إسقاط التهم عن أكثم نعيسة، رئيس لجنة الدفاع عن الحريات الديمقراطية في سوريا، هو خطوة ايجابية كبيرة، وتشكل انفراجا سياسيا طال انتظاره وخاصة بعد مؤتمر حزب البعث الأخير وما طرح فيه من رغبة في الإصلاح السياسي والاقتصادي،

فالتهمة الموجهة إلى أكثم نعيسة هي «الإساءة لسمعة البلاد» وهي تهمة جاهزة استخدمها كثير من الأنظمة ضد معارضيها وخاصة إذا لم تجد تهمة حقيقية توجه لهم.

تذكرت وأنا أقرأ خبر الإفراج عن السيد أكثم نعيسة، أستاذي وزميلي المفكر الاقتصادي المعروف د. عارف دليلة الذي يقبع في السجن في دمشق، من دون تهمة حقيقية، مريضا وحياته مهددة بأية لحظة، والرجل يهيم في عشق بلده، ويتغزل بدمشق، وهو رجل وطني مخلص ولكن مشكلته أن لديه رأيا آخر. ومع ذلك لم يتصرف بطريقة سيئة، ولم يستخدم كلمة نابية، ولم يجرح أحدا وهو الأستاذ الأكاديمي المسالم والمحب للناس والذي تتلمذ على يديه آلاف الطلبة في سوريا والكويت.

رأيت فيما يرى النائم أن قرارا سياسيا كبيرا اتخذ في دمشق لتنظيف سجون سوريا من أصحاب الرأي الآخر، وتحديدا أولئك الذين لم تتوسخ أيديهم بعمل ضد بريء أو عنف ضد المجتمع، بل كانوا يدافعون على آراءهم بشكل سلمي وإنساني، وفي ذلك الحلم تخيلت كم أن مثل هذا القرار سيشكل قوة لدمشق، وقوة للجبهة الداخلية السورية، ودعما لسوريا ضد حملات منظمة تشن ضدها بحق أو بدون حق!

الانتقال بسوريا إلى إصلاح سياسي واقتصادي، تحدث عنه الرئيس بشار الأسد ودافع عنه كثيرا، يتطلب خطوات انفراج سياسي واقتصادي يلمسها الناس وتشكل رسالة للمجتمع الدولي، وأولى خطوات هذا الانتقال السلمي والهادي هي المصالحة الوطنية مع أصحاب الرأي الآخر وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وإطلاق حرية العمل الحزبي وتعدد المنابر، وإنهاء سيطرة الحزب الواحد على المجتمع!

يشعر الإنسان بالأمل على إسقاط التهم عن أكثم نعيسة، ويشعر الإنسان بالألم وهو يحلم بالإصلاح ثم يصحو على أنه لا شيء يتغير. ولأن الأمل صديق للإنسان المتفائل سنظل نأمل ونحلم وننتظر!

مصادر
الشرق الأوسط (المملكة المتحدة)