م. ز. لن يكونا بعد اليوم مجرد حرفين في الابجدية بالنسبة الى اللبنانيين، وإذا كانا الاختصار الذي حملته الصحف لاسم التونسي مجدي بن محمد بن سعيد الزريبي، فإنهما فعلا عنوان مرحلة جديدة، لبنانيا ، وفي الخلاف الاميركي - السوري اقليمياً، يعلنها خبر مقتله على يد قوات الامن السورية.

اعلان الخبر يوجه رسائل الى من يهمه الامر منها:

اولاً: ان الحدود السورية مع العراق، إذا كانت معبراً للمتطرفين العرب في اتجاه أراضي ما بين

النهرين، حسب الاقوال الاميركية، فإنها ايضاً معبر لهم في الاتجاه المعاكس.

ثانياً: هذا الواقع يحتم، سورياً، على قوات الاحتلال الاميركي في العراق، الاقرار بأن مراقبة الحدود

مسؤولية مشتركة، وبأن خرقها يضر بالجانبين لا بأحدهما وحده.

ثالثاً: إن إعلان مقتل الجنديين السوريين والمتطرف الاسلامي عند حدود لبنان الشمالية، يعني،

نظرياً، تمدد الحرب العراقية الى لبنان، وأن من يلجمها هو القدرة الامنية السورية.

رابعاً: الكشف عن معارك أمس الخميس في قاسيون مع مجموعة أخرى من المتطرفين الاسلاميين،

يريد ان يقول للعالم ان سوريا أيضاً تعاني "الارهاب الاسلامي" وليس الاحتلال الاميركي للعراق وحده، وبالتالي فإن الطرفين، دمشق وواشنطن، هما في خندق واحد.

سوريا، تخرج الرسائل من بين السطور، فيما العلاقات مع بغداد تستعيد حرارتها الى حد التحضير لإعادة فتح السفارة السورية، وتزايد تبادل الزيارات التي ستتوج بزيارة قريبة لرئيس الحكومة العراقية ابرهيم الجعفري الى دمشق.

لبنانياً، كان الكلام على المتطرفين الاسلاميين،

انحسر مع قضيتي الضنية ومجدل عنجر، و“جرجرة” المحاكمات التي يخضع لها المتهمون، لكن رئيس الجمهورية انفرد، ومنذ اسبوعين، بإحياء تعبير المتطرفين الاسلاميين مرة أولى في حواره مع قناة L.C.I الاخبارية الفرنسية ثم مع قناة C.N.N الاخبارية الاميركية، قبل أن تصير الاشارة اليهم لازمة تتكرر في كل حوار تسنح فيه الفرصة لتناول اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائب الشهيد باسل فليحان ورفاقهما.

ان انتقال التطرف الاسلامي من التصريحات الصحافية الرئاسية في بعبدا الى وقائع على الحدود الشمالية للبنان، يجعل العراق جاراً مباشراً، ويعطي دمشق سنداً للمطالبة بتنسيق أمني مباشر مع قوات الاحتلال الاميركية في العراق، من جهة، ومع لبنان من جهة اخرى، ويفاجىء من جهة ثالثة، جدول أعمال الحكومة الجديدة ببند لم يرد في البرامج الاصلاحية المتنافسة، ولا مناقشات توزع الحقائب، ولا في اللقاءات الثنائية، وغير الثنائية بين أقطاب مجلس نواب الـ 2005.

مصادر
النهار (لبنان)