لا جديد على الساحة العراقية... وإيران صدمت العالم بـ“نجاد”
مرور عام على تسلم العراقيين للسلطة وخطاب “بوش” بهذه المناسبة، فوز “أحمدي نجاد” في انتخابات الرئاسة الإيرانية، الكشف عن وجود مسلمين بريطانيين في صفوف المتمردين العراقيين، ومشروع إصدار بطاقة هوية مدنية، كانت من أهم العناوين في الصحافة البريطانية.

الفوضى في العراق

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة “الإندبندنت” تقريرا خاصا يوم أمس الأول بمناسبة مرور عام كامل على تسليم السلطة للعراقيين من قبل الإدارة الأميركية، قالت فيه إن الوضع في العراق لا يقل فوضى عن السابق، أي قبل عام من الآن، وإن الحكومة العراقية المؤقتة التي قادها إياد علاوي مبتسماً، واعداً الشعب العراقي بإحلال الاستقرار مكان الفوضى التي تعصف بالشارع العراقي صباح مساء، لم تقدم شيئاً ملموساً على أرض الواقع.

وقد اعتبرت الصحيفة أن الأخبار القادمة من بغداد غير مبشرة بالخير البتة، فالشوارع المؤدية إلى العاصمة العراقية مغلقة تماماً ولا يمكن السير فيها إلا من خلال قوافل جماعية خشية العمليات التفجيرية التي تتعرض لها القوات المسلحة والشرطة كل يوم.

ومن خلال هذا التقرير قدمت الصحيفة إحصائية تدل على أن خسائر الشرطة العراقية شهرياً تصل إلى 219 شرطياً بينما كانت في الأيام الأولى لتسلم السلطة قبل عام بحدود 160 شرطياً يذهبون ضحايا للعنف الناتج عن العمليات الإرهابية التي تزداد يومياً. من جهة أخرى نشرت الصحيفة تصريحات لإياد علاوي كان قد خص بها صحيفة “الإندبندت” عند تسلمه السلطة من الإدارة الأميركية قبل عام، رافقت هذه التصريحات صورة كبيرة على الصفحة الأولى لعلاوي وهو يبتسم مؤكداً قدرة حكومته، التي رحلت، على ضبط النظام في العراق والقضاء على العنف!

وفيما يتعلق بخطاب الرئيس الأميركي جورج بوش أمام جنوده فقد توقعت الصحيفة أن هذا الخطاب لن يحمل سوى تطمينات للجنود الأميركيين بأن إدارته تعرف كيفية التعامل مع الوضع في العراق وأن ما أقدمت عليه هناك هو إنجاز يسجل لها. ولا ترى الصحيفة أن جورج بوش يقدم جديداً في خطاباته، بل يؤكد على الدوام أنه غير مستعد لتحديد موعد للانسحاب الأميركي من العراق في الوقت الراهن.

إيران صدمت العالم

هكذا اعتبر الكاتب كولن فريمان في صحيفة “صنداي تلغراف” نتيجة الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي أعلنت رسمياً يوم السبت الماضي انتصار المحافظين على الإصلاحيين.

ويرى الكاتب أن أكثر ما يشتهي عمله الرئيس الإيراني الجديد محمود أحمدي نجاد هو العودة ببلده إلى الأيام الأولى للثورة الإسلامية عام 1979، وهو ما يعتبر، بحسب الكاتب، خطراً حقيقياً على إيران في الوقت الراهن.

وتنبأ فريمان بأن الوضع الحالي في إيران لن يستمر على هدوئه، بل سيقود الإصلاحيين إلى الاحتجاج وربما الثورة التي تشبه ما حصل عام 2003 عندما سحق النظام الإيراني احتجاجات الإصلاحيين بالنار والحديد.

وفي ذات السياق يعتقد الكاتب أن الغد الآتي على إيران يقود معه القلق على المستقبل بعد تضاؤل الفرص أمام العالم للوصول إلى تسوية بخصوص وقف النشاط النووي الإيراني خاصة أن الرئيس الجديد “نجاد” كان من أشد المعارضين لفتح الباب أمام أميركا كي تفتش على الأسلحة النووية الإيرانية، وقد قاد في السابق حملة خطابات عنيفة ضد الإدارة الأميركية.

“فدائيون” بريطانيون في العراق

كشفت صحيفة “الصنداي تايمز” في تقرير خاص، أن مصادر أمنية كبيرة في العراق بينت وجود 70 مسلما بريطانيا منخرطين في صفوف المتمردين العراقيين الذين يقومون بأعمال إرهابية هناك. الصحيفة ذكرت أن قوات الأمن العراقية اكتشفت هذا الأمر بعد ظهور ثلاثة قتلى في إحدى الهجمات التي تبادل خلالها المتمردون والقوات العراقية إطلاق النار، وقد فوجئ العراقيون بأن هؤلاء القتلى بريطانيو الأصل.

وبينت الصحيفة أن تقريرا سابقا رفع لرئيس الوزراء من قبل مدير الاستخبارات البريطانية يؤكد تزايد رغبة مسلمين بريطانيين بالسفر إلى العراق للانضمام إلى صفوف الفدائيين. وحذر رئيس الاستخبارات من هذه المسألة قبل كشف الأمن العراقي عن انضمام البريطانيين للمتمردين. ويزعم تقرير الاستخبارات البريطانية أن أبو مصعب الزرقاوي قام بإرسال مبعوث إلى بريطانيا لإقناع المسلمين هناك بأهمية التطوع لتنفيذ العمليات الانتحارية لتقويض السلطة العراقية القائمة في بغداد.

الهوية البريطانية

تناولت صحيفة “الغارديان” يوم الثلاثاء الماضي المشروع البريطاني الجديد لإصدار بطاقات هوية مدنية للمواطنين في المملكة المتحدة. ودعت الصحيفة الحكومة إلى دراسة هذا الموضوع بعناية تامة، وذلك لتوافر مشكلتين جوهريتين لا يمكن التغاضي عنهما عند الحديث عن هذه الهوية المدنية، وهما تتعلقان بكلفة البطاقة على المواطن البريطاني في الوقت الراهن خاصة أنه يعاني من زيادة حجم الضرائب وقيمتها عليه وفرض الحكومة لرسوم إضافية على خدماتها.

ولكن الموضوع الأهم الذي ترى الصحيفة أنه مشكلة حقيقية يتلخص في خوف المواطن البريطاني من انتهاك خصوصيته بعد أن تتيح بطاقة الهوية المدنية للسلطات مراقبة المجتمع باستمرار.

الصحيفة تعتبر أن موضوع الخصوصية وحماية المعلومات يتنافى تماما مع مشروع الحكومة البريطانية لإصدار بطاقة الهوية المدنية، ولا ترى أن موضوع هذه الهوية ملح في الوقت الراهن، خاصة أنه لن يلغي العمل بجوازات السفر عند التنقل بين الدول الأوروبية.

وتتوقع الصحيفة أن تكون كلفة بطاقة الهوية المدنية على المواطن البريطاني بحدود 230 جنيها استرلينيا فيما خمنت الحكومة البريطانية كلفتها بحدود 110 جنيهات استرلينية.

مصادر
الاتحاد (الإمارات العربية المتحدة)