رأى زلمان شوفال السفير الاسرائيلي السابق في الولايات المتحدة وعضو في الكنيست الحالي عن حزب “ليكود” ان عدم قيام أبو مازن بنزع سلاح حركتي “حماس” و“الجهاد الاسلامي” قد يكون رغبة منه في ابقاء خيار الارهاب الفلسطيني وكتب تحت عنوان: “الخريطة بعد فك الارتباط”: (...) كلما اقترب موعد فك الارتباط يدور في رأس كل مواطن عدد لا ينتهي من الأسئلة يتعلق بانعكاساته. ومع مرور الزمن طُرحت اسئلة موضوعية تتعلق بالأحداث التي لم تكن لنا سيطرة عليها وفي صورة خاصة وفاة ياسر عرفات وما سيفعله الفلسطينيون بعده. من بين الاسئلة الأساسية التي كان ينبغي على اسرائيل ان تسألها: هل عدم وجود ياسر عرفات يبشر فعلاً بتغيير جذري في الأهداف الاستراتيجية التي وضعتها القيادة الفلسطينية لنفسها؟

ثمة سيناريوان لما بعد فك الارتباط. السيناريو المتفائل يفترض نشوء غالبية فلسطينية ستقول لنفسها ان الارهاب فشل وثمة فرصة قد لا تتكرر من اجل ترميم الاقتصاد الفلسطيني والمضي قدماً نحو قيام دولتين طبيعيتين ومعترف بهما، كل ذلك بدعم من الولايات المتحدة. ولكن هناك سيناريو متشائم، ويتوقع فور الإنتهاء من فك الارتباط نشوب موجة جديدة من الارهاب والعنف موجهة في صورة اساسية نحو المستوطنات اليهودية في الضفة واماكن اخرى في اسرائيل بهدف اجبارها على تقديم تنازلات جديدة.

هدف واضعي الاستراتيجيا الاميركية بعد الوضع الصعب الذي يعانونه في العراق، بذل كل ما يمكن للتقدم في مدى منظور في اتجاه تسوية النزاع الفلسطيني – الاسرائيلي، حتى لو تطلب ذلك ممارسة ضغوط على اسرائيل. وهذه بالضبط الاستراتيجيا التي انتهجها عرفات قبل كمب ديفيد وبعده. ورغم الفشل الذريع لا يبدو ان الفلسطينيين تعلموا الدرس وفقاً لما اعترف به يعالون وديختر. فالفلسطينيون ينظرون الى فك الارتباط في صورة مستقلة عن الوقائع ويعتبرونه انتصاراً للإرهاب...

رغم كل الفروق الخارجية والحقيقة بين عرفات وأبو مازن، علينا الا نقع مرة اخرى في الفخ الذي وقعنا فيه ايام الرئيس السابق، عندما مد له الاسرائيليون والاميركيون ايضاً السجاد الأحمر متجاهلين، عن وعي او من دون وعي اهدافه الحقيقية. ابو مازن ليس عرفات ولكن تصريحاته لا تختلف عنه عندما كان في الرئاسة. المؤمنون بنظرية المؤامرة يقولون ان امتناع عباس عن اتخاذ تدابير ضد حماس والجهاد الاسلامي واطراف آخرين سيئين في فتح له هدف آخر هو المحافظة على خيار الارهاب. وحتى لو لم نصدق هذا الكلام وصدقنا ان الاداء الفاشل لموضوع الارهاب والاصلاحات التي لم تنفذ هو دليل ضعف، فإن هذا لا يغير شيئاً من الحقائق.

... اذا فشل ابو مازن في مسعاه، فعلى اسرائيل والولايات المتحدة استخلاص النتائج".

مصادر
النهار (لبنان)