افاد ديبلوماسيون ومحللون ان ادارة الرئيس جورج بوش تواجه مقاومة متزايدة داخل الاتحاد الاوروبي لاتخاذ اجراءات صارمة ضد "حزب الله" اللبناني بعد المكاسب التي حققها الحزب في الانتخابات اللبنانية وانسحاب القوات السورية من لبنان.

فبعدما شكلت الولايات المتحدة واوروبا جبهة موحدة للضغط من اجل انسحاب سوريا من لبنان قبل الانتخابات ونزع اسلحة جميع الميليشيات بما فيها "حزب الله"، ظهرت خلافات بين الجانبين في شأن كيفية التعامل مع الفوز الكبير الذي حققه "حزب الله" في صناديق الاقتراع وايضا حيال دوره المحتمل في حكومة جديدة.

وتعتبر ادارة بوش بالفعل "حزب الله" منظمة ارهابية وتحض الاتحاد الاوروبي على ان يحذو حذوها باجبار الدول الاعضاء في الاتحاد على مصادرة اصوله واعاقة عمليات تمويله. وقال مساعدون في الكونغرس شاركوا في المداولات ان المسؤولين الأميركيين كانوا يأملون في تحقيق انفراج بعد الانتخابات وايضا في حصول دفع جديد لنزع سلاح "حزب الله".

لكن مسؤولا اوروبيا في واشنطن قال في احاديث صحافية هذا الاسبوع عن الجهود الأميركية الرامية الى وضع "حزب الله" على القائمة السوداء: "لا اجماع في الاراء. وانسحاب سوريا من لبنان جعل بالفعل ذلك الاجماع اقل احتمالا".

وقال ديبلوماسي اوروبي اخر انه سيكون "من الصعب جدا وضعهم (حزب الله) على القائمة (الارهابية)" في ضوء نتائج الانتخابات.

ورأى الخبير في شؤون الارهاب بـ "مركز واشنطن لسياسة الشرق الادنى" ماثيو ليفيت انه بعد "اجراء الانتخابات ونجاح حزب الله ستكون هناك مقاومة كبيرة في اوروبا لاتخاذ اجراء اضافي ضد حزب الله".

واتهم الناطق باسم السفارة الاسرائيلية في واشنطن ديفيد سيغل "حزب الله" "بالسعي بنشاط لإفساد" الانسحاب الاسرائيلي المقرر من غزة واستشهد على ذلك بهجوم شنه الحزب هذا الاسبوع اسفر عن مقتل ضابط اسرائيلي ودفع اسرائيل للرد.

وقال مسؤول كبير في ادارة بوش "موقفنا تجاه حزب الله لم يتغير. ينبغي نزع سلاح حزب الله". ولم يتضح ايضا الى اي مدى ستكون اوروبا مستعدة للضغط.

وكان البرلمان الاوروبي نعت في قرار غير ملزم "حزب الله" بانه جماعة "ارهابية" وحض وزراء الاتحاد الاوروبي على اتخاذ اجراء ضده.

لكن دولاً اوروبية عدة بينها فرنسا واسبانيا وبريطانيا احجمت عن ذلك مشيرة الى مخاوف من انعكاسات هذا الامر على مفاوضات السلام في الشرق الاوسط. وقال ديبلوسي اوروبي ان "احتمالات وضعهم (حزب الله) على القائمة (الارهابية) بات يتطلب وقتا اطول الان".

مصادر
النهار (لبنان)