«طريق غاطس يربط غزة بالضفة الغربية، مفتشون أمنيون أجانب في مطار وميناء غزة، معابر حدودية أكثر فعالية»، هذه بعض من أفكار البنك الدولي لتنظيم حركة الفلسطينيين مع إبقاء إسرائيل آمنة بعد تنفيذ خطة الفصل الشهر المقبل.

يقول المدير الإقليمي للبنك الدولي، نيغيل روبرتز، في مقابلة مع وكالة “اسوشييتد برس” أجريت معه أمس، إن المجتمع الدولي سيراقب عن كثب الأداء الإسرائيلي والفلسطيني قبل الانسحاب من غزة وبعده، ومن ضمنه الرغبة الإسرائيلية في رفع الإغلاق وأفق الإصلاح الفلسطيني قبل ضخ كمية كبيرة من الأموال في غزة.

ويوضح روبرتز أنه «سيتم، بنظري، نصح المانحين بعدم ضخ كميات كبيرة إضافية من الأموال اليوم ما لم تكن الظروف السياسية في وضع تمكن فيه الاقتصاد الفلسطيني من أن يتعافى. سيكون الأمر ببساطة إضاعة للمال».

وأشار روبرتز للمرة الأولى إلى المشاريع التي يفكر فيها البنك الدولي للتعامل مع المشاكل التي سيخلفها الانسحاب من غزة. المشكلة الأولى هي كيفية الاستجابة للقلق الأمني الإسرائيلي والسماح للفلسطينيين في الوقت نفسه بدخول غزة والخروج منها بحرية نسبية.
ويطالب الفلسطينيون ب“ممر آمن” بين الضفة الغربية وغزة. ويرجح أن يتم تنقل الفلسطينيين في مرحلة أولى عبر قوافل بحراسة إسرائيلية على أن يتم في وقت لاحق شق طريق تحت الأرض بعمق 3 إلى 5 أمتار ضمن الأراضي الإسرائيلية لهذه الغاية.

وقال روبرتز إن البنك الدولي والفلسطينيين يفضلون الطريق الغاطس الذي ستكون تكلفة إدارته أرخص وأكثر مرونة من خط سكك الحديد، إذ لن تكون هناك حاجة لتحميل السيارات في القطار وتفريغها منه.

وقال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز إن إسرائيل منفتحة على الخيارين، مشيرا إلى أن بناء خط سكك حديدية سيكون أسرع لأن مصادرة أراض لمشروع كهذا ستكون أسرع من مصادرة أراض لطريق سريع.

ووافق البنك الدولي على القيام بدراسة جدوى والعودة لبحث القضية مع الطرفين خلال ثلاثة أو أربعة أشهر. وسيكلف كل من المشروعين ما لا يقل عن 200 مليون دولار ويستغرق عامين أو ثلاثة لإنجازه.

وتبحث فرق تقنية إسرائيلية وفلسطينية مع المبعوث الدولي جيمس ولفنسون إقامة معابر يديرها الإسرائيليون بين غزة وإسرائيل بينها معبر كارني للبضائع. وفق النظام المعمول به حاليا، تفرغ الشاحنات الفلسطينية حمولتها عند معبر كارني حيث يفتشها الإسرائيليون قطعة قطعة قبل أن تنقل إلى شاحنات إسرائيلية لتدخل إسرائيل. وقال روبرتز إن الخبراء وجدوا أن معبر كارني كان غير منظم وغير آمن بما يكفي. وأضاف ان الخبراء الدوليين وافقوا على أن على إسرائيل أن تعمل عن كثب مع أجهزة الاستخبارات الفلسطينية وتستخدم أجهزة كشف ضخمة عوضا عن تفريغ الحمولة من أجل تفتيشها. وتابع انه بدلا من تبديل الشاحنات، وهو إجراء يستنفد الوقت، يمكن للحاويات الفلسطينية أن تربط بالشاحنات الإسرائيلية بشكل يزيل القلق الإسرائيلي من دخول سائقين فلسطينيين الأراضي الإسرائيلية. وكشف أن إسرائيل وافقت من حيث المبدأ على أن يكون هناك معبران للبضائع وآخران للمسافرين بحث يبقى أحدهما مفتوحا إذا أغلق الآخر لضرورات أمنية.

وقال روبرتز إنه يجري بحث وضع مفتشين دوليين على معبر رفح بين غزة ومصر. وقال بيريز إنه يجري بحث استخدام شركات أجنبية لتولي الأمور الجمركية على معبر رفح، مشيرا إلى وجود خيار آخر هو نقل هذا المعبر بضعة كيلومترات إلى حيث تلتقي حدود إسرائيل ومصر مع غزة وهو ما يعني إمكان نشر مراقبين إسرائيليين على المعبر.

وأشار روبرتز أيضا إلى حاجة الفلسطينيين إلى مطار ومرفأ يصلانهم بالعالم الخارجي. ويمكن للمطار الذي دمرت إسرائيل مدرجاته أن يعمل خلال أشهر فيما يحتاج ميناء غزة إلى عامين.

مصادر
السفير (لبنان)