كشفت وثيقة اعدتها شعبة القوى البشرية فى الجيش الإسرائيلي، انه في غضون اربع سنوات سيتقلص عدد الجنود النظاميين، وذلك على فرض أن وزير الدفاع شاؤول موفاز سيفي بتعهده تقصير مدة الخدمة الالزامية إلى نصف سنة.

ورسمت الوثيقة التي نشرتها امس صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية صورة مقلقة في كل ما يتعلق بموضوع التجنيد للجيش الاسرائيلي في السنوات القريبة المقبلة، مشيرة إلى ان المعطيات تفيد بأنه في العام 2009 سيسجل انخفاض بمعدل 9 في المئة في عدد المتجندين للجيش الاسرائيلي، وفي هذه الايام يفهمون في شعبة القوى البشرية بأن معدل غير المتجندين من المتوقع ان يزداد في السنوات القريبة المقبلة.

وأضافت ان هناك أسباباً وجيهة للقلق لدى قادة الجيش الاسرائيلي من العبء الشديد الذي سيلقى على كاهل الجنود النظاميين،اذ سرح أخيراً اكثر من 5 الاف ضابط وضابط صف، والاصلاحات التي بموجبها سيسرح جنود الاحتياط منذ سن الاربعين ستضيف عبئاً شديداً على الجنود في الخدمة الالزامية.

وأضافت ان تقليص مدة الخدمة الالزامية بنصف سنة. سيؤدي الى اغلاق العديد من الكتائب. واذا ما اضفنا الى ذلك الارتفاع المتوقع في اوساط غير المتجندين - فسيقل عدد الجنود في الجيش النظامي بشكل كبير. وهذا هو أحد الاسباب التي دعت الجيش الاسرائيلي الى التوصية لوزير الدفاع بتقليص مدة الخدمة الالزامية بأربعة اشهر فقط.

وتقدر أوساط شعبة القوى البشرية في الجيش ان معدل الهجرة الى إسرائيل يساهم أيضا في انخفاض عدد المتجندين. ولكن هذا ليس سبب القلق الوحيد في الجيش الاسرائيلي. فمعدل غير المتجندين من المتوقع ان يزداد في العام 2009 بمعدل 3 في المئة مقابل هذا العام. وبكلمات اخرى، فان واحداً من كل اربعة فتيان لن يتجند للجيش بعد اربع سنوات.

ولغرض المقارنة، فانه في العام 1991 بلغ معدل غير المتجندين نحو 18 في المئة. وتعترف مصادر الجيش بأنه في اعقاب التغييرات في سلم القوى البشرية سيضطر الجيش الى اغلاق بضع وحدات مقاتلة وكتائب مختلفة منذ العام 2007. معدل غير المتجندين، الذي يبلغ اليوم 5,38 في المئة من المتوقع ان يرتفع بعد اربع سنوات الى 3,43 في المئة.

. وهكذا مثلا فإن معدل ابناء المدارس الدينية الذين لا يتجندون حسب بند «مساهمتهم معتقدهم» من المتوقع ان يصل في العام 2009 الى 1,9 في المئة مقابل 4,8 في المئة هذا العام. وفي 1991 بلغ معدل ابناء المدارس الدينية الذين تلقوا الاعفاء من الخدمة 9,4 في المئة.

كما يتبين من المعطيات انه في السنوات الثلاث الأخيرة طرأ ارتفاع مقلق في عدد متلقي الاعفاء الطبي على خلفية نفسية ففي العام 2002 تلقى اعفاء نفسياً 7,7 في المئة من المرشحين للتجنيد وفي العام 2003 ارتفع معدلهم الى 1,9 في المئة، وفي العام 2004 سجل ارتفاع آخر 5,10 في المئة.

وقال مصدر كبير في القوى البشرية «أنا متأكد من ان الوضع النفسي لمواطني اسرائيل لم يتضرر في السنوات الاخيرة الماضية. هذه ببساطة نافذة مخرج مريح للرجال للتهرب من الخدمة العسكرية».

مصادر
البيان (الإمارات العربية المتحدة)