا أن نحدد موقعنا: معارضون أم موالون!! ولأن النخب مولعة بحالة التضاد فإن أي كلمة أو مقالة أو فكرة علينا وضعها في قالب المعارضة أو الوقوف في صف “النظام السياسي”.
إذا لم نعارض فيحق لنا الحديث عن كل شيء لأن كلامنا محسوب سلفا على جهة واضحة .. ونحن متهمون بأننا ندافع عن جهة تراها المعارضة منبوذة .. ولكن حتى من يحسبون على المعارضة، ونحن نتكلم هنا عن النخب فقط، فإنهم مهددون بالانتقال بين طرف وآخر على قاعدة البدوي القديمة.
ومرة أخرى كيف نستطيع استخدام الأمثال القديمة على صياغة اللون الحالي؟ فنحن مولوعون بالماضي وبخلق التصنيفات وفق سلم من القيم الثنائية، دون أن يعني هذا الأمر تصارع الأضداد .. بل ربما على العكس تنافي الأضداد ...
وإذا كانت النخب الثقافية تملك هوسا في صياغة الصور الموجود على مقلبي الحقيقة، فإن الشارع الاجتماعي، وليس السياسي، ورث هذه الميزة من القدرة البيانية للغة العربية. وربما نسينا أن هذا الموضوع هو طاقة بيانية تحتاج للكثير من الدقة وإيجاد المعاني بدلا من التشبيهات، حتى تصبح لغة علمية.
الجنة والنار .. والكافر والمؤمن .. والملائكة والشياطين .. وبلاد الحرب وبلاد السلم ... ونضيف هنا قواعد التناقض الجديد: معارض وموالي .. سلطة معارضة .. الولايات المتحدة وأبو مصعب الزرقاوي .. وأخيرا وليس آخرا نخبا ثقافية ومجتمع تراثي.