أظهرت دارسة أصدرها، «مشروع إسرائيل»، وهي مجموعة مقرّها واشنطن وتهدف إلى تحسين صورة الدولة اليهودية، أن هناك نزعة بين المتخرجين من أهم الجامعات الأميركية في التعاطف مع القضية الفلسطينية وتحميل اسرائيل مسؤولية فشل عملية السلام والنظر إليها باعتبارها عبئاً على الولايات المتحدة.
ووجدت الدراسة التي نشرت نتائجها الأسبوع الماضي مجلة «نيويورك جويش ويك» ان «قيادات الغد تكنّ العداء للدولة اليهودية» وذلك على خلفية المواقف المتعاطفة مع الجانب الفلسطيني بين أوساط “النخب الشابة”، ما يهدّد السياسة الخارجية الأميركية تجاه اسرائيل بحسب واضع الدراسة فرانك لونتز.

الدراسة المعنونة “كيف ينظر الجيل المقبل إلى اسرائيل؟” قائمة على مقابلة 150 شخصاً، تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً، تخصصوا في مجالات القانون، التجارة، الصحافة، والبرامج الحكومية في جامعات هارفرد، كولومبيا، جورج تاون، جورج واشنطن، شيكاغوا وغيرها من الجامعات المهمة.
وبيّنت الدراسة أن معظم المستطلعين نشأوا في عائلات متعاطفة مع إسرائيل، ولكنهم بعد احتكاكهم مع الأساتذة الجامعيين “والإعلام السائد” أصبحوا “فاقدي الصبر” مع الدولة اليهودية ومتعاطفين مع القضية الفلسطينية، لدرجة انهم باتوا يتفهمون العمليات الاستشهادية وينظرون إلى اسرائيل على انها “عبء” للولايات المتحدة وليست حليفاً.
وبحسب واضع الدراسة فإن ثمة خيطاً رفيعاً يفصل بين العواطف المعادية لإسرائيل وتلك المعادية لليهود في أوساط “النخبة الشابة”، موضحاً ان ذلك لا يصل إلى حد مشاركتهم في حملات من نوع “الصهيونية تساوي العنصرية”، ولكنهم ليسوا بعيدين عن ذلك أبداً.

وتشير الدراسة إلى ان المستطلعين «يعتبرون أن تأييد أميركا لإسرائيل قائم على المصالح الخاصة لليهود الأثرياء وليس كتعبير عن المصلحة القومية» للولايات المتحدة.
ويصف لونتز المستطلعين بأنهم من يسار الوسط المعادي لسياسات الرئيس الأميركي جورج بوش بسبب تأييده لاسرائيل الذي يعتبرونه “عاملا سلبيا”.

وبحسب المستطلعين، ان تكون مؤيداً لاسرائيل يعني “ان تكون محدود الأفق ومتحيزاً”. أما اذا كنت مؤيداً لفلسطين فذلك “يعني أنك تقدمي ومنفتح فكرياً”.

وتشير الدراسة إلى ان الكثير من المستطلعين غيّروا ميولهم حول النزاع في الشرق الأوسط خلال سنواتهم الجامعية أو الأعوام التي تلتها بعدما “عرفوا أكثر” عن الحالة من أساتذتهم الجامعيين بالإضافة إلى تفاعلهم مع زملائهم الفلسطينيين في حرم الجامعة.
وتشكل بالنسبة للمستطلعين صحيفة “نيويورك تايمز” مصدراً أساسياً في استقاء المعلومات، وكذلك تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي”. كما يعتبرون ان الاعلام الأميركي متحيّز لإسرائيل وأن الفلسطينيين يبذلون جهوداً أكبر من الإسرائيليين لتحقيق السلام.

مصادر
السفير (لبنان)