يعمل مفاوضون اميركيون واسرائيليون هذا الاسبوع على صوغ اتفاق من المتوقع ان يعطي الولايات المتحدة نفوذا اكبر على صفقات الاسلحة الاسرائيلية للصين وهي نقطة توتر بين الدولتين الحليفتين.

وصرح الناطق باسم السفارة الاسرائيلية في واشنطن ديفيد سيغل ان اسرائيل تسعى الى التوصل الى اتفاق على قيود التصدير “يعزز التنسيق والشفافية بين الحكومتين”.

ونشرت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية الاحد ان اسرائيل رضخت للضغوط الأميركية وأوقفت صفقة طائرات من دون طيار للصين من طراز “هاربي” تستهدف الرادارات كانت السبب المباشر لاحدث توتر في العلاقات الأميركية - الاسرائيلية في شأن نشر الاسلحة.

وقال سيغل: «نحن ندرك تماما المخاوف الأميركية في هذا الشأن ونعمل على التعامل معها»، مشيرا الى ان المحادثات الأميركية - الاسرائيلية التي دخلت يومها الثاني قد تمدد. واضاف ان مذكرة التفاهم التي يجري التفاوض عليها، ستخفف التوترات الأميركية - الاسرائيلية في قضايا منها قضية طائرات "هاربي" التي تنتجها مصانع الطائرات الاسرائيلية وطائرات "فالكون" للانذار المبكر.

وعطلت واشنطن عام 2000 صفقة طائرات “فالكون” اسرائيلية للصين تقدر قيمتها بمليارات الدولارات خوفا من ان تخل بميزان القوى الاقليمي. واوضح الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” بريان ويتمان ان المخاوف الأميركية ذهبت الى ابعد من مجرد نقل اسرائيل نظاما عسكريا متطورا الى الصين والذي يجعل مهمة الدفاع عن تايوان اصعب. وقال: «مخاوفنا اوسع نطاقا ولا تقتصر فقط على نظام بعينه او قطعة تكنولوجية. لذلك سنواصل العمل في هذه القضايا وحين يحصل اي تغيير في وضع اي شيء سنخطركم» وسئل عن موعد توقيع مذكرة التفاهم ، فأجاب: «ليس مفيدا ان نضع قيودا زمنية على هذه الامور».

وباعت اسرائيل الصين طائرات “هاربي” عام 1999 ولم يسمع في حينه أي احتجاج أميركي على الصفقة. لكن واشنطن اعترضت حين اعادت الصين بعض الطائرات الى الدولة العبرية لتطويرها وقالت الادارة الاميركية ان ذلك سيطيل مدى الطائرات ويزيد قدرتها على مهاجمة الرادارات.

واكد ويتمان انه وسط التوترات الأميركية - الاسرائيلية الاخيرة في هذا الشأن، قطعت وزارة الدفاع الاميركية “مجموعة واسعة” من التعاملات مع اسرائيل، منها تبادل المعلومات في شأن الجيل الجديد من طائرات “ف 35 جوينت سترايك فايتر” التي تنتجها شركة “لوكهيد مارتن” في أكبر برنامج لتطوير الطائرات المقاتلة في التاريخ.

وتزامنت الجهود الأميركية للحد من نقل التكنولوجيا الاسرائيلية للصين مع حملة لواشنطن لتأخير رفع الحظر الاوروبي المنتظر على مبيعات الاسلحة الى الصين والذي فرضه الاتحاد الاوروبي على بيجينغ عقب حملتها على المتظاهرين المطالبين بالديموقراطية عام 1989.

مصادر
النهار (لبنان)