عكست الافتتاحية التي نشرتها صحيفة “الجيروزاليم بوست” امس موقف اسرائيل الذي تحض فيه دول الاتحاد الاوروبي على تصنيف “حزب الله” ضمن مجموعة المنظمات الارهابية وهنا بعض ما جاء فيها: «يوم الجمعة ستتولى المملكة المتحدة رئاسة الاتحاد الاوروبي. ومن المتوقع ان تدفع انكلترا بموضوع محاربة الارهاب الى رأس اولويات جدول اعمالها... وفي الفترة الاخيرة لمح رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير الى انه في صدد اعداد مبادرة جديدة ليقرها رؤساء الدول الثماني في اجتماعهم هذا الاسبوع في غلين ايغلز».

رغم ذلك، لا يزال “حزب الله” خارج لائحة الاتحاد الاوروبي للمنظمات الارهابية، ويبدو بعد الانتخابات النيابية اللبنانية ابعد من اي وقت عن هذه القائمة.

لقد سبق لبريطانيا ان قالت بوضوح على لسان وزير خارجيتها جاك سترو في 8 حزيران في رام الله: «ان خوض منظمة ارهابية الانتخابات لا يعني انها لم تكن كذلك، حماس ستبقى على اللائحة البريطانية للمنظمات الارهابية الى ان تتخلى عن العنف قولاً وعملاً.» لماذا والحال هذه تمنح الانتخابات اللبنانية "حزب الله" الشرعية ولا تشرّع الانتخابات الفلسطينية حركة حماس؟ عندما سألت لجنة برلمانية بلير في شباط الماضي هل يشارك الولايات المتحدة رأيها في ان ايران هي اكبر دولة تحمي الارهاب اجاب: بالتأكيد هي تدعم الارهاب، لا شك في ذلك على الاطلاق. اذا اردنا تحقيق تقدم في الشرق الأوسط فعلى ايران ان تعي ان من واجبها ان تساعد لا ان تعرقل. من الواضح ان ايران تحاول قتل العملية السلمية من خلال الارهاب وهي تستخدم “حزب الله” اداة للمؤسسة الايرانية للقيام بذلك.

عندما تكون هناك مبادرات قد تقوم بها بريطانيا من اجل تشجيع السلام مثل دفع الدول العربية الى تطبيع علاقاتها مع اسرائيل، من الصعب ان نرى ما هو اهم من عزل اشرس عدو للسلام. عندما يرفض الاتحاد الاوروبي تصنيف “حزب الله” تنظيماً ارهابياً، يبدو كما لو انه يتلطى وراء مجلس الامن الذي دان الاسبوع الماضي "حزب الله" للهجوم الذي شنه على اسرائيل مكرراً مطالبه بتجريده من سلاحه وبضرورة ممارسة لبنان سيادته على طول الحدود مع اسرائيل... لان فوز “حزب الله” مع حركة امل بـ35 مقعداً من اصل 128 من البرلمان اللبناني يجب الا يعطيه حصانة، وانما هو ذريعة للمطالبة بنزع سلاحه يستغل “حزب الله” النزاع مع اسرائيل لتبرير وجوده. ان هذا الحزب المسلح لا يشكل تهديداً فقط للاستقلال اللبناني الجديد الهش من الاحتلال السوري ولمسيرته نحو الديموقراطية، وانما هو دعوة الى عدم الاستقرار والنزاع على الحدود الدولية التي رسمتها الامم المتحدة.

... اذا لم يستخدم طوني بلير رئاسته للاتحاد الاوروبي لفتح الطريق في اتجاه الخطوة الضرورية لتصنيف "حزب الله" ارهابياً، فمن الصعب ان نتخيل ان احدا، حتى الدول المارقة نفسها، ستأخذ كلام الغرب عن محاربة الارهاب على محمل الجد".

مصادر
جيروزاليم بوست (الدولة العبرية)