مخاوف بسبب فوز “نجاد”... و“وولفوفيتز” أصبح صديقاً لأفريقيا

أصداء فوز أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وموقف “وولفوفيتز” من تقديم العون لأفريقيا، وآخر استطلاعات معهد "بيو" حول رؤية العالم لأميركا، وتأييد واشنطن لانضمام السعودية إلى منظمة التجارة العالمية... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة أسبوعية موجزة على الصحافة الأميركية.

الاستعداد للتعامل مع نجاد

في معرض تعليقها على فوز “أحمدي نجاد” في انتخابات الرئاسة الإيرانية، نشرت “واشنطن بوست” يوم السبت الماضي تقريراً للمحللة السياسية الشهيرة “روبن رايت”، أشارت خلاله إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا مستعدة للتعامل مع خصم جديد في طهران بعد أن أسفرت الانتخابات عن نجاح عمدة طهران المعروف بانتمائه لـ“المحافظين” وتبنيه مواقف متشددة تجاه برنامج إيران النووي. وحسب “روبين”، فإن نجاح هذا الرجل يثير مخاوف المسؤولين الأميركيين والأوروبيين، تجاه مسائل أهمها مستقبل العراق وجهود السلام في الشرق الأوسط واستقرار أسواق النفط. وهؤلاء المسؤولون يرون أنه بعد فوز “نجاد” في الانتخابات بدا من غير المحتمل إنهاء ما يزيد على ربع قرن من التوتر مع إيران. أما “النيوزداي”، فنشرت يوم أول من أمس السبت تقريراً رأت خلاله أن هذا الفوز المفاجئ سيعطل أي تقارب إيراني – أميركي حول برنامج طهران النووي، ما قد يسفر عن مواجهة بين إيران والغرب. وفي الموضوع ذاته نشرت "نيويورك تايمز" يوم أمس الأحد تقريراً لديفيد سنغر استنتج خلاله أن انتصار “نجاد” يعزز شكوك الإدارة الأميركية في قدرة الأوروبيين على إقناع طهران بالتخلي عن مساعيها لإنتاج وقود نووي خاص بها.

“حليف لأفريقيا من المحافظين الجدد”

هكذا عنونت “لوس أنجلوس تايمز” افتتاحيتها ليوم الخميس الماضي، لتشيد بالجولة الأفريقية التي قام بها رئيس البنك الدولي الجديد "بول وولفوفيتز" قبل أيام، وزار خلالها نيجيريا وبوركينا فاسو ورواندا وجنوب أفريقيا، والتي أعلن خلالها استعداده لاعتماد خطة بلير لمضاعفة المعونات الإنمائية للقارة السمراء، والمزمع الموافقة عليها في قمة مجموعة الثماني الصناعية بسكوتلندا في السابع من يوليو المقبل. “وولفوفيتز” وصف مبادرة بلير التي يعارضها الرئيس بوش بشدة على أنها “منحة من الله”. الصحيفة تساءلت: هل هو الرجل نفسه الذي ينتمي إلى “صقور المحافظين الجدد”والذي خطط للحرب على العراق عندما كان نائباً لوزير الدفاع الأميركي؟!. “وولفوفيتز” قرر، حسب الصحيفة، أن يكون بطلاً “مؤثراً في التنمية الأفريقية”، وربما ينظر إلى خطة بلير على أنها أفضل فرصة لتبرير رؤيته المتفائلة كواحد من “المحافظين الجدد” بقدرة الولايات المتحدة على تحسين ظروف البشرية.

الاستياء موجود... ولكن

في تقرير نشرته “يو أس أيه توداي” يوم الخميس الماضي، رصدت “سوزان بيغ” نتائج استطلاع أجراه معهد “بيو” للبحوث، خلال شهري أبريل ومايو المنصرمين، على عينة شملت 17 ألف مشترك من 16 دولة، للتعرف على مواقفهم تجاه الولايات المتحدة. أهم النتائج أن حالة الاستياء من واشنطن لا تزال موجودة في أكبر خمس دول إسلامية، وأن معظم بلدان أوروبا لا تزال تتخذ موقفاً سلبياً تجاه أميركا، وأن أكثر البلدان تفضيلاً للولايات المتحدة هي الهند، حيث وصلت نسبة المؤيدين لواشنطن ممن شاركوا في الاستطلاع 71% وأقل البلدان كانت الأردن بنسبة قدرها 21%.

وحسب “بيغ” فإن المعونات التي قدمتها الإدارة الأميركية للمتضررين من كارثة “تسونامي”، وجهود الرئيس بوش لنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط ساعدا على التخفيف من حدة العداء للولايات المتحدة في العالم، فالموقف من واشنطن تحسن بشكل ملحوظ في إندونيسيا والهند وروسيا، ولا يزال البولنديون والبريطانيون والكنديون يتبنون مواقف إيجابية تجاه أميركا، كما أن دولا لا تتبنى شعوبها عادة مواقف مؤيدة للولايات المتحدة كالأردن وباكستان ولبنان، أبدى مواطنوها تفاؤلهم برؤية واشنطن للديمقراطية.

وحسب “أندرو كوهت” مدير معهد “بيو”، فإن الحرب على العراق أججت حالة الاستياء من الولايات المتحدة، فحلفاء واشنطن وجدوا في الحرب ترجمة للأحادية الأميركية، بينما اعتبرتها الدول الإسلامية دليلاً على تدخل واشنطن في شؤون منطقة الشرق الأوسط بطريقة لا تحظى بقبول شعوب هذه المنطقة. ومن بين نتائج الاستطلاع أن العداء لشخص الرئيس بوش قوي، ففي جميع البلدان التي شملها الاستطلاع، باستثناء بولندا، رأى المشاركون أن إعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية جعلتهم أقل تفضيلاً للولايات المتحدة. الاستطلاع لم يجد أغلبية، في أي دولة من الدول الستة عشرة، تعتبر أن الإطاحة بصدام حسين جعلت العالم أكثر أمناً، أما في كندا ومعظم الدول الأوروبية والصين وكبرى الدول الإسلامية فثمة أغلبية ترى أن العالم أصبح أكثر خطورة بعد الإطاحة بهذا الرجل!

السعودية ومنظمة التجارة العالمية

بعبارة “دعوا السعوديين ينضمون إلى منظمة التجارة العالمية” عنونت “كريستيان ساينس مونيتور” افتتاحيتها يوم الجمعة الماضي طارحة تساؤلاً مؤداه: إذا كانت السعودية تسعى إلى إقامة علاقات تجارية أفضل من أجل توفير مزيد من الوظائف في القطاعات غير النفطية، وتريد الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، فهل يتعين على الرئيس بوش تعليق موافقة بلاده على انضمام الرياض إلى هذه المنظمة إلى حين تتأصل الديمقراطية في السعودية؟ وهل ستساعد عضوية منظمة التجارة العالمية المملكة على تعزيز الديمقراطية؟

بعض أعضاء الكونغرس يريدون تأجيل عضوية الرياض في المنظمة حتى تنسحب من المقاطعة التي تفرضها الجامعة العربية على إسرائيل، وحتى يُقدم السعوديون على خطوات أخرى للاعتراف بالدولة اليهودية. لكن الصحيفة رأت أنه من السابق لأوانه طرح هذه المطالب على المملكة، إذ يجب تفعيل الديمقراطية أولاً في هذا البلد، وأفضل طريقة لذلك هي انفتاح الاقتصاد السعودي على المؤثرات الخارجية التي تجلبها حرية التجارة. وحسب الصحيفة، فإن كوندوليزا رايس طالبت، خلال زيارتها الأخيرة إلى المملكة، بمزيد من الإصلاح السياسي، وتوقعت أن تدعم بلادها انضمام السعودية إلى منظمة التجارة العالمية بحلول ديسمبر المقبل.

مصادر
الاتحاد (الإمارات العربية المتحدة)