قال المتحدث باسم رئيس الحكومة لشؤون فك الارتباط العميد عيبال غلعادي، انه في حال حصول اطلاق للنار أثناء تنفيذ خطة فك الارتباط، لن يتردد الجنود الاسرائيليون في الرد بحزم وبكل الوسائل التي في حوزتهم، دون أن يُؤخذ في الاعتبار الضحايا الذين سيسقطون، بما في ذلك المدنيون. وحتى الآن لم نسمع أي متحدث يساري نبيل وصاحب ضمير يرد بشدة على هذا التمادي.

لقد القى الجيش الاسرائيلي قنبلة خفيفة على المنزل الذي اجتمع فيه قادة حماس من أجل تحاشي المس بالمدنيين. وبسبب هذه “الرقة” التي في غير مكانها تجاه القتلة ومسؤوليتهم اخترقت القنبلة طابقاً واحداً فقط، وكانت النتيجة نجاة أعضاء حماس الأمر الذي أدى بوضوح الى وقوع عمليات أُخرى. لكن فجأة، ومن أجل فك الارتباط، مسموح استخدام النيران الكثيفة ضد المواطنين أيضاً. وهنا أسأل: ما الجديد؟ هل تبدلت المعايير الاخلاقية بسبب فك الارتباط؟ يبدو أن الأمر كذلك، وأن اليسار موافق على ذلك. المهم تنفيذ فك الارتباط.
لا يدرك جميع مؤيدي فك الارتباط ان ابو مازن كشريك جدي مات سياسياً من اللحظة الأولى.

وخلافاً للتوقعات السخيفة فهو لا يريد، وغير مستعد ولا يستطيع تجريد المخربين من اسلحتهم. وفي أحسن الأحوال سيشركهم في الأجهزة الأمنية إلى أن يبعدوه أو يقتلوه.

خلافاً لرأي خبراء من الدرجة الأولى، مثل موشيه يعلون ، يدعي العميد غلعادي أن الإرهاب سيتراجع بعد فك الارتباط، وهو لم يفسر مصدر هذا الغرور. فالمنطق البسيط يقول العكس تماماً. فهذا الإرهاب المتجدد والمتشجع سيصل الى أماكن ابعد داخل البلاد. وعندها سيدركون حجم الخدمة الكبيرة التي كان يشكلها بالنسبة للشعب وجود مستوطنات غوش قطيف التي كانت تتلقى الارهاب. وكانت موقعاً دفاعياً ومتقدماً تخوض القتال.
ثمة موارد مالية متوفرة من أجل فك الارتباط ومعسكرات الاعتقال، لكن لا يوجد مال متوفر لانقاذ تلك العجوز في الرواق، لا يوجد مال متوفر لمساعدة الفقراء والعاطلين عن العمل، وعليهم الاستعانة بهيئات الدعم التطوعية، نحن ننظر الى وجوهنا ونرى أن كل شيء تحول الى كاريكاتير.

والآن، وبحسب العميد غلعادي، مسموح أخيراً ضرب المواطنين الاسرائيليين بكل قوة ومن دون تمييز. المهم هو خروج فك الارتباط الى حيز التنفيذ. ونحن نسأل بهلع: هل هذا جدي؟
ثمة خطوط حمر لا تتجاوزها الأمة المحترمة مهما كانت الظروف. وإذا كان كل شيء مسموحاً، ندعو غلعادي لضرب الارهاب الآن وإلحاق هزيمة أبدية به.

مصادر
هتسوفيه (الدولة العبرية)