كشفت مصادر إسرائيلية أمس المزيد من التفاصيل حول لقاء وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، مع المسؤولين الإسرائيليين الأسبوع الماضي في القدس، وقالت إن رايس وجهت تحذيرا مباشرا من مغبة حدوث صدام بين إسرائيل والولايات المتحدة على خلفية تواصل المشاريع الاستيطانية وتغيير مسار الجدار الفاصل في الضفة الغربية. وقالت المصادر الإسرائيلية إن رايس أوضحت للمسؤولين الإسرائيليين، أن البناء في المستوطنات سيخلق مشكلة في العلاقات بين الجانبين. ونقل عن رايس قولها لوزير الخارجية الإسرائيلي، سيلفان شالوم «لسنا معنيين بأن يشكل البناء في المستوطنات مشكلة بيننا، لكنه سيؤدي الى مشكلة إذا استمر هذا الأمر». وعلى الرغم من أن رايس شددت على التزام الإدارة الأميركية برسالة الضمانات التي سلمها الرئيس جورج بوش لرئيس الوزراء الإسرائيلي، أرييل شارون، خلال العام الأخير من ولايته الرئاسية الأولى، إلا أنها شددت على أن واشنطن لا يمكنها أن تقبل بقيام إسرائيل بإرساء حقائق جديدة على الأرض. وأضافت رايس قائلة «لا يمكن إرغامنا على الموافقة على حدوث تغييرات على الوضع القائم» في الضفة الغربية. وتوجهت الى شالوم قائلة «سافرت الى رام الله ورأيت بناءكم بأم عيني. لا يعقل أن تنفذ على الأرض أمور تغير الوضع قبل المداولات على التسوية الدائمة. صحيح أن الرئيس (بوش) وعد رئيس الوزراء “شارون” بمراعاة الواقع الناشئ على الأرض والتجمعات السكانية، هذا مهم جدا والولايات المتحدة تقف خلف هذا التعهد. ولكن الرئيس أوضح لكل الأطراف أن الحدود النهائية ستتقرر في المفاوضات». وأكدت رايس أن الإدارة الأميركية لا يمكنها السماح بخلق واقع جديد على الأرض، مضيفة «أنا أقصد أساسا ما يجري في القدس والتأثير الذي سيكون لبنائكم في غلاف القدس على الواقع على الأرض. رأيت الأمور بعيني وأنا قلقة جدا». وشددت على انه ليس من حق إسرائيل تغيير مسار جدار الفصل وتوسيع المستوطنات، وقالت «نريد أن ندعم إسرائيل، لكن لا يمكن أن نوافق على إحداث تغييرات أحادية الجانب وليس في القدس أيضا». وحذرت الوزيرة الأميركية إسرائيل من مغبة التسبب في إفشال أبو مازن، قائلة إنه يتوجب تعزيز«مكانة أبو مازن كشريك وحيد لا بديل عنه ويحظر جعله يفشل».

مصادر
الشرق الأوسط (المملكة المتحدة)