على الرغم من تزايد المشاعر المعادية لسوريا في لبنان خلال الفترة الأخيرة، أعلن الرئيس اللبناني إميل لحود أنه لا ينوي خلق فجوة في العلاقات بين بلاده والجارة الكبرى.

وأوضح الرئيس اللبناني في حديث لـ CNN إن البلدين «تربطهما علاقات صداقة لفترة طويلة، ولابد لنا من أن نكون على علاقة طيبة بسوريا، وسوف نستمر في هذا.»

وتحدث الرئيس اللبناني حول سلسلة الاغتيالات التي اجتاحت بلاده مؤخرا معربا عن قناعته بأن لا علاقة لسوريا بهذا الأمر «لأن سوريا أكثر المتضررين مما يحدث، فكيف يكونون وراءه؟»

وتأتي تصريحات الرئيس اللبناني بعد أيام من تأكيدات مسؤولين أمريكيين بارزين الخميس أن الإدارة الأمريكية متيقنة من أن الاستخبارات العسكرية السورية مازالت باقية في لبنان في تحد للمطالب الدولية لدمشق بسحب كافة قواتها وعناصر الاستخبارات من هناك.

وأكدت دمشق مراراً سحب جميع قواتها وعناصر الاستخبارات، التي هيمنت على المسار السياسي والعسكري في لبنان على مدى ثلاثة عقود، في إبريل/نيسان الماضي، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأمريكية، رفض الكشف عن هويته، "بما لا يدع مجالاً للشك تخلفت عناصر من الاستخبارات العسكرية السورية في لبنان وهي تؤثر بصورة سلبية للغاية على الأوضاع."

ومن جانبه قال لحود في حواره مع CNN إن هناك فريق لتقصي الحقائق تابع للأمم المتحدة، مكلف بمعرفة ما إذا كانت هناك عناصر من الاستخبارات السورية لا تزال داخل لبنان حتى الآن، ولم تنسحب تنفيذا للقرار الدولي، أم لا، "ومن المفترض أن يقدموا تقريرهم النهائي خلال أسبوعين.

وتشهد الساحة الدولية حاليا ضغوطا متزايدة على سوريا خاصة من قبل فرنسا التي اتهمت، على لسان وزير خارجيتها فيليب دوست-بلازييه، سوريا بعدم سحب كافة قواتها من لبنان.

وقال الوزير أمام حشد من الصحفيين الأسبوع الماضي «نتساءل حول الاستخبارات السورية وإنها ربما مازالت نشطة في لبنان.. المجتمع الدولي لن يقبل بوضع تستمر فيه الهجمات ضد المدنيين» في إشارة لثلاث تصفيات سياسية في لبنان.

إلا أن بلازييه لم يتهم سوريا مباشرة بالضلوع في الإغتيالات.

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش قد صعدت، ومنذ إنتهاء الانتخابات اللبنانية الأسبوع الماضي، من حدة انتقاداتها إلى دمشق.

وتتهم وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس سوريا بتصدير الإرهاب عبر الحدود إلى العراق، فيما ربطت، في وقت سابق بين سوريا وآخر سلسلة الاغتيالات التي شهدها لبنان والتي راح ضحيتها الأمين العام السابق للحزب الشيوعي جورج حاوي، إلا أنها أشارت إلى عدم يقينها عمن يقف وراء هذه التصفيات

مصادر
سي إن إن (الولايات المتحدة الأمريكية)