لم تعد هناك من ورقة توت تتستر على النوايا الاميريكية للمنطقة، وهاقد تمت الانتخابات العراقية برعايتها المجيدة لينزل العراقي من رتبة مواطنية إلى رتبة طائفية ليقامر بمستقبل وطنه بالسيارات المفخخة وزخات الرصاص ، والقادم أعظم .. إذا.. لم نتدارك اعطابنا نحن الذين نعرف تماما أن المستفيد من اعطابنا هي أميركا لأنها عندما ترمي الشرر يستقبله الحطب الأعجف فيموت حرقا منه واحتراقا فيه.

مناسبة السالف هي استهجان البعض من اعتماد جورج بوش الابن على الصحافة في اتخاذ موقف، واعتباره من الخفة السياسية والتخلف القيادي اعتماد الصحافة كمرجعية، ومع أن الموضوع برمته ملعوب لأن الارتجال ممنوع في البيت الأبيض وهذه بدعية، إلا أن هذا الاستهجان وجه إهانة للصحافة ليس لأن تعريف الصحافة مختلف وتماما بين عقليتين، وليس لاعتبار الصحافة شأن غير جدي، وليس لأن الفطنة السياسية تأتي من الكوابيس المعتمة … الخ … ولكن لان الصحافة بمعناها الآخر أثبتت صدقيها وتعتبر مرجعا.. لأن الصدق مسؤولية ويحاسب عليها عندهم، لقد حوكم بيل كلينتون على عدم صدقه في مقابل صحافة كانت تقول الصدق، وصنعت الصحافة ووتر غيت وطار نيكسون وكانت الصحافة صادقة، كما أنها فضحت فظائع حرب فيتنام وأبو غريب وغوانتانامو، واعتمد على معلوماتها الشرق والغرب … واليوم نأتي لنقول يا عيب الشوم رئيس دولة كبرى يعتمد في مواقفه السياسية على مطالعته الصحف !!!! «إذا صحت الواقعة فلا احد منا يعرف كيف يفطر رئيس دولة كبرى صباحا . وبعدين من قال أن جورج بوش أو شيراك أو بلير يعتبر ون ان لا أحد يفهم بالتحليل السياسي غيرهم بغض النظر عن نواياهم تجاهنا» ، ومن قال أنهم لا يؤمنون بصحافة مضطرة على قول الصدق لأنها سوف تحاسب على عكسه .

حادثة أبو غريب وحدها تكفي لاكتشاف عطبنا في هذه المسألة، ففي خلال سنة استطاعت الصحافة اكتشاف عمليات تعذيب تقع “ولا تزال مستمرة على ما اعتقد” في سجون الاحتلال، فهل استطاعت ذلك كل الصحافة العربية على مدى عمرها المديد أن تثبت ولو حادثة واحدة ؟؟ إن احتقارنا للصحافة يجعل منا أساتذة نلقي المحاضرات على أسماع رئيس دولة كبرى إذا ما اعتمد عليها في شأن من الشؤون، ولكننا ندوس من خلال هذا الاحتقار على مجموعة كبيرة من القيم، تجعل منا بلدانا ضعيفة …. ضعيفة