مساعٍ لتأجيل الانسحاب... وعباس “عالق” بتراث عرفات

الأحداث الأخيرة في مستوطنة “غوش قطيف” والسعي لتأجيل تنفيذ الانسحاب من غزة، وتذرع اليهود بالصهيونية لارتكاب أعمال مخلة بالقيم الإنسانية، وفشل محمود عباس في التوصل إلى اتفاق مع الفصائل الفلسطينية، ومساعٍ إسرائيلية لتجاوز الخلافات مع واشنطن، كانت من أهم عناوين الصحافة الإسرائيلية هذا الأسبوع.

جديد خطة الانسحاب

تناولت صحيفة “هآرتس” في افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي استطلاع الرأي العام الذي أجري في تل أبيب مؤخراً بشأن خطة فك الارتباط والانسحاب من غزة.

الصحيفة كشفت أن نسبة 62% من الناس يؤيدون الخطة بالكامل. فيما كانت نسبة المؤيدين لهذه الخطة الأسبوع الماضي لا تتجاوز الـ53% فقط بحسب استطلاع للرأي العام أجري يوم الاثنين الماضي.

الصحيفة ترى أنه في الوقت الذي كان المستوطنون يسعون فيه لاستدراج الناس لرفض خطة فك الارتباط والانسحاب من غزة، كان التأييد لهذه الخطة يتزايد تدريجياً دون أن يشعر اليمين المتطرف بهذا الأمر. من هنا لم ينجح شعار “الحب سينتصر” الذي رفعه المستوطنون منذ فترة وجيزة كنوع من الضغط على الناس لرفض الخطة، كما لم تنفع النداءات المتكررة لإجراء استفتاء عام على الخطة في رفع نسبة الرافضين للانسحاب الإسرائيلي من غزة وإخلاء المستوطنات.

تعتقد الصحيفة أن الوقت قد حان لتطبيق القانون ووقف عملية جس نبض الشارع يومياً بعد أن ثبت أن التأييد للخطة يزداد بصورة متنامية في الوقت الراهن رغم الحملات المناوئة لهذه الخطة والخلاف على آليات وتوقيت تطبيقها.

الصحيفة ترى أن المستوطنين يتحكمون بمسار الأمور في الدولة العبرية منذ ما يزيد على ثلاثين عاماً خلت، وهم بالتأكيد سيعملون على تحديد ملامح خطة الانسحاب من غزة، وربما ينجحون فيما يخططون له الآن، ويحصلون على موافقة الكنيست بتأجيل الانسحاب والإخلاء في الوقت الراهن كي يحكموا قبضتهم من جديد على المستوطنات ويخططوا لمرحلة قادمة من الصراع على إبقاء خطة الانسحاب دون تنفيذ.

الصهيونية سبب مصائبنا

وصف الكاتب عوزي بنزيمان، في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" قبل يومين، الأحداث التي جرت في مستوطنة "غوش قطيف" الأسبوع الماضي بأنها مؤلمة للغاية، لأنها تظهر مدى العنف الموجود داخل المستوطنين المتمسكين بمبادئ صهيونية تسيء لسمعة إسرائيل القانونية والإنسانية.

الكاتب انتقد ما يقوم به المستوطنون من ممارسات استيطانية تحت مظلة الصهيونية التي يراها مضللة للشعب اليهودي... «فكيف يمكن أن يقبل العقل استيلاء يهودي على بيت فلسطيني ووضع الوصايا العشر على بابه ومن ثم اعتباره حقاً مكتسباً له ولمن يخلفه باسم الصهيونية؟!». هكذا يعتبر الكاتب النظرة العمياء للمستوطن تجاه الصهيونية التي يكتشف المرء بعد حين أنها لا تمت للدين اليهودي بصلة، بحسب تعبيره.

الكاتب يؤكد في مقاله أن سيرة المستوطنات الإسرائيلية حافلة بأعمال القتل والسلب والنهب والاعتداءات المخجلة على حقوق الجيران الفلسطينيين والمس بكرامتهم وبمكانتهم. وأنه آن الأوان لوقف مثل هذه الممارسات المخلة بالقيم والمبادئ الإنسانية، والمحرجة للدولة العبرية في نفس الوقت.

ويرى الكاتب أن ثمة تناقضاً واضحاً في مفهوم المستوطنين للصراع مع الفلسطينيين والاستيطان، ومن هنا يؤكد الكاتب وقوع أعمال شاذة من قبل المستوطنين لا يمكن السكوت عنها.

فشل “عباس”

اعتبرت صحيفة “جيروزاليم بوست” في افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي أن فشل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في التوصل إلى اتفاق يحمي مصالحه في الداخل والخارج مع الفصائل الفلسطينية المسلحة أمر معروف للجميع في الوقت الراهن.

إلا أن الصحيفة تعتقد أن المجتمع الدولي يحاول جاهداً إخفاء مثل هذه الحقيقة ومنح محمود عباس فرصاً إضافية للحيلولة دون الفشل الذريع.

الصحيفة رأت أن الفصائل الفلسطينية لا تؤمن بالعودة لمائدة التفاوض مع الجانب الإسرائيلي بعد الانتهاء من تنفيذ خطة الانسحاب الكامل من غزة، كما أن هذه الفصائل لا يمكن أن تقنع العالم بأنها قادرة على تحمل المسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني والتجاوب مع الرئيس الفلسطيني في وقف إطلاق النار والتهدئة.

«محمود عباس لا يقوى على تجاوز تراث ياسر عرفات في الحكم الفاسد والأسلوب البيزنطي في التعامل مع الفصائل على أساس غير مركزي يسمح للتقسيم وعدم العودة إليه إلا نادراً»... هذا ما رأته الصحيفة في تحليلها للوضع القائم حالياً في الأراضي الفلسطينية، حيث لا مجال للتخلص من تركة ياسر عرفات التي تثقل كاهل محمود عباس وتقود لفشل مساعيه على الدوام.

الوخز بالإبر الصينية

اعتبر الكاتب ناحوم برنييع أن الولايات المتحدة الأميركية أثبتت، بعد أن اعترى العلاقة بينها وبين إسرائيل بعض الشوائب جراء صفقة الأسلحة الإسرائيلية للصين، أنها يمكن أن تستغل أي شيء كي تجعل أصدقاءها دائمي الطاعة لها، ولو بشكل أعمى.

الكاتب، في مقاله “الوخز بالإبر الصينية” المنشور في “يديعوت أحرونوت” السبت الماضي، رأى أن الولايات المتحدة لم يهمها كثيراً موضوع الصفقة مع الصين بقدر أهمية وخز إسرائيل بالإبر الصينية!

ويحترم الكاتب موقف مدير عام وزارة الدفاع الإسرائيلية "عاموس يارون" في التعامل مع الجانب الأميركي، ويرى أن أفضل طريقة اتبعها هذا الرجل في مثل هذه الحادثة هو عدم إبداء الاهتمام المبالغ فيه.

ويعتقد الكاتب أن هذه المشكلة التي طرأت على العلاقة مع أميركا أعطت درساً لإسرائيل في نوعية الأصدقاء الذين يرتبطون بعلاقة حميمية معها.

مصادر
الاتحاد (الإمارات العربية المتحدة)